بعد أكثر من عشرين عاماً قضتها في السجن
إطلاق سراح « فوساكو».. المناضلة اليابانية التي نذرت حياتها لفلسطين
الثورة / وكالات
بعد أنّ أمضت قرابة 22 عاماً في السجون اليابانية، بتهمة تورطها باقتحام السفارة الفرنسية في لاهاي واحتجاز السفير وعدد من الدبلوماسيين، تم إطلاق سراح المناضلة اليابانية فوساكو شيغينوبو، يوم أمس الأول
ارتبط اسم فوساكو شيغينوبو بعملية مطار اللد التي حدثت مجرياتها عام 1972م، حيث تم اتهامها بالتخطيط للعملية التي قام بها 3 فدائيين يابانيين، وصلوا مطار اللد على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، وما إن نزلوا أرض المطار حتى اندلع اشتباك بينهم وبين قوات الاحتلال الذين قتل منهم 26 شخصاً وجرح العشرات، مع سقوط 2 من منفذي العملية وإلقاء القبض على الثالث.
ووجهت عملية مطار اللد – التي نفذت ضمن فرع العمليات الخارجية للجبهة الشعبية – ضربة أمنية كبيرة للاحتلال، بسبب الخرق الأمني الذي حصل، وكيفية وصول الأسلحة إلى داخل المطار، فقد تمكن منفذو العملية من إخفاء أسلحة رشاشة وقنابل في حقائبهم، وبعد استلامها داخل المطار، فتحوا نيرانهم صوب المسافرين الإسرائيليين.
فقد جدت فوساكو نفسها الناطق الرسمي باسم مجموعة اليابانيين بعد أن فقدت أقرب أصدقائها خلال عملية اللد، وأصبحت اليابانية الوحيدة ضمن مجموعة الثوار المتبقية في لبنان، هدفاً للإسرائييلين لذا اضطرت إلى التخفي.
أسست شيغينوبو عام 1974م الجيش الأحمر الياباني ومقره لبنان، وسرعان ما نفذ 3 من أفراده عملية اقتحام السفارة الفرنسية في لاهاي في هولندا، واحتجزوا السفير وعددا من الدبلوماسيين بهدف مبادلتهم برهين ياباني محتجز.
اتهمت المناضلة اليابانية بقيادة هذه العملية وأصدرت اليابان بحقها مذكرة دولية، وفي عام 2000م وصلت طوكيو، وتم إلقاء القبض عليها، وفي العام التالي خلال محاكمتها أعلنت حل الجيش الأحمر.
وعام 2006م حُكم عليها بالسجن بتهمة عملية الاقتحام، وفي حوزتها على جواز سفر مزور، وأنكرت دورها بالتخطيط للعملية وحسب محاميتها فلا دليل لتورطها، حيث كانت شيغينوبو حاملاً حينها، والجبهة الشعبية تمنع نشاط الحوامل السياسي والعسكري خلال فترة حملهن.
ولدت فوساكو عام 1945م، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وعرفت بميولها اليسارية ومحاربتها للإمبريالية وانتقادها للنظام في اليابان ، لكنها كانت تعرف هي ورفاقها أن الثورة من داخل اليابان مستحيلة ، ولا بد من تأسيس قواعد في الخارج ، وكانت بيروت محطتها.. وهناك تعرفت على الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني الناطق الإعلامي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ..
يذكر أنّ شيغينوبو تزوجت خلال فترة وجودها في لبنان من قيادي عسكري في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأنجبت ابنة أسمتها «ماي» تيمناً بشهر مايو الذي جرت فيه عملية مطار اللد.