تفتقر بلادنا للرياضة الحقيقية في الألعاب الرياضة عموما، فما بالكم برياضة نوعية وهامة جدا كرياضة الغوص في البحار والشواطئ والسدود وغيرها.
تخيلوا في بلادنا لا يوجد شيء اسمه رياضة الغوص ولا يوجد غواصون رياضيون ماعدا الغواصين الذين مهمتهم إنقاذ الناس الغارقين وهم قليلون وربما نادرون جدا، وهذا يعني أن الحكومة وكل الجهات المعنية بما فيها وزارة الشباب والرياضة تغفل هذا النوع من الرياضة ولما لها من أهمية في مجالات الحياة.
رياضة الغوص لها مهام كبيرة إلى جانب كونها رياضة فهي تستخدم أيضا للتصوير تحت المياه وتصوير ملكوت البحر وإنتاج أفلام علمية وعن ما فيه من عجائب وغرائب في أعماق البحار وتوثيقها..
رياضة الغوص لها مجالات عدة ومتعددة ويعرفها الجميع، ولكن ما جعلني أتطرق اليوم لهذا الموضوع في هذه العجالة عندما رأيت أثناء تفتيش الأرشيف الخاص بي فوجدت مقابلة مع أول غواصة في اليمن وهي وفاء عبدالله محمد وكانت موظفة لدى الهيئة العامة للجزر اليمنية حينها والتي ألغيت وتحولت إلى إدارة عامة في وزارة الإدارة المحلية، فقد أكدت الغواصة وفاء عبدالله في تلك المقابلة بتاريخ 21/ 8/ 2004 في ملحق الأسرة صحيفة الثورة.. أن رياضة الغوص مفقودة تماما في اليمن للرجال فما بالك للنساء .. وقالت: أنا فخورة أن أكون أول امرأة امتهن الغوص وأشاهد مناظر البحر الساحرة والغوص في البحر هواية مغروسة في نفسي ولا أخاف الغرق، إلى جانبي ثلاثة غواصين على مستوى اليمن”.
هذه المقابلة جعلتني بصراحة اتساءل لماذا هذه الرياضة مفقودة وغائبة تماما عن اهتمام وبرامج وأنشطة وزارة الشباب والرياضة؟.. وما هي الأسباب التي أدت إلى غياب هذه الرياضة الجميلة وعدم وجود اتحاد خاص بها؟.. نترك الإجابة على أولي العلم والدراية في الوزارة ليفندوا لنا الأسباب التي أدت لعدم وجود هذه الرياضة المشهورة في كل دول العالم إلا في بلادنا فهي غائبة رغم أهميتها في مجالات عدة وكما قالت الغواصة الأولى في اليمن.
مناشدة لجمعان والكبوس.. الريمي في خطر
كان خبر إصابة الزميل الصحفي علي الريمي أبو أحمد، بجلطة دماغية مفاجئة بمثابة الصاعقة والصدمة والفاجعة على كل الرياضيين والإعلاميين بل خيم الخوف والحسرة والألم على الجميع دون استثناء لما للزميل علي الريمي من محبة واحترام ولما يحمله هذا الشخص من دماثة أخلاق وعلاقة طيبة مع الجميع.
علي الريمي، أحد فرسان الإعلام الرياضي دون منازع وهو يعد واحدا من أبرز وأقدم الصحفيين الرياضيين باليمن، مارس هذا العمل منذ بداية التسعينيات وربما قبل ذلك واستطاع هذا الصحفي الرائع والرياضي الكبير والمحبوب من الجميع أن يقدم في الصحافة الرياضية اليمنية – إلى جانب عمالقة الإعلام الرياضي وهم كثر ابتداء من الأستاذ مطهر الأشموري وعبدالله الصعفاني وحسين العواضي ومعاذ الخميسي وهاشم الوحصي وغيرهم – الكثير من المواد والأخبار التي أضاءت كلماتها صفحات المجلات والصحف الرياضية .
كتابات علي الريمي الرياضية كانت حاضرة في كل الصحف الأهلية والحزبية والحكومية إلى جانب عمله الحكومي بمؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، حبا بالرياضة وعشقا لكرة القدم خاصة، بالذات ونحن نعرف ونعلم حب وعشق الريمي للنادي الإسباني ريال مدريد.
أيام مرت والزميل علي الريمي في العناية المركزة وإن خرج إلى غرفة الملاحظة المشددة نتيجة الجلطة وطوال هذه الفترة كان التخاذل في إنقاذ حياته ومساعدته وفي تجاوز محنته حاضراً، تنكر له الجميع وأداروا ظهورهم عنه وهو الذي قضى أكثر من نصف عمره في خدمة مهنته بكل تفان وإخلاص، وعندما هو الآن في أمسَّ الحاجة لمساعدته لم يلتفت إليه أي مسؤول في بلادنا أو يقدم له ولو جزءاً بسيطاً هما يخفف من أوجاعه سواء وزارة الشباب الرياضة أو وزارة الإعلام وحتى الإعلام الرياضي ونقابة الصحفيين ونحن أيضا فالجميع خذله.
ما يمر به الزميل الريمي من معاناة ويكابدها في دقيقة ويوم وحيدا، شيء مؤلم جدا فهو لم يجد من يقف بجانبه حتى زملاؤه مع أني أعذرهم خاصة ونحن نمر بظروف صعبة وكما يقولون ما باليد حيلة يا صديقي وزميل علي الريمي، لكني أتوجه بدعوة رجال الخير وأصحاب الأيادي البيضاء وعلى رأسهم الأستاذ أمين جمعان رئيس نادي الوحدة والأستاذ الفاضل حسن الكبوس أن يقدما المساعدة ويتكفلوا بالعلاج لأن هذا الرجل والصحفي النبيل قدم للرياضة الكثير ويستحق منكم مساعدته، أتمنى أن تصل الرسالة وتلقى الإجابة من الأستاذين الكبوس وجمعان لهذه المناشدة الإنسانية .. ذلك.