اليمنيون يستبشرون بانفراجة ناقصة ويطالبون برفع الحصار كلياً عن مطار صنعاء
الرحلة رقم 648 تكشف عن جريمة العدوان المستمرة منذ ستة أعوام من الحرب على اليمن
الثورة / صنعاء/ تقرير خاص
أقلعت رحلة الخطوط الجوية اليمنية رقم (648)، صباح أمس الإثنين 16 مايو/ من مطار العاصمة صنعاء الدولي متجهة إلى العاصمة الأردنية عمان تحمل على متنها 137 مسافرًا من المرضى اليمنيين، لتكشف عن جريمة يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي منذ ستة أعوام حينما فرض حظرا شاملا على مطار صنعاء الدولي وتسبب في وفاة آلاف المرضى الذين ماتوا بسبب عجزهم عن السفر إلى الخارج.
وكان خط الرحلة رقم 648 الأولى بعد ستة أعوام للخطوط الجوية اليمنية من وإلى مطار صنعاء على النحو التالي:
عدن/ صنعاء 8 صباحاً فارغة، صنعاء/عمان 137 راكباً، التاسعة والنصف صباحا.
عمان/ صنعاء60 راكباً وصول3:30 مساء، ثم صنعاء/عدن… فارغة الساعة 4:30 مساء.
ورغم الدعايات التي روجها تحالف العدوان عن عدم جاهزية مطار صنعاء الذي تعرض لغارات جوية شنها تحالف العدوان مرات عديدة، إلا أن الرحلة رقم 648 للخطوط الجوية اليمنية دحضت تلك الادعاءات وأكدت جهوزية المطار، كما كشف عن حجم الجريمة التي يرتكبها العدوان بحق اليمنيين بإغلاق المطار.
يوم أمس عاد مطار صنعاء للعمل مرة أخرى بحسب اتفاقية الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن السويدي هانس غروندبرغ، وأقلعت منه أول رحلة جوية بعد مماطلة من تحالف العدوان خلال فترة الهدنة التي لم يتبق منها إلا أسبوعان.
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ رحَّب بانطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء منذ أكثر من ستة اعوام ضمن تنفيذ اتفاق الهدنة التي تم تحديدها بشهرين وتنتهي مع انقضاء الشهر الحالي مايو، وهنّأ غروندبرغ جميع اليمنيين على هذه الخطوة المهمة التي طال انتظارها، والتي أمّل أن توفر بعض الراحة لليمنيين الذين يحتاجون إلى العلاج الطبي في الخارج، أو الذين يسعون إلى فرص التعليم والعمل، أو لمّ الشمل مع أحبائهم. وقال إن هذا هو وقت التضافر وبذل المزيد من الجهد للبدء في إصلاح ما كسرته الحرب، وتنفيذ جميع التزامات الهدنة لبناء الثقة والتحرك نحو استئناف عملية سياسية لإنهاء النزاع بشكل مستدام.
واستبشر اليمنيون بعودة مطار صنعاء للعمل لتخفيف الأعباء عن المسافرين والمرضى والذين عاشوا سنوات من التنقل الشاق عبر طرق وعرة وبديلة للوصول إلى مطاري عدن وسيئون.
غير أنها تظل فرحة منقوصة لا تكتمل إلا برفع الحصار عن المطار، الذي بدأ باستقبال الرحلات تضمنها اتفاق الهدنة الإنسانية وحددها بـ16 رحلة جوية خلال فترة الهدنة المحددة بشهرين، وبواقع رحلتين كل أسبوع.
وفي البيانات صدرت عن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية أشارت إلى أن إعادة فتح المطار المغلق منذ ستة أعوام خطوة اعتبرتها في اتجاه تحقيق السلام، وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ قد أعلن مطلع أبريل الماضي، عن الهدنة الإنسانية المحددة بمدة شهرين، بدأت من 2 أبريل ويمكن تجديدها لاحقًا بعد انتهاء الشهرين بموافقة الأطراف، تشمل وقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود.
كما تم الاتفاق كذلك على دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة وتشغيل رحلات تجارية لوجهات محددة سلفًا من وإلى مطار صنعاء، محددة برحلتين أسبوعياً.
يعتبر مطار صنعاء الأولَ في اليمن من حيث حجمه وتجهيزاته وقدراته مقارنةً بالمطارات الأخرى في اليمن، وهو ما يجعل عدد الرحلات المحددة بحسب اتفاقية الهدنة بواقع رحلتين خلال الأسبوع لا تلبي 10 % من حاجة الكتلة السكانية التي يخدمها هذا المطار.
ويخدم مطار صنعاء كتلة سكانية كبيرة إذ يستخدمه سكان أكثر من 15 محافظة يمنية، لذا تسبب إغلاقه من قبل تحالف في حرمان هذه الكتلة السكانية من حريتهم في التنقل والسفر، وهو ما تجرمه جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية، وتسبب إغلاق العدوان للمطار في وفاة آلاف المرضى ممن عجزوا عن السفر برا إلى عدن أو سيئون.
وقال مسافرون لـ”الثورة”: إن الرحلة 648 خطوة مهمة، وأملوا فتح المطار بشكل كامل خلال الفترة القادمة في حال تمديد الهدنة بعد انقضائها.
إقلاع الرحلة 648 اعتبرها المجلس النرويجي للاجئين في اليمن، في بيان، خطوة كبرى باتجاه تحقيق سلام دائم في اليمن، جاء ذلك في بيان بعد إقلاع أول طائرة تجارية من مطار صنعاء منذ نحو ست سنوات.
وبدا مطار صنعاء في جاهزية عالية من النواحي التشغيلية والفنية والمهنية، خاصة أنه يقدم خدمات ملاحية لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية العاملة في اليمن بشكل يومي وبكوادر يمنية مؤهلة، على رغم القصف الجوي بالغارات المكثفة التي تعرض لها مطار صنعاء إلا أن الجهود التي بذلتها وزارة النقل وهيئة الطيران ومطار صنعاء جعلت المطار جاهزا من كافة النواحي التشغيلية والفنية.
وأتت الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة بعد مفاوضات خاضها الوفد الوطني مع المبعوث الأممي والأطراف الدولية والوسطاء، وبعد مبادرة أعلن عنها رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط في 26 مارس، عن هدنة من طرف واحد لمدة أيام تستمر فيما بعد، تلاه حراك دبلوماسي وسياسي فاعل تمخض إلى هدنة إنسانية محددة بشهرين تنقضي بنهاية مايو قابلة للتجديد بموافقة الأطراف.
ودخلت الهدنة لمدة شهرين حيز التنفيذ في الثاني من أبريل وصمدت إلى حد كبير، لكنها تعثرت فيما يخص بند فتح مطار صنعاء بسبب تعنت العدوان ومرتزقته، وشمل اتفاق الهدنة وقف العمليات العسكرية الهجومية والسماح بدخول واردات الوقود إلى موانئ الحديدة، وانطلاق رحلتين أسبوعيتين من مطار صنعاء.