الثورة نت|
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أهمية اضطلاع الجهات الرسمية على المستوى المركزي والمحافظات والمديريات، بدورها القوي والفاعل في المتابعة والدعم وتفقد سير العمل ومساندة الدورات الصيفية والعناية بها.
وحث قائد الثورة في كلمته اليوم خلال تدشين الدورات الصيفية، المجتمع، بما في ذلك الآباء إلى دفع أبنائهم للاستفادة من الدورات والمشاركة فيها، باعتبارها مسألة مهمة لإيجاد جيل ينشأ في هذه الظروف والمرحلة الحساسة التي تواجه فيه الأمة تحديات كبيرة تحتاج للعلم والوعي والبصيرة والهدى والنور والفهم والحكمة والرؤية الصحيحة.
وقال” أهم وأعظم وأقدس وأسمى ما تخدم به ابنك وتقدمه له، والذي هو أهم حتى من الطعام والشراب، أن تؤهله ليقوم بدوره العظيم في الحياة ونأمل الاهتمام بهذا الجانب”.
وأشار قائد الثورة، إلى أن موسم الدورات الصيفية يأتي هذا العام كما في الأعوام الماضية في إطار التوجه التحرري المبارك للشعب اليمني، الذي لم يوقفه العدوان على هذا البلد، الذي هو عدوان شامل استهدف حتى النشاط التعليمي.
وأضاف” بعزيمة شعبنا الإيمانية وثباته المستند إلى قيمه ومبادئه العظيمة وتوكله على الله استمر النشاط التعليمي، ومن ضمنه هذه الدورات الصيفية التي ندشنها اليوم والتي تأتي في العطلة الصيفية كما في الأعوام الماضية”.. مشيرا إلى أن ميزة هذا النشاط التعليمي، أنه يأتي في إطار التوجه التحرري العملي الشامل للشعب اليمني الذي هو بالاستناد إلى نور الله وتوفيقه وكتابه المبارك وانطلاقاً من هويته الإيمانية وانتمائه الإيماني.
كما أكد أن الشعب اليمني الذي يتحرك في نهضته الحضارية على أساس مبدأ الاستقلال والتحرر من هيمنة أعدائه هو ينطلق انطلاقة واعية راشدة مستبصرة يستند فيها إلى نور الله.
وتابع” الشعب اليمني يستند في اطار موقفه الحق والصحيح وقضيته العادلة ومظلوميته الواضحة، على هدى الله ونور الله، كمبادئ كبرى ينطلق على أساسها في انتمائه الإيماني وفي مقدمتها التحرر من هيمنة أعداء الإسلام والأمة، وأن ننطلق في مسيرة حياتنا على أساس نور الله وهديه كشيء أساسي لنا بحكم إسلامنا وهويتنا وانتمائنا للإسلام”.
وقال” الإسلام هو دين الرشد والبصيرة، دين العلم النافع، الذي ينتفع به الإنسان ابتداءً في واقعه الروحي والنفسي والأخلاقي والسلوكي، ثم في إطار مسيرته في الحياة، لفهم دورنا في هذه الحياة لأداء مسؤولياتنا بشكل صحيح لنقف المواقف الصحيحة في واقعنا لنتزود بالبصيرة لمعرفة الحقائق في واقع هذه الحياة ولنتحصن من الضلال وتتزكى نفوسنا”.
وأضاف” هدى الله سبحانه وتعالى هو نور يقول الله سبحانه وتعالى ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ)) يخاطب نبيه محمد صلوات الله عليه وعلى آله ((لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ))”.
وأوضح قائد الثورة، أن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله تحرك لإنقاذ البشرية بذلك النور وإخراجهم من الظلمات بشكل عملي وحررهم من العبودية للطاغوت لكي لا يكونوا عبيداً إلا لله سبحانه وتعالى وعلمهم منهج الله ليكون الأساس الذي يعتمدون عليه لنظم حياتهم، وقدم لهم شريعة الله لتكون هي المعتمد في مسيرة حياتهم، وقدّم لهم التشخيص الكامل لواقع المجتمع البشري ليعرفوا من هو العدو ومن هو الصديق، قدم لهم ما أخرجهم من الضلال وحصنهم منه.
وأشار إلى أن الإنسان يحتاج إلى نور الله في إطار دوره الحضاري لأداء مسؤولياته في هذه الحياة واكتساب الرشد الحقيقي واقتباس الحكمة في معناها الحقيقي ليسير بشكل صحيح في هذه الحياة وفيما بعد ذلك في المستقبل الأبدي في الآخرة.
وأردف قائلاً” العلاقة بنور وهدي الله وبالعلم النافع، والتزود بالوعي والبصيرة هي مسألة أساسية بالنسبة للإنسان المسلم وإلا فإن البديل عن ذلك هو الظلمات، وأمتنا الإسلامية تضررت كثيرا بقدر ما فقدت من النور وبقدر ما انتشرت فيها الظلمات، ظلمات التجهيل من جانب وظلمات التضليل من جانب آخر، فتأثرت كثيرا وانتشرت الكثير من المفاهيم المغلوطة والأفكار الظلامية والعقائد الباطلة التي أثرت على أمتنا في مسيرة حياتها وواقعها وأدائها إلى حد كبير”.
ومضى ” شعبنا اليمني وانطلاقا من هويته الإيمانية وفي إطار التوجه العظيم القائم على أساس الحرية بمفهومها الحقيقي، ثار على كل أشكال هيمنة الأعداء السياسية والثقافية والإعلامية والعسكرية التي هي عبارة عن ضلال بكل ما تعنيه الكلمة، وهذا الانتماء والتوجه يترجمه شعبنا عمليا بمواقفه وتوجهاته في سياساته وهذه نعمة كبيرة وتوفيق إلهي كبير”.
وأكد قائد الثورة أن من الأولويات” هو النشاط التعليمي والتثقيفي والتوعوي المكثف الذي يبنينا ويبني أجيالنا البناء الصحيح، يقدم النموذج الحقيقي للإنسان المسلم الراشد الذي يحمل الرؤية الصحيحة المستنير بنور الله، الذي يمتلك النظرة الصحيحة إلى المسؤولية، الذي يحمل الوعي تجاه حقائق هذه الحياة، تجاه الأعداء وطبيعة الصراع معهم، وفي نفس الوقت يحمل زكاء النفس لأن هدى الله يزكي النفوس بمثل ما هو نور ورشد بمثل ما هو حكمة ورؤية صحيح وبصيرة عالية وفهم صحيح هو زكاء للنفوس وإصلاح للعمل وتقويم للسلوك”.
وقال” نحن نحمد الله أن من علينا أن يأتي نشاطنا التعليمي في إطار توجهنا العملي الصحيح المبني على أساس هويتنا وانتمائنا الإيماني وفي إطار الموقف الصحيح لشعب ينهض على المستوى الحضاري برؤية صحيحة، ويتحرر من هيمنة أعدائه وهو يحمل البصيرة والوعي”.
وتابع قائلا” في واقعنا الحياتي العلم، أساس لنهضة الأمم ونهضتنا إن شاء الله هي نهضة حضارية إيمانية إسلامية، ننطلق فيها من منطق انتمائنا الإيماني لقيمنا، لا نجعل من التوجه الحضاري معول هدم لأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا، بل ننطلق لنصل الحاضر بالماضي في المبادئ الأساسية والقيم لنبني واقعنا على أساس وتوجه صحيح بما يرضى الله بما فيه الفلاح والفوز والنجاة وهذا لابد فيه من العلم والتعلم واكتساب المعرفة الصحيحة”.
وذكر قائد الثورة أن ” قدوتنا هو رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الذي بعثه الله سبحانه وتعالى ليزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة” .. مشيراً إلى أن الرسول الكريم استطاع بتعليمه أن يغير الواقع وينهض بالأمة ويحررها من العبودية للطاغوت وبناها لتكون في مصاف الأمم وفي القمة، فكان تعليمه مثمرا ملموسا في الواقع عزة وكرامة وقيما وأخلاقا وعدلا وهكذا هو العلم النافع الذي يترك اثره العظيم، ويحصن مجتمعنا من كل الجوانب”.
ولفت إلى أنه وفي إطار واقع الصراع مع الأعداء في كل مراحل التاريخ وإلى اليوم، تخوض الأمة معتركا خطيرا جدا مع الأعداء الذين يسعون بكل جهد لإضلالها .. مؤكداً أن من أخطر أشكال استهداف الأمة هو السعي لإضلالها واختراقها ثقافيا وفكريا وإضلالها في إطار العناوين الدينية والنشاط التعليمي، مستشهدا بالآيات التي تتحدث عن هذا الموضوع في القرآن الكريم والتي تبين أن “هناك توجهاً كبيراً من جانب أعدائنا يستهدفنا فكريا وثقافيا، حتى نحمل المفاهيم المغلوطة التي تدجننا لصالح أعدائنا وتبعدنا عن هدى الله”.
وأشار إلى أن الأعداء يتجهون بكل جد ليس فقط من جانبهم بشكل مباشر فالذي يمثل خطورة كبيرة أن لهم الكثير من الأبواق ولديهم الكثير من الأيادي التي تكتب بأقلام الزور والتضليل ما يخدمهم ما يفرق ويشتت الأمة ويضعفها، وهذه حالة خطيرة تستهدف أبناء الأمة تحت كل العناوين وبكل الوسائل على المستوى التعليمي والإعلامي والدعايات التي يسعون من خلالها إلى تزييف الحقائق والتضليل للناس والتشكيك في موقفهم الحق وقضيتهم العادلة.
وقال” في هذا العصر كثرت الوسائل التي يشتغل من خلالها الأعداء، في عصر القنوات الفضائية والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، يأتي فيها الكثير من الحملات الدعائية التضليلية تحت كل العناوين، ما يتعلق بالمواقف والعقائد والتوجهات والسياسات حملات هائلة تهدف إلى التضليل”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ضرورة أن يتحصن الإنسان تجاه الحملات الدعائية والتضليلية بالوعي والنور والبصيرة، والفهم والمعرفة الصحيحة، وإلا سيكون عرضة للتضليل، وفريسة سهلة ولقمة سائغة للمضلين بوسائلهم المخادعة التي يستهدفون بها الإنسان سواء في العناوين السياسية أو العقائدية أو أي عناوين.
وقال “هناك توجه كبير يستهدف الأمة بكلها، كباراً وصغاراً رجالاً ونساءاً، يستهدف بشكل كبير الجيل الناشئ والشباب، فالأعداء يركزون بشكل كبير على فئة الجيل الناشئ والشباب، يرون فيهم حاضر الأمة ومستقبلها ودعامة قوتها”.
وأكد أن الأعداء يركزون على الجيل الناشئ والشباب لتضليلهم وإفسادهم وتضييعهم وتشتيتهم والتأثير السلبي عليهم حتى لا يتجهوا الاتجاه الصحيح، الذي يجعل منهم أمة مستقلة تنهض واثقة بربها سبحانه وتعالى منطلقة على أساس صحيح، متخلصة من التبعية لأعدائها، تنطلق على أساس هدى الله الذي يبنيها، أمة قوية بكل ما تعنيه الكلمة، تحمل حضارة متميزة بطابعها الإسلامي والأخلاقي والراقي الذي يعبر عن الإنسانية أجمل تعبير يقدم الصورة الحقيقية الراقية التي أردها الله للمجتمع البشري في واقعه الحضاري.
وأضاف “الأعداء يركزون بشكل كبير على الجيل الناشئ والشباب وهناك مسؤولية علينا جميعاً وعلى العلماء والمتعلمين والمثقفين ومسؤولية على الآباء لحمايتهم الحفاظ عليهم من تلك الهجمة التضليلية الخطيرة التي تستهدفهم”.
وأوضح أن أكبر عامل يمكن أن يصل بالإنسان إلى النار هو الضلال .. وقال” إن العامل الرئيسي الذي يوصل بالإنسان للنار هو الضلال الذي يٌعد شيئاً خطيراً عليه”.
وأشار قائد الثورة، إلى وجوب التصدي للهجمة التي تستهدف الجيل الناشئ والشباب والسعي لتحصينهم بالعلم النافع والمعرفة الصحيحة والنور والوعي والبصيرة في إطار التوجه العملي التحرري الحضاري الواسع للشعب اليمني.
وأضاف” هذه مسألة مهمة، بالمقابل قد يحصل من بعض الفئات المناوئة لتوجه شعبنا التي لا تريد أن يكون حراً عزيزاً كريماً مستقلاً متخلصاً من هيمنة أعدائه، فهناك من يعارض هذا التوجه ويريد لشعبنا أن يكون مستذلاً مقهوراً خانعاَ ومستسلماً لأعدائه وخاضعاً لهم بشكل تام ومطيعاً لهم ومستلماً لإرادتهم”.
وتابع” هناك من يريد لشعبنا أن يكون في صف أعدائه ضد نفسه وأن يكون مع أعدائه، يقف في صفهم ويقاتل معهم، من ينادي بحرية وكرامة شعبنا على نحو جاد وصادق، هي الفئات التي تناوئ التوجه الصحيح لشعبنا العزيز، عبر حملاتها التضليلية والدعائية والإعلامية”.
ومضى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائلا” حتى البعض من تلك الفئات في إطار نشاط قد يحمل في اسمه وعنوانه النشاط التعليمي، لكنه في حقيقته إما تجهيل وإما تضليل وكله يقود للتدجين والجمود والاستسلام وإخماد الروح الحية الإيمانية المباركة المتحررة لشعبنا”.
وشدد على ضرورة أن يكون الجميع في حالة يقظة وحذر وانتباه تجاه أي نشاط تضليلي أو تجهيلي يناوئ التوجه الصحيح للشعب اليمني .. لافتاً إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، في هذا الجانب.
وعبر عن الأمل من المثقفين والمعلمين المستنيرين والمستبصرين الذين ينطلقون في إطار هذا التوجه المبارك والعظيم للشعب اليمني والعلماء والمتعلمين، المساهمة في إحياء الدورات والعناية بها والإسهام فيها والاهتمام بها .. وقال” هذا شيء مهم وجزء من مسؤولياتهم كل بالمقدار الذي يمكنّه المشاركة والتشجيع في العملية التعليمية ومساندتها”.
وأضاف” بالنسبة للقائمين على الدورات، نأمل منهم الوعي بأهميتها وتأدية مسؤوليتهم على أكمل وجه بكل جدية ويسعون إلى أن يكون أدائهم في هذا الجانب الأداء المطلوب، حتى تكون ثمرتها الثمرة الطبية ونتائجها النتائج الإيجابية المثمرة”.
وأضاف” فإذا تكاملت الجهود من جانب الآباء والجهات الرسمية والمعلمين والعلماء والمثقفين وكذا الجهات الإعلامية تؤدي دورها المساند لهذا النشاط التعليمي كما ينبغي، سيكون لذلك الأثر الطيب والنتيجة المباركة والله الذي يعطي البركة وهو مصدر النور والهداية الذي نرجوه أن يوفقنا وينور بصائرنا ويهدينا بهديه، إنه سميع الدعاء”.
واختتم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمته بالقول” نأمل من الجميع التفاعل مع الدورات ومساندتها والاهتمام بها وإحيائها لأنها من الحياة الحقيقية، حياة الإيمان والوعي والبصيرة أن نكون مجتمعاً حيّاً يدرك قيمة هذه الأمور المهمة التي لها أثرها في نهوضه بمسؤوليته وفي مواجهته للتحديات وقيامه بواجباته وأدائه لدوره العظيم”.