من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “الثامنة عشرة”

 

عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية الثامنة عشرة لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول غزوة بدر الكبرى وكيف كانت قريش تتباهى في خدمة الكعبة، بينما كانت كل أعمالهم وشغلهم في مكة تتمثل في الاستغلال السياسي و النفوذ الاقتصادي والقبلي ، في حربهم ضد الإسلام وضد الرسول صل الله عليه وعلى آله، وكان تحرك النبي صلى الله عليه وعلى آله يتحرك بنشاط فاعل وبكل جدية، وعندما خرج من مكة، خرج بأوامر وتوجيهات الله، وانطلق المسلمون والبعض منهم كارهون، وكانت غزة بدر هي حالة الاشتباك الكامل، وكان التحرك النشط في غزوة بدر والتحريض على الجهاد ناتجاً عن اهم أعمال النبي صلى الله عليه وعلى آله في المدينة، للتصدي لليهود وشرهم ومكرهم، وهكذا كان نشاط النبي صلى الله عليه وعلى آله، وكان الجهاد جزءاً من اهتمامه ونشاطه وتحركه وجديته، وهو سيد المجاهدين، والمساحة الواسعة في القرآن الكريم حول فريضة الجهاد كبيرة وواسعة، وكما كانت الآيات مليئة بضرورة الجهاد، كان تحرك النبي صلى الله عليه وعلى آله موازيا لها..
القرآن الكريم تحدث عن الجهاد حديث واسع وكبير ، كضرورة لابد منها في واقع الناس، وواقعنا كبشر لا تتوقع انه خالٍ من الفساد والظلم والاضطهاد والقهر والإذلال، وان الجهاد جاء ليخرب ذلك، من يفكر هكذا فهو احمق، فهناك الطغاة والمجرمون وإذا لم تحد حالة الردع من إجرامهم وظلمهم وإذلالهم، ومن دون هذ الرادع الجهادي، ستفسد كل حياة الناس، وحرماتهم مستباحة، ويصبح كل شيء فاسداً، ولابد من الجهاد للحد من إجرام الطغاة وفسادهم، وهذا الواقع لابد أن نفهمه جيدا، والجهاد نظم لواقع الحياة للتصدي لتلك المخاطر القائمة في واقع حياتنا، لمواجهة سلاطين الجور وحكام الظلم وعلماء السوء، والدرس الكبير اليوم أن المراحل التاريخية التي عطلت الجهاد هي المراحل التي أضعفت الأمة، و طمع فيها أعداؤها، واي قارئ للتاريخ، ويقرأ مراحل الانهيار سوف يجد أمامه مراحل التنصل عن الجهاد في سبيل الله، المراحل التي ألغت الجهاد، فكانت النكبات واُحتلت الأوطان وهُتكت الإعراض، ونُهبت الثروات والمقدرات، و الكوارث الكبيرة التي ضربت الأمة كانت في أوقات التنصل عن الجهاد..
الأمة قد جربت تعطيل هذه الفريضة وجربت تفعيلها وما هي النتائج، ونجد أن الغرب لديهم اهتمام بالتحشيد لبناء قدراتهم العسكرية والاقتصادية و الإعلامية لتحقيق مطامعهم وعلى حساب أمتنا، ونجد المثال اليوم فيما يحدث في أوكرانيا، عندما تكون المواجهة ضد أمريكا، يتم حشد كل الطاقات، وينسون ويغيبون كل توجيهاتهم للمسلمين بالسلام وضبط النفس وترك السلاح، كل هذه العناوين تغيب، والتحشيد العسكري على أشده، ولأن المعركة ضد روسيا حشدوا حتى العجائز والأطفال، و المقاطعة فُعّلت في كل شيء، حتى في الرياضة، ومقاطعة سياسية واقتصادية، فعلوا الهجمة الدعائية والتحريضية ودعوا الناس للتطوع للقتال من كل أوروبا، وكل مطالبهم للمسلمين غابت، وعلينا أن نأخذ العبرة من هذا، في واقعنا ، انظروا للمطبعين مع إسرائيل كيف حالهم، من النظام الإماراتي ونظام آل خليفة وال سعود وهم في واقع الحال يطلبون السلام، وهم يدفعون ويملون الشر لأقصى حد و النفوذ السياسي من أجل عيون أمريكا وإسرائيل، وهكذا ظهروا عدوانيين لكل ما يعادي إسرائيل وأمريكا، وحتى ضد المجاهدين في فلسطين..
ظهورهم العدواني وتمويل الفتن وارتكبوا أبشع الجرائم في بلدنا، وهم يتظاهرون بالسلام من أجل أمريكا وإسرائيل، وليسوا في وادي السلام وإنما جعلوه عنوانا للعمالة، و الاستهداف للمسلمين كل يوم وأعداء إسرائيل وبشكل يومي على المصلين في المسجد الأقصى، هذا يعني إننا مستهدفون في كل شيء، وعلينا أن نتحرك بروحية إيمانية، وان نعي أن الله جعل الجهاد لرعاية الناس في دنياهم، وهذه الثقافة الواعية هي ثقافة الشهيد الصماد، والذي كان يعي أن الدين وخدمة شعبه والتصدي للمعتدين هو جزء من الالتزام الديني، واتجه من موقعه بالمسئولية ليضحي، وجعل من كل جهده موقعا للتضحية بإخلاص، لمواجهة أعداء هذا الشعب، وكأن ثابتا وصامدا، حتى لقي الله سعيدا، وهو نموذج متميز، عندما يحمل الإنسان هذه الروح الإيمانية سوف ينطلق قربة لله سبحانه وجزءاً من التزامه، لأن هذه هي الطريقة الصحيحة التي يصل بها الإنسان إلى نتيجة، في غزة وفي لبنان، الجهاد على نحو واع، والعدو يحاول تشَويه الجهاد، بحركة التكفيريين، وفي أي اتجاه ما تريده أمريكا وإسرائيل تحت صف السعودي والإماراتي وهذه حقائق واضحه ..

قد يعجبك ايضا