ابن سلمان يُسقِط الشرعية المزعومة

أحمد يحيى الديلمي

يكتبها اليوم \ أحمد يحيى الديلمي


أخيراً ظهر الحق وإن كان بالنسبة لنا وللمنصفين من أبناء هذا الوطن والمتعاطفين مع شعبنا من شرفاء الأمة ساطعاً كسطوع الشمس منذ الوهلة الأولى، وهو أنه لا وجود لشرعية في اليمن ، إلا أن الجبابرة وأصحاب المال والنفوذ المستندين إلى غطرسة أمريكا وبريطانيا والصهاينة استطاعوا أن يزيفوا التاريخ ويتحدثوا عن شرعية في اليمن لا وجود لها إلا في أذهانهم وكانت المدخل الذي استطاعوا من خلاله الإجهاز على كل شيء جميل في هذا الوطن المكلوم بأهله، فلقد جاءت الطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية محملة بأفتك صواريخ القتل والدمار بدعوى نصرة الشرعية، وفي ليلة وضحاها تبخرت هذه الشرعية وأصبح لا وجود لها طبقا للحقيقة التي تقول إنها من الأساس غير موجودة، لكنهم كما قلنا لستطاعوا أن يزيفوا ويقنعوا العالم بعدالة ما جاءوا من أجله ، واليوم لا أدري ماذا سيكون موقف عالم النفاق الذي اقتنع بتلك الكذبة وطبل لها لا لشيء إلا لأنها لامست وتراً حساساً لدى دولة الهيمنة والنفوذ والسيطرة أمريكا وحوَّلت السعودية إلى بقرة حلوب توزع المال يمينا وشمالا بلا حساب ، وما تزال حتى اليوم تراهن على أشياء وهمية اعتقادا منها أنها ستؤدي إلى إسقاط شرارة الثورة المباركة في اليمن، وهذا من المستحيلات، فالشعب اليمني شب عن الطوق وعرف ماذا تعني التبعية من إذلال وامتهان للكرامة، وهو اليوم بقيادته الحكيمة يتمسك بهذا الخيار باعتباره أساس الحياة وبدونه لا يوجد معنى للحياة، وهو في الحقيقة محور الأخذ والرد والمفاوضات السرية والمعلنة .
أمريكا تريد شعباً خانعاً ودولة فاقدة للإرادة غير مالكة للسيادة، والدليل على ذلك ما حدث في باكستان، فرغم أن عمران خان صديق أمريكا إلا أنه عندما بدأ يقف مواقف تعبِّر عن الاستقلالية والطموح بوجود مناخ مستقل يتحدث عن الشعب الباكستاني تم القضاء عليه في غمضة عين وبطرق ملتوية كثيرة كلها تحت غطاء المسكينة الديمقراطية التي توظف وفق رغبات البشر.
لكننا في النهاية نتحدث عن اليمن وما حدث في اليمن من سيناريوهات مكشوفة كان أخرها ما سمي بذلك التجمع الهزلي والمسرحية المفضوحة التي سموها مشاروات الرياض التي خرجت بنتائج أقل ما يمكن أن نقول عنها إنها فضيحة ، فلقد جردت المجرد اساسا الذي لا يمتلك شيئاً من زمام أمره من المسؤوليات كما قيل، وإن كان معظم اليمنيين قد استبشروا كثيرا بأنها أدت إلى إزاحة الرجل البغيض صاحب النوايا البائسة والعقلية المريضة المدعو علي محسن الأحمر إلا أنهم يدركون أنها كلها مجرد مسرحيات يتولى كتابتها وإخراجها ابن سلمان بوصفة أمريكية، كل ذلك من أجل إرهاب اليمنيين وإعادتهم إلى بيت الطاعة ، وبعد أن فشلوا في تلك المفاوضات غير المباشرة عبر العراق رغم المبالغ السخية التي أعلنوا عنها إلا أن قيادة المسيرة القرآنية تمسكت بالخيار الوطني والاستقلال والسيادة الوطنية رافضة التفريط بالإرادة الذاتية أو بأي شبر من الوطن الغالي وهذا ما جعل الأمريكان يطلبون من الأمير الغر مواصلة العدوان أو الحوار بالشكل الهزلي الذي تم في الرياض علَّهم يصلون إلى أي نتيجة تعيد اليمن إلى بيت الطاعة، وكم كان قائد المقاومة العظيم السيد / حسن نصر الله أكثر وضوحاً وهو يخاطب المعتدين بقوله “لا تنتظروا من أحد أن يجبر أنصار الله على القبول بما تسعون إليه، تخاطبوا معهم أنفسهم فهم مصدر الحل وأساسه الطبيعي لا إيران ولا حزب الله ولا غيره من المتعاطفين مع اليمن يمكنه أن يؤثر على القرار الذاتي الذي يتعلق بالسيادة الوطنية”.. هذه هي خلاصة الكلام أتمنى أن يفهمها ابن سلمان ليعرف أنه لا شرعية من الأساس ولا وجود لإيران من البداية إنما هو الشعب اليمني يقاوم بذاته ويتصدى للمعتدين بقدراته الذاتية مستعينا بالله سبحانه وتعالى.
أخيرا أتوجه للصديق القديم رشاد العليمي وأقول له: أتمنى أن تقرأ سيرة المرحوم سيف الإسلام محمد بن الحسين فلقد أغرته السعودية في آخر لحظة وجعلته رئيساً لما سمي مجلس الإمامة ولم تكن الخطوة إلا مقدمة للنهاية الحتمية التي وضعوه فيها، وهكذا سيكون مصيرك إن شاء الله وسيظل اليمن شامخاً قويا معتمدا على سواعد أبنائه في التحدي والتصدي للمعتدين ، والله سبحانه وتعالى هو المُعين والناصر وهو من وراء القصد، إنه على ما يشاء قدير .

قد يعجبك ايضا