من المؤلم حقاً أن تجد نفسك مرغماً على الكتابة عن شخص بمنزلة الأخ والصديق في ذكرى استشهاده، فما بالك حين يكون هذا الأخ والصديق هو الرئيس الذي عملت معه وبجانبه في أحلك فترة في تاريخ الوطن، كما هو الحال مع الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد الذي اغتاله تحالف العدوان في 19 أبريل 2018م وهو يمارس مهامه الوطنية في محافظة الحديدة .
الجميع يعلم أنه وقبيل استشهاده كان الرئيس الصماد قد لمح إلى ذلك في أحد خطاباته وكأنه كان يشاهد نهايته التي تمناها ووفقه الله إليها ليذهب إلى ربه مقاوما شهيدا مدافعا عن الوطن وسيادته واستقلاله في وجه العدوان الغاشم والحصار الظالم الذي تشنه قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات ومن يقف خلفهما منذ ما يزيد عن سبع سنوات ،ولذلك كان استشهاده بمثابة وسام رباني ووطني منح لرجل إثر أن يكون في طليعة المجاهدين والمقاومين ومن أوساط الناس والمقاتلين وبينهم .
كان لي وللأخ صالح الصماد شرف توقيع وثيقة التحالف بين المؤتمر الشعبي العام وانصار الله الذي تم بموجبه إنشاء المجلس السياسي الأعلى الذي عملنا فيه معا وهو الأمر الذي خبرت فيه الشهيد الصماد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حيث وجدته ذلك اليمني الصادق ،والبدوي الشهم الذي لم تلوثه خفايا وخبايا السياسة ،وذلك القيادي الذي يدرك معاني المسؤولية والتعايش مع الآخرين ،وذلك الوطني الذي يقاتل من أجل البلد ما أمكنه إلى ذلك سبيلا وبكل ما يملكه وهل ثمة أغلى من الروح قربانا يقدمها الإنسان في سبيل الذود عن وطنه وهو ما فعله الشهيد الصماد .
وأنا أكتب عن الشهيد الصماد في ذكرى استشهاده لا بد أن أعرج على مواقفه التي أعقبت أحداث ديسمبر المؤسفة 2017م حيث كان تعاطي الصماد مع قيادات المؤتمر الشعبي العام وأنا على رأسهم بالغ الأثر في تجاوز محاولات استثمار واستغلال ما ترتب على تلك الأحداث من قبل تحالف العدوان وهو ما اثبت للجميع أن الصماد رجل دولة بحكمته ورجاحة عقله ووطنيته واستيعابه لمعنى ومفهوم أن تكون في موقع المسؤول الأول داخل البلد .
في الختام.. لا يمكنني إلا أن أؤكد أن استشهاد الصماد كان خسارة للوطن، وخسارة للإخوة أنصار الله ،وخسارة لنا في المجلس السياسي ،وخسارة للجميع لأنه كان أخاً وصديقاً للجميع ،لكن عزاءنا فيه أن قدم روحه فداء للوطن واستشهد وهو في ميدان المقاومة والدفاع عن اليمن ووحدتها وسيادتها واستقلالها ضد عدوان غاشم قتل عشرات الآلاف من الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والشباب ،ولكن استشهاد الصماد وهو في موقعه كرجل أول في الدولة يمثل درسا في معاني المسؤولية والفداء والدفاع عن الوطن .
_* عضو المجلس السياسي الأعلى