منع بث الصلوات ومكبرات الصوت في المساجد والمطالبة بـ»اختصار« الدعاء
في السعودية.. اعتبار صوت تلاوة القرآن إزعاجاً في شهر رمضان
في السعودية فقط.. الأذان يتحول من خاطف للقلوب إلى منفر للنفوس؛ فقد استقبلت السعودية قدوم شهر رمضان بحزمة من القرارات الصادمة، التي وصفت بحالة حرب ضد الأذان في المساجد .
فقد أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، مؤخرا، مجموعة من التعليمات والتوجيهات الخاصة، تتعلق بتهيئة المساجد مع حلول شهر رمضان، وعلى رأسها منع أئمة المساجد من تصوير الصلوات ونقلها عبر وسائل الإعلام بشتى أنواعها، إضافة للاقتصار في دعاء القنوت على جوامع الدعاء، وهي الأدعية المألوفة والموروثة، والاختصار في الدعاء .
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الوزارة تأكيدها على منسوبي المساجد من أئمة ومؤذنين “بعدم استخدام الكاميرات الموجودة في المساجد لتصوير الإمام والمصلين أثناء أداء الصلوات، وعدم نقل الصلوات أو بثها في الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها”.
وشملت التوجيهات “الاقتصار في دعاء القنوت على جوامع الدعاء، وضرورة مراعاة أحوال الناس في صلاة التراويح”، ما يعني عدم التطويل في الصلاة . وألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجات جهاز مكبر الصوت، واتخاذ الإجراء النظامي بحق من يخالف ذلك عملاً بالقاعدة الفقهية، على حد قولهم .
ويصر وزير الشؤون الإسلامية السعودي عبداللطيف آل الشيخ، على قراره قصر استخدام مكبرات الصوت على رفع الأذان والإقامة، متحججا بالضرر الذي تُحدثه الضوضاء على المرضى وكبار السن والأطفال في البيوت المجاورة للمساجد.
وقال الوزير في تصريح للتلفزيون الرسمي إن “مكبرات الصوت من الأشياء الحديثة والمستجدة وهي ليست من قرون، فهذه أشياء سبق وإن حرمت في السابق وحرمها وأنكرها كثير من الناس في حينه”.
وأضاف أن “الوزارة لم تمنع واجباً أو مستحَبّاً، وأيضا لم تفرض محرماً أو مكروهاً.. هذه أجهزة فيها خير وهو إيصال الأذان لدخول الوقت إلى الناس، والإقامة أضيفت إلى الأذان بالرغم من أن الإقامة ينبغي أن تكون لمن هم داخل المسجد وليسوا في خارجه”، على حد وصفه.
علماء النظام يدعمون الجريمة
هذه الحملة وجدت دعماً كبيراً من قبل النظام السعودي، وكذلك من قبل رجال دين محسوبين على بن سلمان، منهم الشيخ صالح الخريصى رئيس محاكم القصيم بالمملكة العربية السعودية، والذي أفتى ببدعة الآذان في الميكروفونات. فيما برر المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء سعد الشثري، ذلك بانشغال المصلين بالكاميرات أثناء الصلاة، وهو ما وصفه بـ”التفريط والانصراف عن العبادة”، وقصر استعمال مكبرات الصوت على الأذان والإقامة فقط .
وتفجر جدل بين العلماء والدعاة في السعودية خلال الأيام الماضية حول استخدام مكبرات الصوت بالمساجد؛ فقد اعتبر عضو هيئة كبار العلماء، صالح الفوزان، أن استخدام مكبرات الصوت في الصلاة، أصبح “مصيبة”، ويجلب الأذى للجيران.
وأوضح في مقابلة عبر التلفزيون السعودي، أنه لا ينبغي إسماع جميع من في الشارع، والمرضى، والمارة، بالصلاة.
وقال الداعية أحمد الغامدي، إنه يفضل إلغاء مكبرات الصوت عند أداء الصلاة، واقتصارها على الأذان، والإقامة، وأوضح لقناة “روتانا”، أن إذاعة الصلاة إلى الخارج، يعني أنه يتوجب على المارة، الإنصات وعدم التحدث، وهو ما يوقعهم في “حرج شرعي”.
وأيد الداعية سليمان الطريفي، ما قاله الفوزان والغامدي، مغردا: “أنا مع رفع الأذان والإقامة عبر مكبرات الصوت، وأطالب بقفلهما نهائيا عند الصلاة، والاقتصار على تشغيلهما داخل المسجد وقت الصلاة بصوت معتدل”.
وتابع: “ارحموا من في البيوت من المرضى والمصلين، ما هذه الضوضاء والتشويش، نهى النبي عن الجهر على بعض في القرآن، أين وزير الشؤون الإسلامية من هذا العبث؟”.
انتقادات واسعة
على الجهة الأخرى، أزعج القرار كثيرين وأغضبهم لما استشفوه من “اعتبار صوت تلاوة القرآن إزعاجا”.
ودشن الغاضبون وسمي #نطالب- بمنع- صوت- الموسيقي و# نريد-مطاعم- ومقاهي- بلا- غناء .
ويرى هؤلاء أنه، إتباعا لنفس المنطق الذي منع بسببه بث تلاوة القرآن في مكبرات الصوت خارج المساجد في غير وقت الصلاة، يجب كذلك منع بث الموسيقى والأغاني في الأماكن العامة.
فبالنسبة لهم، إذا كان “صوت القرآن عبر المكبرات فيه أذى وإزعاج” لبعض الناس، فإن في الغناء والموسيقى في المقاهي والمطاعم والأماكن العامة إزعاج لمن لا يريد سماعها ومن يعتبر ذلك حراما ومن يخرج من بيته إلى تلك الأماكن “طلبا للهدوء”.
وأثار هذا القرار انقساما على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال مغردون وناشطون على مواقع التواصل، بأن هذه الفئة تضع هجومها على الأذان تحت ذرائع وحجج مختلفة في أسلوب خبيث حتى لا يظهروا بدور المحارب للإسلام بشكل صريح.
وأبدوا استغرابهم من أن هؤلاء المدعين لا تزعجهم الأعراس وأبواق السيارات وصراخ الباعة ولا يزعجهم كل قبيح في التلفاز، وكذلك لا ينزعجون من حفلات هيئة الترفيه الماجنة، بل هو الأذان فقط الذي بات مصدر إزعاج لهم، على حد وصفهم .