قبل تاريخ الـ26 من مارس 2015م الأسود في واقعنا اليمني والعربي المعاصر، لم نكن كيمنيين نضمر الشر لأحد من جيراننا العرب وبالأخص جارتنا “الكبرى” السعودية، أو نفكر حتى لمجرد التفكير بالاعتداء عليها، كما أنها – أي جارة السوء – كانت بنظر العديد من أبناء شعبنا اليمني –حينذاك- وسيطاً محايداً بين فرقاء العملية السياسية وداعماً أساسياً لعملية السلام في اليمن، بل ويعتبرها البعض، بعد تبنيها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة، حريصة على إيجاد المخارج والحلول الجذرية للمشكلة اليمنية بما يرضي جميع الأطراف المختلفة ويحفظ ويصون وحدة وسيادة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه.. كما أننا كيمنيين – غير معتدى علينا قبل ذلك التاريخ الأسود من عمر جارة السوء – مملكة قرن الشيطان الوهابية على الأقل في العقود القليلة الماضية، لم يكن لدينا أدنى حرص أو اهتمام بحمل السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل والاتجاه به إلى ما وراء الحدود، ولم يكن لدينا أدنى حرص أو اهتمام كذلك بحيازة أو صناعة أسلحة عابرة للحدود اليمنية، كالطائرات المسيَّرة بما في ذلك صمّاد “1 و2 و3″ والصواريخ المجنحة وصواريخ البركان وبدر والزلزال والقدس والصرخة والنجم الثاقب، وإطلاقها باتجاه أراضي دولة عربية -أيا كانت الأسباب- ما لم تكن قد اعتدت علينا وعلى شعبنا اليمني اعتداء مباشرا.. كذلك أيضا لم نكن نطمح -البتة- أو حتى نحلم لمجرَّد حلم في المنام بأن بلادنا ستصنع ذات يوم من الأيام طائرة بدون طيار بواسطة خبرات وكوادر يمنية.. كما أننا كشعب يمني لو لم نكن دعاة سلام ووئام وتعايش سلمي، لما ظللنا على مدى السنوات التي أعقبت أزمة 2011م، التي ظنَّها الهيمان ثورة، من مصنع الثوار جاءت، لكنه جهل الحقيقة أنها جاءت مزيجاً من مخطط صاغه الحاخام والموساد من قلب الكنيسة في بني صهيون…. إلخ-عفواً – أقصد لما ظللنا نستجدي الأشقاء والأصدقاء الدخول في ما بيننا كوسطاء حرصا منَّا على البحث عن إيجاد أي مخارج أو حلول ممكن أن تضع حدَّاً لمشاكلنا الداخلية السياسية وتدرء عنَّا كيمنيين فتنة وحرباً أهلية لطالما لاحت بوادرها في الأفق، ولما قبلنا –أيضا- كشعب يمني حر أن يحكمنا رئيس كارثي بحجم الدنبوع الخائن والعميل عبدربه منصور هادي، انصياعاً وقبولاً واستناداً إلى مبادرة خليجية تقدَّم بها وسيط خارجي بعيداً عن قوانيننا ودستورنا اليمني، ولما قبلنا – أيضا – بأنصاف الحلول وأقبحها على الإطلاق مثل عملية – عفوا – أقصد مؤامرة هيكلة الجيش اليمني التي نسجت خيوطها وصاغتها ما سمِّيت –آنذاك- بـ”الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية”.
وبالتالي فإنه وبعد ذلك التاريخ الأسود الـ”26 من مارس 2015م” من عمر “جارة السوء”، الذي استهل به سلمان الزهايمر وإبنه المهفوف فترة حكمهما القبيحة للمملكة، بل استهلَّا بمعية باقي الأعراب المطبِّعين مع الصهاينة فصلاً جديداً من فصول اللؤم والحقارة والحقد الأعرابي الدفين على اليمن واليمنيين، أثبتوا من خلاله -على مدى السبعة أعوام الماضية من عمر عدوانهم اللعين، الذي أبى النظامان السعودي والإماراتي إلَّا أن يتصدَّرانه ويتزعمان قيادته، مدى الصلف والعنجهية والإجرام والدموية التي يتمتع بها الأعراب، أحفاد مردخاي اليهودي، كابراً عن كابر.. – أيضا – وبعد كلَّ ما تعرض له شعبنا اليمني من عدوان بربري ظالم وغاشم وحصار جائر، وما ارتكبت بحقه من مجازر بشعة وجرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، استطيع القول إن قدرات وإمكانيات جيشنا اليمني البطل ولجانه الشعبية الفتية تزداد تطورا يوماً بعد يوم، وأصبح عبر كوادره وفرقه الهندسية المختلفة قادراً على صناعة وابتكار أدوات النصر المتمثلة في أسلحة وصواريخ الردع الاستراتيجية وذلك بعد أن توفَّرت لديه عوامل النصر الأخرى المتمثلة في الاعتماد على الله والثقة به والعقيدة القتالية القوية وصدق القضية والمظلومية و…. وإلخ.. لذا فإن قوى تحالف الشر والعدوان السعو صهيو أمريكي مدحورة بإذن الله تعالى، فهي تمضي على قدم وساق إلى زوالها ومصيرها الحتمي الذي ينتظرها عمَّا قريب، كما أن النصر آت لشعبنا اليمني المظلوم لا محالة، فهناك رجال يمنيون “صدقوا ما عاهدوا الله عليه” يسطرون هذا النصر تحت راية الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل اليمنية الشرفاء، في مختلف جبهات ومواقع الشرف والبطولة ويرسمون معالمه يومياً بسواعدهم الفتية وببسالتهم المنقطعة النظير وببأسهم الشديد،.. فهنيئاً لهم الفخر كل الفخر والعزة والشموخ، والمجد والخلود للشهداء الأبرار، ولا نامت أعين الجبناء المعتدين وعملائهم ومرتزقتهم الخونة والمرجفين.