أبوس رأسك .. يا يمن 

 أبوس رأسك يا يامن .. وأنت ترتشف (قهوة) نجاحاتك الخالدة فخرا وحفاوة .. تشم رحيق مجدك حبا وسعادة .. تصافح علياء ( أنجمك) عزة وفخارة.
وطن الأمجاد أنا هنا :! هكذا قلت وبتلك الصورة رددت وبلسان الحال سألت :
 أتدري من أنا ¿¿
 ففزعت لسؤالك كل العواصم والمدن .. البشر والحجر .. الطير والشجر .. فقالت بصوت واحد :
 أنت أرض (السعيدة) أنت الأصل والفصل والروح والفن .. أنت (اليمن).
 أي سحر قدمته يا وطن – حين الابتسامة علت محيا أبنائك وجعلت الفرحة تخالج مشاعر كل الساكنين بحبك والهائمين بعشقك ..
 اعتدت يا وطني ومن قديم الزمان على الوقوف شامخا رغم المحن .. تحملت شتاءات أيامك القارسة ووجع لياليك الموحشة .. فأرسلت لنا من بين ثنايا ذلك «أنوارا» مشرقة وقناديل مضاءة طردت من أعيننا ليل الأرق وكتبت على صفحات أيامنا أنشودة الغد المشرق .
 اعتقدوا أو هكذا هم أرادوا أنك يا وطني لست أهلا للأحداث الكبيرة والمناسبات الخالدة .. قللوا من شأن نجاحاتك ومواقف رجالاتك .. تصوروا بعقلياتهم الكسيحة وأمانيهم الضيقة أن (الشمس) ربما تشرق ليلا وتناسوا أن فجرا بازغا قد شع بنوره ليملأ الكون بهاء وحضورا .
 هاهي عدن في أعين كل المحبين قد تحولت إلى (ربيع) متوج دون كل الفصول .. حيث اخضر عود الألق ووضعت ليالي الخليج حملها بانتظام فكان المخاض نجاحات تسمو بها فوق هام السحاب وكتب شعبنا بنور الشفق حروف الألق .
 عدن سيمفونية إبداع
 هي أهزوجة حب وانشودة حياة متجددة ترانيم صباحاتها الجميلة وروائح البخور والعطور المنبثقة من حاراتها وأزقتها تمنح زوارها لحظات سعادة كبيرة وشعورا دائما بالدفء والأمان .
 طوال أيام بطولة الخليج توشحت (أساور) الفرح ونفضت عن كاهلها غبار التوجس والقلق الذي كان مسيطرا عليها خشية إلغاء أو تأجيل البطولة حينما أراد (النزق) مصادرة فرحتها باحتضانها للعرس الخليجي الكبير من خلال بعض الأقاويل واختلاق المشاكل ووصمها بالمدينة غير الآمنة.
 والحق أنني اشفقت كثيرا على وفدنا اليمني الذي زار عددا من دول الخليج قبيل انطلاق الدورة بأيام لتوجيه الدعوات وهو يواجه أسئلة من قبيل : كيف تريدون تنظيم بطولة وملاعبكم لازالت اسمنتية¿¿ وأنا لكم استضافة فعالية بحجم بطولة الخليج ودوي الانفجارات يهز معظم المدن عندكم ¿¿
 بالتأكيد هم الآن قد وجدوا الاجابات الشافية على أسئلتهم وعلموا قبل غيرهم كيف تحولت المدرجات الاسمنتية إلى (باقات) ورود فواحة وأزهار رياحين طوقت أعناق كل الزائرين فيها .. وكيف تحولت الانفجارات إلى ساحات فرح كبيرة وكرنفالات مرح عظيمة رقصنا فيها جميعا وبلا شعور .
 يكفي عدن فخرا اليوم أنها تحولت في عيون زائريها إلى لحن سجي وعزف منفرد دفعها لتكون بطولة الخليج فيها هي الأحلى والأجمل من بين كل الدورات السابقة.
 عجيب أمرها
 عجيب أمر الساحرة المستديرة هذه وغريب تفاعل الناس معها .. فإن قلت انها تمثل عند غالبية سكان المعمورة بلسما تستطب به القلوب ومرهما لإزالة الأحزان تستريح تحت مظلتها أجساد انهكتها هموم الحياة ونالت منها مشاكل الدنيا فأنا لم أبالغ ولكن فقط سلوا كيف اجتذبت بطولة الخليج اهتمامات الناس كل الناس .. دعوا الفتاة العذراء تحدثكم كيف نست صومعتها وانطلقت إلى رحاب التشجيع الجميل والانغماس في بحر السعادة الكبيرة هكذا وبلا شعور .. قولوا للشائب ماذا فعلت بك هذه المستديرة حتى جعلتك ترمي هموم الدنيا ومشاكلها وراء ظهرك .. سلوا الطفل الصغير كيف انتزعته هذه الساحرة من مملكته الخاصة (حضن) أمه إلى عالم آخر مليء بالضجيج والاثارة .
 قولوا للشباب والشابات ماذا دهاكم وكيف تزاحمتم على بوابات الملاعب وفي المدرجات لتطلقوا معا صيحات سعادة غامرة اسمعت من به صمم .
 ما أجمل الفرحة حين تكتسي بشعار الوطن وما أغلى النجاح حين ينسج خيوطه رجال اوفياء وشباب متطلع إلى الغد المشرق .. إذا لا تسل ولا تتعجب فكرة القدم (مصل) شاف للجروح ونهر دافئ يغتسل فيه الجميع حتى دون إرادة منهم .
 صناع الفرح
 كثيرون هم الذين رسموا لوحة النجاح الباهر الذي حققته بلادنا أثناء استضافتها لفعاليات خليجي 20 بدءا من القيادة السياسية بزعامة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وعدد كبير من الوزراء والقيادات الاعتبارية وصولا إلى مختلف شرائح المجتمع بما فيها الجماهير اليمنية العريضة التي أكدت وبالدليل الملموس أنها عاشقة حتى النخاع لكرة القدم وتذوب عشقا وهياما في منافساتها إلا أن عددا منهم كانوا في الواجهة ترصدهم الأعين ويتابع أفعالهم هواة رصد كل شاردة وواردة .. حتما ستكون رقابهم على مقصلة الاتهام في حال فشل البطولة إلا أنهم اثبتوا أنهم أهل للمسؤولية وكانوا عند مستوى التحدي وكسبوا الرهان فنالوا على إثر ذلك عبارات التقدير والعرفان ومن هؤلاء وزير الشباب والرياضة الأستاذ حمود عباد رئيس اللجنة العليا لخليجي 20 الذي كان لفصيح عباراته وتصريحاته مفعول السحر في استمالة قلوب الكثير من الخليجيين للحضور ومشاهدة العرس الخليجي على أرض الواقع كان يردد دوما الخبر ليس كالمعاينة ويقول: سنجعل من البطولة رياحين خالصة يستنشق عبير أريجها كل الإخوة في الخليج وصدق فيما قاله.
 وبالتأكيد يظل الشيخ أحمد العيسي مدير البطولة أصل وفصل كل الحكاية (وترمومتر) المهام الكبيرة التي تتوارى أمام أفعاله كل الارهاصات والمنغصات خجلا وكسوفا .. كنا نعلم كما يعلم غيرنا أن الدوائر تتربص به وشباك الاتهام ستنتصب خلفه ومن حوله إلا أنه كان عند مستوى المهمة التي أوكلت إليه فكانت فرحته بنجاح البطولة أعظم وبخروج الاستضافة بهذا الشكل الجميل أجل وأكبر .
 ما تقدم لا يلغي حقيقة أن حافظ معياد الرجل الوقور كان أحد أطراف العمل الكبير استطاع بحنكته الإدارية الكبيرة وخبرته أن يمتص وبرحابة صدر واسعة الكثير من الأفعال المعارضة ليغدو في أعين المهتمين والمتابعين مهندس النجاح الأول .
 ولأن حلقة النجاح مترابطة مع بعضها كان لدور الأخ فارس السنباني عظيم الأثر خاصة في نفوس الإعلاميين الذين وجدوه بينهم يعالج الأمور ويحل المشاكل أولاٍ بأول مما جعل أفعاله محل ارتياح من قبل الكل بما في ذلك الإعلاميون من دول الخليج وخارجها.
 وفي العجالة لن ننسى بكل تأكيد الأعمال الجليلة التي قام بها رجال الأمن والأعين الساهرة التي حولت ليل المخاوف عند الكثير إلى ليالي سعادة وفرح غامرة وكم هو رائع أن يظل رجل بقامة وحجم العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد الحرس الخاص يتابع أمور الأمن في الملاعب وخارجها بشكل يومي بل ومتابعة أماكن الحراسة على البوابات الفرعية بين الحين والآخر لينال بذلك رضا وحب كل اليمنيين .
 وبالتأكيد هناك الكثير من اللجان العاملة في الميدان التي ربطت ليلها بنهارها ومزجت بين الحرص على أداء مهامها وباقي مسؤولياتها كلجنة الملاعب ممثلة برئيسها الكابتن الخلوق عبدالله فضيل وطواقم العمل المختلفة دون إغفال باقي اللجان التي أجتهد أصحابها كل في موقع عمله حتى تخرج استضافة بلادنا لخليجي 02 بتلك الصورة الرائعة.
 
 

قد يعجبك ايضا