خطط وبرامج لتحسين زراعة وإنتاجية البن كمحصول ذات مردود اقتصادي ونقدي مهم:

تحسين الجودة ورفع الإنتاجية وكمية التصدير إلى الخارج بنحو 50 ألف طن بحلول العام 2025م

 

 

تحسين إنتاج محصول البن خلال الفترة من 2019- 2025 وزراعة وإنتاج نحو13 مليون شتلة
زيادة المساحة المزروعة بالبن بمقدار 5200 هكتار بتمويل من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي
القطاع الزراعي يساهم بمعدل متوسط يبلغ نحو 14% من إجمالي الناتج المحلي

الثورة / أحمد علي
أكد مركز البحوث والمعلومات بصنعاء أن السنوات القليلة الماضية شهدت توجهاً إلى النهوض بإنتاج البن وتصديره، في إطار المساعي لإحياء القطاع الزراعي عموماً والذي تشير الأرقام إلى أنه القطاع اليمني الثاني بعد القطاع النفطي، ويساهم بمعدل متوسط يبلغ نحو 14 % من إجمالي الناتج المحلي، وينشط في هذا القطاع من القوى العاملة حوالى 54 % من إجمالي القوى العاملة في اليمن، لاسيما وأن ما يقارب 70 % من سكان، الجمهورية يعيشون في الريف اليمني.
ويشير مركز البحوث والمعلومات إلى أن وزارة الزراعة بصنعاء عملت على خطط وبرامج لتحسين زراعة وإنتاجية البن، كمحصول ذات مردود اقتصادي ونقدي مهم، ووضعت هدفاً عاماً يتمثل في رفع الإنتاجية وتحسين الجودة ورفع كمية التصدير إلى الخارج إلى نحو 50 ألف طن بحلول العام 2025، إضافةً إلى تحسين إنتاج محصول البن خلال الفترة من 2019 – 2025 وإنتاج وزراعة نحو 13 مليون شتلة وزيادة المساحة المزروعة بالبن بمقدار 5200 هكتار بتمويل من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي.
وكانت وزارة الصناعة والتجارة بصنعاء أصدرت في العام 2019 قراراً بحظر استيراد البن وقشوره إلى اليمن، بغرض تعزيز الإنتاج المحلي من البن.
ويمثل البن اليمني أحد أفضل أنواع البن في العالم، ولا يزال محافظاً على صدارته العالمية من حيث الجودة والمذاق، ويُذكر أنه حصد مطلع العام الماضي 2021 المركز الأول عالمياً للعام الثاني على التوالي في المسابقة الدولية التي تنظمها منظمة متذوقي البن العالمي في اليابان.
وتتفاوت المعلومات بشأن سعر الكيلو الواحد من البن اليمني عالمياً، إلا أن آخر البيانات التي وردت مرصد “بقش” هي وصول السعر إلى 70 دولاراً للكيلو الواحد.
وتسبب العدوان على اليمن منذ العام 2015م في تدهور اقتصادي ومعيشي دفع بغالبية السكان إلى حافة الفقر والجوع والبطالة، مع فقدان سبل العيش ومصادر الدخل، وهو ما دفع بالكثيرين إلى خيارات بديلة، فكانت شتلات البن أحد الملاذات التي استقطبت المواطنين لزراعتها والمتاجرة بالمحصول اليمني الشهير.
وقبل مئات السنين، كان البن اليمني المحصول الزراعي الأكثر انتشاراً في البلاد مقارنةً بنبتة القات، وكان البن أحد مصادر الدخل والإيرادات الرئيسية لليمن قديماً منذ القرن الـ15 الميلادي وحتى بداية القرن الـ20.
وبحسب موقع “حلم أخضر” المعني بشؤون البيئة في اليمن، فإن إجمالي كمية البن اليمني التي تم تصديرها من داخل اليمن خلال 6 أشهر في الفترة من يناير إلى يونيو من العام 1933، بلغت حوالي 27,918 حقيبة، تحتوي كل حقيبة على 80 كيلوغراماً من البن، أي ما يعادل قرابة 2,233,440 كيلوغراما من القهوة، وفقاً لإحدى الوثائق الأمريكية.
ابن الرازي
رغم أن منشأ نبتة البُن هو إثيوبيا، إلا أن اليمنيين ابتكروا استخدام حبيباته المتكورة بحجم حبة العنب، بعد تحميصها وطحنها، وغليها في الماء لتمنح مذاقاً لذيذاً ومنبهاً، نظراً لاحتوائها على مادة الكافيين، بعد أن شقت طريق انتشارها سريعاً في المنطقة والعالم بفعل تنقّل التجار والحجاج اليمنيين.
ويعود أول ذكر لمحصول القهوة باسم (البُن اليمني) إلى الطبيب العربي ابن الرازي في عام 900م، إذ تشير بعض المخطوطات إلى أن “علي بن عمر الشاذلي” المتوفى في المخا عام 1418 هو أول من نقل بذور القهوة من جنوب غرب الحبشة إلى اليمن، وأول من احتساها كمشروب.
ووفقاً للتقارير فإن صناعة القهوة تقدر بنحو 80 مليار دولار، ما يجعلها أعلى السلع التجارية قيمةً في العالم بعد النفط، غير أن الحرب ألقت بظلالها على عملية إنتاجه في بلده الأُم.
تراجع
وتراجعت زراعة البن في اليمن منذ العام 2009 من 17 ألفاً و300 طن إلى 15 ألفاً و200 طن، مقابل تراجع مساحاته المزروعة من 33 ألفاً و500 هكتار إلى 27 ألف هكتار، حسب بيانات سابقة صدرت عن وزارة الزراعة بـ حكومة_هادي وكذا جمعية البن اليمني.
وتختلف نكهات البن اليمني، باختلاف المناطق التي اشتهرت بزراعته، ويعد البن الإسماعيلي أبرز الأنواع يليه البن المطري، الحيمي، اليافعي، الخولاني، والحمادي، ويصنّف المزارعون البن في اليمن تبعاً لأشكاله التي تتراوح بين التفاحي والدوائري والعديني وغيرها.
وتحتفل اليمن كل عام بعيد البن اليمني في بلد رائد في مجال البن لأكثر من 800 عام، وهو العيد المعروف بعيد #موكا، والذي سُمي بهذا الاسم نسبة لقهوة المخا Mukha المنسوب اسمها إلى ميناء المخا، أقدم الموانئ اليمنية.
وعلى هامش العيد اليمني للبن أعلنت صنعاء عن تدشين فعاليات مهرجان التسوق للبن اليمني تحت شعار “نحيي التاريخ ونزرع الأمل”، بتنظيم من وزارة الزراعة في حكومة الإنقاذ واللجنة الزراعية العليا.

قد يعجبك ايضا