تدمير البنى التحتية العسكرية لأوكرانيا واجتياح عدد من المناطق في شرقها
الرئيس الروسي يعلن عملية عسكرية في أوكرانيا لملاحقة ما وصفهم بالنازيين الجدد
بريطانيا تقول: “سنرد بحزم” والمفوضية الأوروبية تتعهد بمعاقبة الكرملين وتدعو إلى وقف العمليات العسكرية
أمريكا تندد وتتوعد بعقوبات والناتو يشجب ويدعو إلى وقف النزاع
الثورة / قاسم الشاوش
أطلق الجيش الروسي فجر أمس الخميس عملية عسكرية في أوكرانيا وصفها بالخاصة تم خلالها استهداف عشرات المواقع العسكرية والأهداف الحيوية في العاصمة كييف ومدن أخرى .
ووفقاً لتقارير روسية تمكنت القوات الروسية من تعطيل البنية التحتية للجيش الأوكراني بما فيها مطارات وقواعد عسكرية ومراكز عمليات ومحطات الرادار تم تدميرها بقصف صاروخي وغارات جوية مكثفة.
وكان الرئيس الروسي قد أعلن في بيان متلفز أمس أن جمهوريتي إقليم دونباس الشعبيتين دونيتسك ولوغانسك توجهتا إلى روسيا بطلب المساعدة ونظراً لذلك تم اتخاذ قرار يتطابق مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وبموافقة مجلس الاتحاد الروسي بتنفيذ العملية الخاصة التي يكمن هدفها في حماية الناس الذين يتعرضون على مدى ثمانية أعوام للإبادة من قبل نظام كييف”.. مشدداً على أن روسيا لا تريد احتلال أوكرانيا ولكنها تسعى لإزالة النزعة العسكرية والمتعصبة قومياً في أوكرانيا.
وأضاف بوتين: “إن الظروف الراهنة تتطلب أعمالاً حازمة وفورية حيث لم يتركوا لروسيا أي خيار آخر للدفاع عن مواطنيها سوى ذلك الخيار الذي نرى أنفسنا مضطرين لاستخدامه اليوم”.مشيرا إلى أن حلف الناتو يخلق من سنة إلى أخرى أخطاراً جسيمة بتوسعه نحو الشرق واقتراب بناه التحتية من حدود روسيا حتى تكاد تلتصق بها مشدداً على أن مجمل تحالف البلدان الغربية الذي أقامته الولايات المتحدة هو إمبراطورية الكذب.
وأوضح أن روسيا لا تعتزم احتلال أراضي أوكرانيا ولكنها تؤيد حق الشعوب بتقرير المصير وقال: “إن روسيا من أقوى الدول النووية في العالم ولذا لا يجب أن يساور الشك أي معتد محتمل بأنه سوف يدمر بالكامل وأن أي هجوم على روسيا سيفضي إلى عواقب وخيمة على المعتدين”.. مشيراً إلى أن روسيا تملك بالإضافة إلى ذلك أفضلية معينة في عدد من أحدث أنواع الأسلحة.
وشدد بوتين على أن العدالة والحقيقة إلى جانب روسيا مؤكداً ثقته بأن العسكريين الروس يتسمون بالمهنية والبسالة ويؤدون واجبهم بإخلاص.
كما أكد بوتين أن روسيا الاتحادية سترد فوراً على أي محاولات لخلق أخطار على شعبها محذراً من يمكن أن تراودهم أوهام التدخل في الأحداث الجارية من أن ذلك سيسفر عن عواقب لم يروها في تاريخهم وأن روسيا مستعدة لأي تطور للأحداث وقد تم اتخاذ جميع القرارات اللازمة لذلك.
ولفت إلى أن مصير روسيا في أيد أمينة لشعبها متعدد القوميات وهذا يعني أن القرارات المتخذة ستنفذ والأهداف ستتحقق وأن أمن روسيا مضمون تماماً مؤكداً الثقة بدعم الشعب وبتلك القوة التي لا تقهر.
وبين بوتين أن ضعف وتفكك الاتحاد السوفييتي أديا إلى خرق توازن القوى في العالم وخروج المعاهدات والاتفاقيات السابقة عن العمل واقعياً وقال إن الاتحاد السوفييتي سعى بكل الوسائل قبيل نشوب الحرب العالمية الثانية عام 1940 وبداية عام 1941 من القرن الماضي لدرء أو على الأقل إرجاء نشوب الحرب وعمل كل ما بوسعه لعدم استفزاز المعتدين المحتملين ولم يقم بتنفيذ أعمال واضحة كل الوضوح أو أنه أرجأها من أجل الاستعداد لصد العدوان.
وحث بوتين الجنود الأوكرانيين على إلقاء أسلحتهم على الفور والعودة إلى ديارهم.. مشدداً على أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية.
إلى ذلك أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا تتطلع عبر عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلى “اجتثاث النازية” من ذلك البلد وتحييد قدراته العسكرية.
ورداً على سؤال حول كيفية فهم عبارة “اجتثاث النازية” وما إذا كانت موسكو ترى من الضروري تغيير النظام في كييف قال بيسكوف وفق ما نقلت وكالة نوفوستي.. “كأمر مثالي يجب تحرير أوكرانيا وتطهيرها من النازيين والمناصرين للنازية وفكرها” مضيفاً “تجريد أوكرانيا من السلاح يعني إبطال إمكاناتها العسكرية التي ازدادت مؤخراً إلى درجة كبيرة بدعم من الخارج”.
وشدد بيسكوف على أن كلمة “احتلال” لا تنطبق على العملية العسكرية الخاصة لتجريد أوكرانيا من السلاح مشيراً إلى أن مستقبل أوكرانيا هو مسألة اختيار يعود لشعبها.
وحول إمكانية إجراء مفاوضات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي قال بيسكوف: “لم لا.. إذا كانت أوكرانيا مستعدة للحديث عن هواجس موسكو الأمنية”.
واعتبر بيسكوف أن روسيا لا يمكن عزلها وراء الستار الحديدي لافتاً إلى أنها قد تواجه مشاكل مع عدد من الدول بسبب الوضع في أوكرانيا لكن سبق أن ظهرت صعوبات معها حتى بدون ذلك.
وأشار إلى أن دعم المواطنين الروس للعملية الخاصة لنزع السلاح من أوكرانيا لا يقل عنه الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع أظهر استطلاع رأي أن أكثر من 70 بالمئة من الروس يؤيدون الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قامت بتعطيل البنية التحتية العسكرية للقواعد الجوية الأوكرانية إضافة إلى إسكات دفاعاتها.
ونفت الوزارة في بيان لها امس التقارير الصحفية التي تحدثت عن إسقاط طائرات روسية فوق أوكرانيا مشيرة إلى أن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة.
ولفتت الوزارة إلى أن جنود حرس الحدود الأوكراني لا يبدون أي مقاومة للوحدات الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت استهداف البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران الجيش الأوكراني بأسلحة عالية الدقة بالتوازي مع قيام قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ببدء هجوم على مواقع القوات المسلحة الأوكرانية على طول خط التماس في إقليم دونباس.
وقالت الوزارة في بيان لها أمس أن القوات المسلحة الروسية لا تنفذ أي ضربات صاروخية أو جوية أو مدفعية على مدن أوكرانيا وأن البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران القوات المسلحة الأوكرانية يجري تعطيلها بأسلحة ذات دقة عالية مشددة على عدم وجود ما يهدد السكان المدنيين.
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن انفجارات قوية دوت صباح أمس في المواقع العسكرية في مدن كييف وأوديسا وخاركيف.
وأسقطت القوات الشعبية في جمهورية لوغانسك طائرتين مقاتلتين أوكرانيتين.
وقالت القوات الشعبية في بيان نقلته وكالة سبوتنيك: “تم إسقاط طائرتين من طراز سو 24 تابعتين للقوات الأوكرانية قرب قريتي سميلوي وستيبوفو”.
وكانت قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك أعلنتا بدء هجوم على مواقع القوات المسلحة الأوكرانية على طول خط التماس في إقليم دونباس وذلك بعد بدء عملية خاصة للقوات الروسية لحماية سكان الإقليم بناء على طلب من الجمهوريتين.
وتوالت ردود الأفعال الدولية حيث اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن جذور الأزمة الأوكرانية تعود إلى الإجراءات التحريضية لحلف الناتو، مؤكدا أن ايران ترفض اللجوء إلى الحرب لحل النزاعات.
وفي تغريدة له على تويتر تعقيبا على العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا ، أكد عبداللهيان أن من الضروري وقف إطلاق النار وتكثيف الجهود باتجاه حل سياسي ديمقراطي.
من جهته ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعملية العسكرية الروسية واصفا إياها بالـ “هجوم غير مبرر”.. مشيرا إلى إجراءه اتصالا مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وتوعد روسيا بـ”عقوبات قاسية”.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه ناقش مع أمين حلف الناتو رد الحلف على التصرفات الروسية بحق أوكرانيا.
كما أعلنت الولايات المتحدة نيتها طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين العملية الروسية.
بدوره أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن إجرائه اتصالا مع زيلينسكي، وقال: إن بريطانيا وحلفاءها “سيردون بحزم” على العملية الروسية.
فيما اعتبرت ألمانيا العملية العسكرية الروسية “انتهاك فاضح” للقانون الدولي، وأدانت إيطاليا بشدة إجراءات روسيا بحق أوكرانيا.
من جهته أدان أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ العملية الروسية، قائلا إنها تعرض “عددا لا حصر له” من الأرواح للخطر.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “وقف النزاع بين روسيا وأوكرانيا الآن”.
وتعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية بـ”معاقبة الكرملين” على إجرائه العسكري.
إلى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي روسيا إلى الوقف الفوري للعملية العسكرية ضد أوكرانيا، وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، في بيان مشترك: “ندعو روسيا للوقف الفوري للعمليات العسكرية وسحب قواتها من أوكرانيا، والاحترام الكامل لوحدة أراضيها وسيادتها واستقلالها”.
وأعلن شارل ميشيل أن المجلس ومجموعة السبع سيجتمعان لإعلان المزيد من الخطوات ضد الأعمال الروسية غير القانونية ولدعم أوكرانيا.
وتوعد رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، بموافقة سريعة على حزمة جديدة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا، على خلفية إطلاقها عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا.
وكتب بوريل على “تويتر”: “سننظر مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في الحزمة التالية من العقوبات بالتنسيق الوثيق مع شركائنا. وسيتبنى مجلس الاتحاد الأوروبي هذه الحزمة بسرعة”.
واعتبر رئيس الوزراء الياباني أن الهجوم الروسي على أوكرانيا يهز أسس النظام العالمي.
من جهتها اعتبرت الخارجية الصينية أن القوات الروسية في أوكرانيا ليست غزوا كما تصف بعض وسائل الإعلام الأجنبية.