ندعو وسائل الإعلام إلى التفاعل مع رسالتنا الإرشادية لتحقيق أهدافها على أكمل وجه

الالتفاف حول القيادة السياسية ضرورة شرعية لإنجاز مخرجات الحوار الوطني

مسؤوليتنا كبيرة في توعية المجتمع بمتطلبات المرحلة القادمة وإشاعة ثقافة التسامح والسلام

القادم أكثر تحدياٍ لأنه يتطلب ترجمة الأقوال إلى أفعال
لا يمكن لأحد أن ينسى جهود ودور هادي في معالجة ظواهر الحرب والاقتراب

استطلاع/ وليد المشيرعي

تأتي الذكرى السنوية الثانية للانتخابات الرئاسية التي أجمع فيها الشعب على اختيار الأخ عبدربه منصور هادي رئيساٍ للجمهورية واليمن تخوض معترك البناء للدولة الاتحادية تأسيساٍ على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافقت عليها كافة القوى السياسية في هذا البلد المعطاء برعاية الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
وفي هذه المرحلة يبرز جلياٍ دور العلماء والدعاة في دعم هذه الجهود ومساندة القيادة السياسية من أجل تحقيق الآمال والغايات المأمولة لشعبنا في الخروج من هاجس الأزمات إلى نور الثقة والإيمان بقدراته على صنع المستقبل..
وبالنظر إلى أهمية هذا الدور في ضوء ما يتمتع به علماؤنا ودعاتنا من قبول لدى أبناء المجتمع ولما يمثله الخطاب الإرشادي من وسيلة لتشكيل الوعي العام للجماهير .. التقينا عدداٍ من العلماء والدعاة مستطلعين انطباعاتهم ورؤاهم للمرحلة القادمة .. فكانت الحصيلة كالتالي:

في البداية يقول فضيلة الشيخ عبدالله الخظمي –إمام وخطيب جامع الرحمة: نحمد الله أولأٍ على ألطافه الخفية بهذه البلاد التي كان شعبها على شفا حفرة من نار الفتنة فقيض لها من أبنائها المخلصين من يتصدى لقيادة سفينتها بعيداٍ عن المخاطر المحدقة وفي مقدمة هؤلاء الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي استطاع بحكمته وبتوفيق من عند الله أن يسوس البلاد رغم حجم التحديات والاختلافات.
وهانحن اليوم بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني وخروجه بمقررات مهمة لتكوين اليمن الجديد نجد أنفسنا في تحد جديد يتمثل في القيام بدورنا كعلماء وخطباء ودعاة لتوعية الناس بمتطلبات المرحلة القادمة وأن عليهم الالتفاف حول قياداتهم السياسية لإنجاز مقررات الحوار الوطني والانتقال فعلياٍ إلى البناء الحقيقي ليمن الأمن والاستقرار والسلام.
وأن عليهم أن يكونوا بالفعل أمة وسطاٍ وشهداء على الناس كما أمرهم الله تعالى بأن يشيعوا السلام في ما بينهم ويحتكمون للحوار والحوار وحده بعيداٍ عن صور الصراع والاقتتال.

ثقافة التسامح
أما فضيلة يحيى النجار –وكيل وزارة الأوقاف السابق رئيس جمعية الإرشاد الاجتماعي- فيقول:
– بلاشك أن اليمن مرت خلال الفترة الماضية بأحلك الفترات من تاريخها الحديث اختلطت فيها الكثير من المفاهيم وكاد الشعب ينزلق إلى مغبة الاحتراب والتقاتل .. وإذا كنا اليوم في مواجهة الصعوبات الاقتصادية والظواهر الأمنية المطلقة فقد كنا بالأمس على وشك الانهيار لكل مقومات البلاد.
وعلى ذلك ينبغي لنا كشعب أن نتذكر فضل الله علينا ورحمته وأن نزداد تماسكاٍ والتحاماٍ وننبذ كل دواعي الخلافات وشوائب الأمس لنبدأ مرحلة جديدة مبنية على ثقافة التسامح والمودة والاحترام المتبادل لأفكار كل منا مصداقاٍ لقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاٍ ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءٍ فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناٍ وكنتم على شفى حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) (آل عمران:103).
وبالإضافة إلى ذلك علينا أن نقف صفاٍ واحداٍ في دعم مخرجات الحوار الوطني لكونها محل توافق من جميع القوى السياسية في البلاد لتكون السبيل للخروج النهائي من عنق الأزمة وكما قال نبي الهدى والرحمة (لا تجتمع أمتي على باطل).
وهنا لابد في هذه المناسبة أن نعيد الفضل لأهله فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ولعل الرجل الذي يستحق الشكر والثناء بعد الله هو الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي استطاع أن يتغلب على كل المعوقات والمشكلات التي كانت معيقة بالحوار فيتوج تلك الجهود بالنجاح المؤزر والله الموفق والنصير لهذا الشعب وقائده..

النصر المؤزر لقيم الحوار
من جانبه يقول فضيلة الشيخ خالد علي الصاحب –إمام وخطيب جامع الهدى: إن من دواعي السرور والفخر أن تأتي الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساٍ للجمهورية بإجماع الأمة ونحن نتوج مؤتمر الحوار الوطني بذلك النجاح الكبير والنصر المؤزر الذي ما كان له أن يكون لولا إرادة الله وحكمة هذا الرئيس وإدراكه لطبيعة التحديات التي تعيشها البلاد.
ولعلنا بهذه المناسبة لا نبالغ إذا ما قلنا أن القادم أكثر تحدياٍ لأنه يتطلب ترجمة الأقوال إلى أفعال فليس صعباٍ تحبير الصفحات البيضاء بالخطط والمخرجات بل الأصعب من ذلك هو إخراجها إلى الواقع وترجمتها عملياٍ على أكمل وجه.
ولهذا فإننا نجد أنفسنا أمام مسئولية كبيرة أكبر مما سبق .. تتطلب منا كشعب مزيداٍ من التلاحم والتراحم والعمل الدؤوب كل في موقعه وكعلماء دورنا أن نواصل دعوة الناس إلى هذه القيم وحثهم عليها من خلال منابرنا وفي الدروس والمحاضرات كما أن واجب وسائل الإعلام التفاعل مع دعواتنا هذه وإبرازها عبر مختلف صفحاتها وقنواتها وموجاتها الإذاعية وهذه دعوة أوجهها من خلالكم لكل هذه الوسائل مطالباٍ إياها بالبعد عن “التحريش” وبث جرعات الكراهية في ما تنشره للناس لكون ذلك من أكبر الموبقات التي تفتت قوة المجتمع وتهدم تماسكه.

ثمرة الجهود المخلصة
• فضيلة الشيخ/ جبري إبراهيم حسن – مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف.. يقول:
– في الحقيقة إن من نعماء الله على هذا البلد الطيب أنه لم يترك أهلها فريسة لشياطين الفتنة الذين أطلوا برؤوسهم الماكرة الخفية على مدى الأعوام الماضية في محاولة منهم لجر الشعب اليمني إلى حرب أهلية تأتي على ما تبقى من مقدراتهم.. ولهذا نحمده ربنا سبحانه وندعوه بالغدو والآصال أن يديم علينا عنايته ويشمل كافة أبناء شعبنا بالهداية والتوفيق في كل خطواتهم على طريق ترجمة مخرجات الحوار بالشكل الذي يستفيد منه وطنهم فتكون نعمة لا نغمة كما يريد البعض أن يصورها.
والحقيقة أيضاٍ أن ما نحن فيه من حالة إجماع واتفاق على مخرجات الحوار الوطني إنما يعود لفضل الله ذاك أولاٍ ولتلك الجهود المخلصة الحثيثة التي بذلها الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي منذ توليه قيادة البلاد استجابة لإرادة الشعب وإجماع الناخبين يوم 21 فبراير 2012م فقد أثمرت تلك الجهود في تحقيق أجواء التوافق وإزالة مسببات ودواعي التوتر خلال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الأمر الذي أدى إلى نجاح المؤتمر وخروجه بما توافقت وأجمعت عليه القوى السياسية المشاركة فيه.
ولا ينسى أحد جهود هذا الرجل الأمين مع نفسه وشعبه في إزالة ما كان على الأرض من ظواهر الاحتراب والتقاتل رغم بعض بقايا الصراع التي لا تزال ناكئة ولكن نرجو ونأمل من الله المنان أن يهدي أبناء هذا البلد لإزالتها نهائياٍ والالتفاف حول قيادتهم مخلصين مطيعين وصابرين وبقلوب ملؤها الصدق واليقين والتفاني من أجل بناء اليمن الجديد الواحد الموحد.. على الوجه المطلوب والمنشود وبما يحقق السعادة والخير لهم ويؤمن مستقبل أجيالهم بإذن الله تعالى.. ولابد أن ننوه هنا باهتمام رئيس الجمهورية بمجال الدعوة والإرشاد وإشرافه الشخصي ودعمه المتواصل للجهود الدعوية التي بذلت خلال العامين الماضيين في سبيل تخليص الخطاب الإرشادي من شوائب التعصب الحزبي والاختلافات الفكرية حيث شهد ذلكما العامان عقد خمسة ملتقيات للعلماء والدعاة نظمتها وزارة الأوقاف والإرشاد وشارك فيها مئات العلماء والخطباء الذين يمثلون كافة المذاهب والأطياف الفكرية من مختلف محافظات الجمهورية.
وهي الملتقيات التي أثمرت في إيجاد ميثاق للعمل الدعوي اشتمل على محددات وضوابط للخطاب الإرشادي تضمن إخلاص الدعوة لله وحده في مساجدنا ومنابرنا والنأي بها عن الاستخدامات السياسية والحزبية والمذهبية والتزام جميع الخطباء والدعاة بالوسطية والاعتدال وقيامهم بدورهم الحقيقي في إظهار جوهر الدين وتصحيح الأفكار المشوهة والمغلوطة لدى البعض عن الدين الإسلامي الحنيف والتي يستغلها ضعاف النفوس من الجماعات الإرهابية لاستدرار تعاطف البسطاء واستدراجهم إلى صفها ليصبحوا أدوات ووسائل لقتل إخوانهم وأهلهم وتدمير وطنهم.
وفي اعتقادي أن المرحلة القادمة تتطلب المزيد من الجهود على هذا الصعيد حتى تتحقق الأماني ويصبح حلمنا في بناء يمن خالُ من الصراعات واقعاٍ معاشاٍ ننعم فيه بالأمن والاستقرار والعدالة والتنمية.. والله الموفق.

قد يعجبك ايضا