بحقد البعير الهستيري استهدفت السعودية مبنى الاتصالات بغارات جنونية في العاصمة صنعاء بشارع الجراف، فأحدثت أضراراً مادية وتقنية حيث انقطعت الاتصالات اليمنية عن العالم والإنترنت الدولي الذي يخدم مواطني الجمهورية اليمنية داخليا وخارجيا، هذا الاستهداف الممنهج الذي يرمي إلى تحييد اليمن عن العالم لتغطية جرائم العدوان الإسرائيلي الأمريكي السعودي الإماراتي حتى المنظمات الحقوقية ومجلس (الخوف)الذي أصبح العوبة في يد رؤوس الأموال المدنسة .
الغريب العجيب في الأمر أن الكذب الذي تسوقه ماكنة إعلام العدوان جرى فضحها من قبل الإعلام الحربي اليمني وأثبت بالصورة والصوت أن المسيَّرات والصواريخ لا تنطلق من أي مؤسسة أو مبنى حكومي، ومع ذلك لم يلق قصف العدوان أي إدانة من المنظمات الدولية ومن العالم المادي، كما أن القصف والاستهداف الممنهج من قبل العدوان يرى بالعين المجردة ما يحدث من مجازر في اليمن ومحارق لم تحدث في التاريخ القديم أو الحديث وكالعادة بنبري المالكي الناطق باسم التحالف ليسوق التبريرات الكاذبة .
فتلك الخدمة التي تتواصل بالعالم ليست طائرات مسيَّرة ولا صواريخ بالستية ورغم انكشاف كذب تحالف العدوان لكن المجتمع الدولي والأخطر من ذلك يبرر لتحالف العدوان إعلان التهديد والوعيد باستهداف الوزارات والمقررات الخدمية، الأمر الذي يوحي بأن المطبعين المعتدين يريدون شل الحركة والحياة اليمنية برمتها وشفك المزيد من الدماء اليمنية بعدوان طائراتهم المستوردة بعد أن استطاع الجيش اليمني واللجان الشعبية فضح وكسر شوكتهم في كل الجبهات … قالوا إنهم يحاربون الحوثيين لنقول لهم بأن رجال الرجال موجودون في الجبهات وبالتالي فإن استهداف الأعيان المدنية وتدمير البنية التحتية للجمهورية اليمنية يعتبر جريمة حرب ناهيك عن استهداف المباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها والأمم المتحدة ومجلس الأمن يصمتان صمت الموتى ويقفان إلى جانب الجلاد كضحية ويدينان الضحية، وهذا هو ديدن النظام الدولي الجديد ولا ننسى أن الاستهداف لهذا المرفق الخدمي الحيوي – مبنى الاتصالات لم يكن المرة الأولى فقد سبقه استهداف مبنى الاتصالات في الحديدة وأصبح اليمن معزولا عن العالم أربعة أيام وبعد الوقفة الاحتجاجية أمام المبنى المدمر وحضور الصحفيين والإعلاميين إلى المقر المغدور به الذي تحول بفعل الغارات إلى ركام وحينما بدأ المهندسون بإعادة ما دمره عدوان التحالف جاءت الضربة الثانية وفي نفس اليوم لتجهز على ما تبقى من المبنى ومحتوياته الهندسية وتحاول ضرب المهندسين والعاملين فيه فبأي منطق يتم هذا الاعتداء الوحشي السافر!!؟ الأمر واضح وجلي أن العدوان يريد شل حركة العدوان في اليمن ليقول للعالم إنه انتصر …لكن الانتصارات الوهمية لا توجد إلا في عقول الماكنة الإعلامية والمحللين الذين يقبضون بالدولار ..لكن الرد سيكون مزلزلا وما قاله العميد يحيى سريع الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني سينفذ وستصبح دول العدوان تتخبط بين الإدانة والاستنكار والولولة حتى وإن تدخلت تركيا إلى هذا الخلف الإجرامي، فالكل يبحث عن المال ونسي أردوغان ما عملته دويلة الإمارات حيث كان قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة به في الربيع العربي ..
والآن السياسة لا أخلاق لها، فقد استقبل الرئيس التركي في أبوظبي استقبال الفاتحين وتناست دويلة الإمارات العداء التاريخي بينها وبين الإخوان المسلمين، حيث أصبحت اسطنبول الملاذ الآمن للإخوان وقد أصبحت تركيا الحليف المطبِّع مع الكيان الإسرائيلي … فإسرائيل التي أصبحت بفعل الردع اللبناني المقاوم تتهاوى ونهايتها قريبة ..وحسب السيد حسن نصر الله فإن إسرائيل آيلة للسقوط وأضاف (قريبا اليمن وفلسطين ولبنان وإيران والعراق سيصبحون كياناً واحداً وتدريبات واحدة في مواجهة جبهات التكفير والنفاق).. وفي هذا السياق يدشن فخامة الرئيس مهدي المشاط حملة (إعصار اليمن) للتحشيد والاستنفار لمواجهة قوى العدوان.. جاء ذلك خلال لقائه رؤساء مجالس النواب والشورى والقضاء وحكومة الإنقاذ الوطني.. حيث قال : إن العدوان بقيادة أمريكا يسعى منذ اللحظة الأولى ولا يزال إلى تدمير المنشآت اليمنية في تعبير واضح عن فشله، وإفلاسه، فالحملة ستشمل كافة المستويات الرسمية والشعبية والنخبوية ) فالحصار الخانق على اليمن وتصعيد الجرائم بحق الشعب اليمني دليل على أنهم بعيدون عن السلام وان ما يتحدثون به يتناقض مع التصعيد والحصار.