صامدون في أقذر حقبة زمنية بوجه نفاق العالم أجمع

محمد يحيى الضلعي

 

لا غرابة إن قلنا إننا نعيش في أقذر حقبة زمنية عبر التاريخ وفي وسط أحقر أنظمة تحكم هذا العالم بما تريده هي وليس بما يستحقه، تؤيد القاتل ليزيد المقتول موتا وقتلا وتلوم المجني عليه لأنه حاول أن يأخذ نفسا أخيرا قبل الرحيل والموت.
لا يمكن أن يأتي الزمن بمثل هكذا زمن مزيف ومنافق ودجال بعد كل ما رأينا، فسبع سنوات من القتل والحصار والتدمير وقصف وقتل المدنيين ليلا ونهارا أفرادا وجماعات، يخرج ساسة وممثلو دول العالم ليدينوا قصف أبو ظبي والسعودية من قبل الطرف اليمني المظلوم سبع سنوات والذي يعيش تحت القذائف والصواريخ في روتين يومي لمسيرات الجنائز واجتماعات العزاء والبحث تحت الأنقاض.
ويتبادر للذهن الكثير من التساؤلات حول تعامل هذا العالم مع بعضه وكيفية تسويق معنى الإنسانية لمن هم في أمس الحاجة لها، مدهش جدا أن النفاق أصبح بلا حياء ولا مبدأ ولا قومية ولا حتى إنسانية.
مجموعة لعنات تصيب كل مراكز القوى الدولية المنحازة للظلم الواضح للعيان، وما يدور في منصات الإعلام من إدانات وشجب واستنكار للضحية لأنه لا منفعة منه وانه نتيجة إصراره على عدم الانبطاح فقد كثيرا من شهود الحق على الباطل وفي المقابل من ارتهن لليهود والنصارى وضحى بكرامته وأصبح مطبعا وداعيا للتطبيع مع اليهود وجد له كثيرا من التبرير والتغطية على جرائمه ، فلا غرابة أبدا في ذلك كله، فكل شيء بثمن ولا شيء في هذا العالم المنحط بلا ثمن، أوجدوا منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليوهموا المستضعفين في الأرض من طبقة ما يسمى بالعالم الثالث بالإنسانية وأنهم سند للإنسان وحقوقه، وفي نفس الوقت أن المستضعفين المظلومين أكثر دراية بالكذبة الكبرى لما يسمى منظمات الحقوق للإنسان والأمم المتحدة لأنهم عايشوا واقعهم عن كثب بدون أي وسيط.
يستمر التضليل لبني الإنسان، والمنفذ لهذا التضليل هم اليهود الذين أوجدوا لنا الدمار وأوجدوا لنا شق الصف وجعلوا العربان يعتدون على بعضهم، وهم في مأمن عن كل هذا والهدف الإسلام والمسلمين، وما لا يدركه العقل والمنطق هو عظمة هذا التضليل والكيد والتزييف للحقائق للعيان، حيث يختلقون الكذب ويصدقهم عملاؤهم فقط، صنعاء تقصف ولكن في نفس الوقت ندين ونستنكر ونشجب إرهاب صنعاء ونظامها، الرياض وأبوظبي تعتديان وتمارسان الإجرام وفي نفس الوقت نتضامن مع الباطل وفوق كل هذا تجتمع الجامعة العجوز جامعة الدويلات الهزيلة لتعلن تضامنها مع الجلاد ضد الضحية، لا عتب على ذلك فهو الخرف يا قوم.
وبالرغم من وضوح عدالة قضيتنا ومظلوميتنا إلا أن المال والنفاق طغى على مواقف حكام المجاملة والعمالة ليدينوا دفاعنا عن أنفسنا ويبرروا قتلنا، وكأن هناك خللا كبيرا في إعدادات النظام العالمي الذي يحتاج إلى إعادة فورمات وتركيب كي تعود الفطرة البشرية والضمير الإنساني ليقولا كلمة الحق.
كل هذا التعبير الملخص يبيّن لنا نحن البسطاء كيف تمت مسرحية الانتخابات الأمريكية وتفاعل حقوقيي وشعوب العالم مع حملة بايدن بتنديده بحرب اليمن وما إلى ذلك وعندما تم قلب الصفحة التقت المصالح التي لا يمكن أن تعطلها الشعارات المزيفة واستمرت أمريكا في غيها وعدوانها بدءا من بيع الأسلحة حتى الانتهاء بالمشاركة الفعلية في العدوان على يمن الأحرار.
الشاهد هنا.. أنه لا ثقة في ما يقولون أبدا أيا كانوا أنظمة غربية أو منظمات حقوقية أو أمم متحدة، كلها تخدم اليهود والنصارى ضد الإسلام والمسلمين، وأن يكون الاعتماد على الخالق جل وعلا وعلى همّة وعزيمة الأبطال في أرض الميدان.
رسالتنا كما قلناها منذ أول يوم في العدوان سنقولها اليوم وغدا حتى ننتصر لمظلوميتنا، إننا صامدون وثابتون رغم نفاق العالم وظلم العالم وكبرياء وطواغيت وأسلحة العالم التي نضرب بها، لن نستسلم ولن ننكسر ولن نساوم على كرامتنا أو قرارنا أو ذرة رمل من ترابنا الطاهر وإن زحف العالم بأجمعه ليكسرنا، سنقاوم ونموت على حدود هذا البلد، ولكنكم لن تركعونا مهما عملتم يا أرذل حكام وأكثرهم نفاقا وخساسة.

قد يعجبك ايضا