جنون الإمارات والصمت الدولي

علي محمد الأشموري

 

 

عمليتا -إعصار اليمن- الأولى والثانية ضربة نوعية للنظام الكرتوني الإماراتي المتعجرف، هذا النظام المرتكز على الاستثمارات والأبراج الزجاجية والمراقص والمعارض وتجميع رؤوس أموال شذاذ الآفاق في أبوظبي ودبي وبقية المشيخات وفي ميناء جبل علي الذي هو مركز لشذاذ الآفاق الذين يقومون بالاستثمارات (الإنسانية) لصناعة الأدوية المزورة والقاتلة وتصديره للدول العربية للقتل وليس للاستطباب.
فهذه الدويلة التي أصبحت غير آمنة حسب الناطق الرسمي العميد/ يحيى سريع بعد عملية إعصار اليمن التي وصلت إلى العمق الإماراتي وقامت الدنيا ولم تقعد من خلال هذه العملية سبقتها تحذيرات قائد الثورة السيد /عبدالملك بدرالدين الحوثي وتحذير القيادة السياسية والعسكرية ولكن العدوانية الإماراتية على الأرض اليمنية والبحار والجزر ومحاولة احتلالها نيابة عن الكيان الصهيوني وأمريكا، فقد دفعوا مليشيات الإمارات إلى شبوة ومارب وعيون الغرب على الثروات اليمنية من الذهب الأصفر والأسود .
وما يحدث من هذه الدويلة وصبيانها الطائشين من عبث بالآثار اليمنية وتهريبها واحتلال جزيرة سقطرى وتجنيس سكانها ومحاولة إقامة قواعد عسكرية إسرائيلية أمريكية في جزيرة ميون ومحاولة خنق التجارة العالمية من خلال باب المندب، فالمنافذ البحرية اليمنية المحتلة تسخرها الإمارات خدمة لأسيادها في تل أبيب وواشنطن.
توالت التحذيرات، ولكن الغرور والغباء المركب لحكام مشيخات الإمارات وعدم أخذ التحذيرات بجدية أوصلهم إلى العملية النوعية عملية إعصار اليمن الموجعة بالمسيرات اليمنية الصنع والصواريخ التي قطعت أكثر من 1500 كيلو متر وهو ما أثار الاستنفار الصهيوني الأمريكي الذي أحس بخطره لأن المسافة بين اليمن الصامد والإمارات هي نفس المسافة بين اليمن والكيان المحتل وبالذات إيلات، فكان الاستنفار الصهيو أمريكي على أشده وكان على حكام الإمارات قراءة التاريخ القريب قبل البعيد، وما حدث للإمارات في 2018 و 2019 لمطار أبوظبي ومفاعل براكة النووي من ضربات في العمق الإماراتي بصواريخ كروز وغيرها كإنذار مبكر وبعدها تدخلت وساطات عربية وإقليمية وأعلنوا على الملأ أنهم سينسحبون من الحرب الظالمة على اليمن ولكن تدخلت الإمارات في الشأن اليمني فنفد الصبر وأصبحت عملية إعصار اليمن هي الحل بضرب مدينة المصفح الصناعية ومطاري أبو ظبي ودبي وكذلك الأماكن الحساسة وكانت العملية موجعة للحركة الملاحية الإماراتية وأصبح المستثمرون قلقين على رؤوس أموالهم واستثماراتهم لأن رأس المال (جبان) والاستثمارات لا يمكن أن تستقر إلا في بيئة آمنة وبذلك ينطبق على هذه الدويلة المثل ( وجنت على نفسها براقش)، وهذه العملية النوعية التي سكت العالم في لحظة تصاعد الأدخنة السوداء .. بدأ الإعلام المعادي كما هي عادته يختلق المبررات والأعذار وأصبح ما يسمى بالتحالف الذي تقف خلفه أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا يندد بالعملية المشروعة .
فأصبح الجلاد ضحية والعكس .. وبجنون هستيري قام النظام السعو إماراتي عقب العملية الأولى بقصف خمسة منازل على رؤوس ساكنيها في الحي الليبي وكانت الخسائر بنية تحتية، نساء، شيوخ، أطفال وأسرة العميد المتقاعد عبدالله الجنيد التي سقطت تحت الأنقاض… تلك المناظر والأشلاء التي لا يقرها عُرف أو دين أو قانون وضعي قوبل هذا العمل الإجرامي بالصمت كما هي عادة الإعلام المفبرك لدول العدوان حتى الأمم المتحدة قلقة فقط ومجلس الأمن مغمض العينين .. فهل ازدواجية المعايير هي السائدة في عصر العولمة؟ حيث أصبحت المنظمات الحقوقية والدولية بجانب من يدفع وهاهي العاصمة صنعاء وبقية المحافظات تتلقى القنابل العنقودية وتقصف بالأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا كل ليلة ليفزعوا ساكنيها ويدمروا بنيتها .
ونذكر مرة أخرى بأن عملية إعصار اليمن هي البداية فقط وستلحقها عمليات أكثر إيلاما ووجعا تجعل الإماراتيين يفرون إلى الصحراء والخيام، فهل هناك عقل تحت (العقال) لاستيعاب الدرس اليمني فما جنيتموه وستجنونه من تدخل سافر؟ أصبحت الإمارات طاردة للاستثمار وأصبح الخلل واضحاً فهل من عاقل يرشدهم لرفع الحصار عن الشعب المظلوم وفتح المطار والموانئ اليمنية وإدخال المشتقات النفطية .. وإقامة علاقات ندية.. وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين؟، فمقومات الإمارات الاستثمار الذي يحتاج إلى أمن واستقرار ولا تظن الإمارات أن دورها السلبي للتطبيع وبيع أراضي الغير بالوكالة سيلبي لها الأمن والاستقرار حتى بعدما وعدها الكيان الصهيوني لأن عملية سيف القدس قد مرغت أنوف الصهاينة ولم يستطيعوا الخروج من الهزيمة الماحقة من صواريخ المقاومة الفلسطينية فما حدث ويحدث في اليمن من عبث وفوضى وسرقة للثروات والآثار وكذلك في لبنان وسوريا وليبيا وتشاد والصومال هو من صُنع الإمارات ..
فالشعب اليمني المقاوم لم يعد يهمه النفاق الدولي لأنه لم يعد يخاف على ما يخسره وسيحصد المرتزقة وأذيالهم ما فعلته الإمارات في سقطرى جراء احتلال الإمارات والسعودية في المحافظات الجنوبية وإقامة السجون السرية التي ستنعكس سلبا على الإمارات والاستقرار الاقتصادي، فهل أحسستم بمكامن الوجع ؟
هذه العملية والعمليات القادمة التي سيتوسع بنك أهدافها ولا تقتصر على الإمارات فقط ولكن على ما يسمى بالتحالف (العبري) فهذه العملية النوعية قد جعلت جميع الأضلاع تتهاوى وفي نهاية المطاف دفعت واشنطن وتل أبيب بالإمارات إلى الواجهة من جديد، فحكام الشعوب العربية المطبعون هم من تلسعهم نيران ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش ستصبح وبالا على شعوبهم فالقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية قد أظهرت قدرة فائقة في مواجهة التحالف عندما تمادت الإمارات وهذا هو الرد الطبيعي والمنطقي.
اليمن منذ اللحظة الأولى كان ومازال يمد يده لأجل تسوية سلمية تجنبا لسفك الدماء والحرب العبثية لذلك لم يسمع له أحد، فالتغاضي عن صوت العقل والاحترام والمنطق والندية والحرية والسيادة هي التي هو الذي لايجلب الأمن والاستقرار في المنطقة والاستثمارات العالمية التي تعتمد عليها الإمارات فالبورصة اليوم أصبحت في هبوط حاد .
القرصنة البحرية تعتبر ضربة للاقتصاد العالمي، والبحار والموانئ اليمنية ليست لقمة سائغة للأمريكي والإماراتي والسعودي وغيرهم من شذاذ الآفاق، فتحذير الناطق الرسمي العميد يحيى سريع يدل على أن في جعبة الجيش واللجان الشعبية ماهو أقوى تأثيرا، فعملية إعصار اليمن قد عصرت الإمارات وماهي إلا البداية إذا ما استمرت الإمارات في عدوانها على اليمن (السن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص)، فيمن اليوم غيره بالأمس واقرأوا التاريخ جيدا وقرروا فاليمن مقبرة الغزاة منذ الأزل ..
وعملية إعصار اليمن كانت بدايتها ضبط سفينة شحن عسكرية إماراتية في المياه الإقليمية اليمنية كان خطأ لأن روابي والضجة التي أثيرت حولها لم تكن تحمل وروداً بل كانت تحمل أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، وهذا ما تناساه المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ..
فالإرهاب الإماراتي والمرتزقة التابعون له لن يكون لهم مكان إلا في التاريخ الأسود، فهذا العمل مخالف لقرارات مجلس الأمن وبنوده المتعلقة بذلك .

قد يعجبك ايضا