قاسم سليماني.. الشهاد على العصر والقائد الاستثنائي أسطورة الزمان والاسم الأبرز في الصراع مع الاستكبار العالمي، رجل حمل مشروع أمة وتحرك لمقارعة أمريكا والكيان الصهيوني والجماعات الإرهابية داعش والقاعدة وغيرهما .. رجل تكاملت فيه شروط القيادة وحمل هوية الإسلام المحمدي الأصيل وكان رجل الميدان والسياسة والأخلاق في كل محور المقاومة وكانت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة له..
جمع الشهيد سليماني جوامع صفات القائد بكل أبعادها العسكرية والجهادية والسياسية والإنسانية، فلم يخلع سترة القتال وخوذة الحرب وكان حاضرا في جميع الميادين وحاضرا في الخطوط الأمامية، وهو نفسه ذاك الإنسان الذي كان يوصل الدواء والمواد الطبيّة إلى أولئك الذين حاصرهم الإرهابيون في العراق وسوريا.
وهو شهيد القدس كما وصفه قادة المقاومة الفلسطينية لدوره الكبير في دعم وتمويل وتدريب وتسليح مختلف الفصائل الفلسطينية لمواجهة الكيان الصهيوني، وهذا يؤكّد الدور المحوري الصادق للجمهورية الإسلامية في إيران في دعم المستضعفين في العالم لا سيما قوة القدس التي كان من أولوياتها دعم ومساندة المجاهدين في فلسطين المحتلة..
الشهيد القائد قاسم سليماني لم يعرف الراحة طوال أربعين عاما ولم يجلس في مكتبه بل كان يدير المعارك من الميدان العسكري، متنقلاً من جبهة العراق إلى سوريا والى لبنان وإلى كل جبهة يستدعي الواجب الديني ان يكون حاضرا.. كيف لا وهو من هزم داعش وأفشل المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة كما أنه كان برفقة السيد حسن نصر الله والشهيد عماد مغنية في الضاحية الجنوبية خلال حرب تموز 2006، وكان يجتمع بالقيادات الفلسطينية في لبنان.
إنجازات الشهيد القائد قاسم سليماني كبيرة ولا يمكن حصرها في مقال لا سيما خلال الأعوام الـ 10 الأخيرة وكان حديث العالم حتى استحق أن يقلده قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد الإمام علي خامنئي، وسام ذو الفقار.
ومع تعاظم قوته العسكرية وتزايد شعبيته لدى الشعب الإيراني والشعوب المقاومة للمشروع الأمريكي، لاسيما بعد دوره الرئيسي في القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا، وإسقاط الخطط الأمريكية ليس في البلدين وحسب بل وكل المنطقة، وضعته الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب وفرضت عليه عقوبات.
كما أن الكيان الصهيوني بدوره اعتبر الحاج قاسم الشخصية الأخطر، ووضعته على رأس قائمتها للاغتيالات..
الحديث عن الشهيد قاسم سليماني هو حديث عن رجل استثنائي من نوعية الإخلاص الذي أدّى به عمله في كل المواقع التي تسلم مسؤوليتها، وكان شجاعًا وحكيمًا وهذه المواصفات قلّما تجتمع في قائد عسكري ميداني خاض غمار الموت في أكثر من ساحة لكنّه كان المستبشر الدائم الذي يسعى إلى تحقيق الأهداف.
وتعتبر جريمة اغتيال قائد عظيم كالشهيد قاسم سليماني غير منفصلة عن مؤامرة كبرى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية باستهداف كل الدول الرافضة لهيمنتها في محاولة إنهاك هذه الدول وتعطيل مسيرتها، كما أن الشهيد القائد قاسم سليماني كان له اليد العليا في دعم المقاومة في غزّة وتطوير قدراتها الصاروخية وبعد استشهاده أكدت قيادات المقاومة الفلسطينية أنّ القائد الشهيد قاسم سليماني كان قائد محور المقاومة وشهيد القدس وهو الذي كان يرعى ويدعم ويُساند كل الأطراف في محور المقاومة من لبنان إلى فلسطين إلى سوريا والعراق وغيرها من البلدان ، وقضّ مضاجع العدو الصهيوني والأمريكي على مدى أكثر من عقدين كما كانت لفلسطين مكانة خاصة في قلب وعقل وروح الشهيد سليماني، وكان يُتابع تطوير ودعم ومساندة الشّعب الفلسطيني وكل فصائل المقاومة الفلسطينية، وكانت له اليد الأولى والعمل الأساس والجهد الكبير والدؤوب في دعم كل قدرات محور المقاومة في غزة وفي الضفة الغربية وبفضله تطورت القدرات الدّفاعية والصاروخية للمقاومة في قطاع غزة..
واختم هذا المقال بكلام الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام الذي أكد أنّ “الشهيد سليماني جندي أنجبته إيران ورباه الإسلام لتحرير فلسطين”، وأضاف “الشهيدان سليماني والمهندس أثبتا بشهادتهما أنّ أمريكا دولة مارقة ودولة قتل وسفك للدماء، وأنّها لا تستند إلى أحكام قانونية ولا أخلاق عرفية، وجريمة القتل الأمريكية للبطل سليماني ورفيقه المهندس كشفت عظمة ما قاما به في مواجهة مشروع تمزيق الأمة وتفتيتها”.
إذاً، فالقيادة وصناعة النصر تؤكد استثنائية الشهيد قاسم سليماني وقد خسر محور المقاومة رجلاً عظيماً ولكن هذا لا يعني أن هذه الأمة غير ولادة بالقادة العظماء الذين يسيرون على خطى هذا الشهيد العظيم.. فسلام الله على الشهيد سليماني يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا..