الأكاديميات الرياضية.. هروب مشترك والضحية واحدة

حسن الوريث

 

كنت أتحدث، مع ابني وصديقي الصغير عبدالله، عن ظاهرة انتشار الأكاديميات الرياضية وخاصة المتخصصة منها في كرة القدم وذلك بعد عودته من التدريب الخاص بأكاديميته التي يشترك فيها ووصلنا إلى قناعة تامة بأهميتها ودورها في اكتشاف المواهب وصقل مهاراتهم من خلال برامج التدريب.
لكن ابني وصديقي الصغير عبدالله قال لي، رغم الفائدة الكبيرة التي تحققت لي بعد اشتراكي في الأكاديمية لكن هناك نقطة مهمة أريد أن أصارحك بها وهي أولا أن معظم مخرجات هذه الأكاديميات من اللاعبين يعودون إلى ملاعب الشوارع والقليل منهم يذهب إلى الأندية إضافة إلى أن هناك نقطة أهم وهي أن هذه الأكاديميات تعمل دون ضوابط أو لوائح ولا أحد يدري من هي الجهة التي تتبعها وهناك هروب مشترك من وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة عن هذا الأمر وتنظيم عمل الأكاديميات.
كانت هذه النقاط التي طرحها صديقي العزيز والذكي فعلا في محلها، فانتشار الأكاديميات الرياضية، هكذا بدون تنظيم أو لوائح أو رقابة من الأجهزة المختصة، ليس صحيحا إطلاقا، ولابد من وجود آلية تشترك في وضعها وزارتا التربية والشباب لتنظيم العمل وإنشاء إدارة مختصة للإشراف عليها وإقامة الأنشطة والمسابقات فيما بينها والاستفادة من مخرجاتها من المبدعين في الأندية والمنتخبات الوطنية والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الجانب.
طبعا اتفقت أنا وصديقي الصغير عبدالله خلال الحديث على أن هناك غياباً ملحوظاً للأندية الرياضية اليمنية في تبني الأكاديميات رغم أهميتها في رفد الأندية بالمواهب والمبدعين كما تفعل الكثير من أندية العالم التي تتبنى أكاديميات محلية وحتى في بلدان أخرى وهناك كثير من نجوم الأندية العالمية تخرجوا من هذه الأكاديميات.
مما لاشك فيه أن وجود الأكاديميات يمثل فرصة جيدة يفترض التقاطها من قبل الجهات المختصة في الوزارتين والبناء عليها وصياغة لوائح تنظم عملها ومخرجاتها وتوسيعها لتشمل كافة الألعاب الرياضية وليس كرة القدم فقط كما عملت وزارة الشباب والرياضة بتشكيل لجنة لاكتشاف المواهب في لعبة واحدة، وفشلت هذه اللجنة لأنها لم تكن على أسس ورؤى واضحة لأن المشكلة ليست في الموهبة بقدر ما هي في المنظومة الرياضية في البلد التي تفتقر إلى الاستراتيجية والمشروع الرياضي إضافة إلى أن الأمر يحتاج لإنشاء كيان يدير هذه الأكاديميات سواء اتحاد أو إدارة أو أي مسمى، بدلا من تركها تسير بهذا الشكل العشوائي.. فهل وصلت رسالتنا أنا وصديقي الصغير عبدالله إلى جهات الاختصاص أم أن الوضع سيبقى كما هو هروب مشترك من وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة والضحية بينهما هو المبدع؟.

قد يعجبك ايضا