عام جديد.. ولا نهاية تلوح في الأفق لسبع سنوات من العدوان
2021م.. مرارة بطعم العلقم على النساء والأطفال
المجازر النكراء بحق نساء وأطفال اليمن من قبل العدوان هدفت إلى إزهاق أكبر قدر من أرواح الأبرياء.
أرقام وإحصائيات مهولة عن الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء في اليمن ومسلسل القتل السعودي يتواصل ومع أول أيام هذا العام تكون الحرب العدوانية الأكثر وحشية في تاريخنا المعاصر قاربت السبع سنوات وأدى العدوان على اليمن بأعباء كارثية على المرأة اليمنية التي تعتبر من أبرز الفئات المجتمعية المتأثرة بالعدوان فطالها الفقر والجوع وفقدان المعيل ووجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع العدوان مما عمق جراحها بالإضافة إلى آلاف الانتهاكات ضدها ولم تكن المرأة اليمنية بمعزل عن قائمة أهداف العدوان على اليمن بل ودفعت لذلك أثمانا كثيرة.الأسرة / زهور عبدالله
واقع مؤلم
تخوض المرأة معاناة كبيرة إضافية تفوق ظروف الحرب وعلى الرغم من واقعهن الصعب، فإن اليمنيات، كما هي عادتهن، لا يزلن ينظرن إلى المستقبل بأمل وتفاؤل والتطلع للحصول على حياة كريمة وقد ذكر تقرير صادر لمنظمة انتصاف التي تعنى بحقوق المرأة والطفل أن المرأة اليمنية كانت من أبرز المتضررين من العدوان والحصار على مدى سبع سنوات وفي تقرير لمنظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل أنه منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م وحتى 8 ديسمبر 2021م قتل الفان و412 امرأة والفان و825 جريحة نتيجة لغارات تحالف العدوان.
وناقش التقرير أوضاع المرأة في المناطق الواقعة تحت احتلال العدوان ومرتزقته وما تتعرض له من العنف والانتهاكات، مبيناً أن معدلات العنف ضد المرأة زادت بنسبة 63% منذ بدء العدوان.
وأشار التقرير إلى أن العدوان والحصار حرم المرأة من حقوقها الأساسية في الحصول على الخدمات الصحية باستهداف المستشفيات والمراكز ونشر الأمراض والأوبئة وارتفاع معدلات سوء التغذية خاصة بين الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى زيادة نسبة الإجهاض وتشوه الأجنة نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً.
وذكر التقرير أن مليوناً 200 ألف امرأة تعاني من سوء التغذية نصفهن من الحوامل و 8 آلاف امرأة تموت كل عام بسبب الحصار، كما أن أكثر من 70% من أدوية الولادة لا تتوفر في اليمن بسبب الحصار ومنع التحالف إدخالها إلى اليمن.
ولفت إلى حرمان العدوان للمرأة من التعليم نتيجة استهداف المنشآت التعليمية والحصار الاقتصادي وعدم صرف الرواتب مما أدى إلى عدم قدرة بعض الأسر على توفير احتياجات التعليم الأساسية، موضحاً أن 31 % من فتيات اليمن أصبحن خارج نطاق التعليم.
وقال التقرير إن نحو 800 ألف امرأة من بين النازحين، مشيراً إلى ما تعرضت له النساء من انتهاكات جراء النزوح.
مهددون بالموت
وحسب التقرير الصادر عن منظمة انتصاف فإن 65 ألف مريض بالأورام السرطانية بينهم عدد كبير من النساء يتهددهم الموت نتيجة استمرار إغلاق مطار صنعاء، وأكثر من 12 ألف من مرضى الفشل الكلوي بحاجة لعمليات زراعة الكلى بصورة عاجلة في الخارج.
وأوضحت رئيسة المنظمة سمية الطائفي أن التقرير وثق أبرز جرائم الاختطاف والاغتصاب بحق المرأة في المناطق الواقعة تحت احتلال تحالف العدوان ومرتزقته، وخاصة في المحافظات الجنوبية، وسط غياب دور الأجهزة الأمنية التي يعتبرها الكثيرون شريكاً في ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وأشارت إلى الموقف المخزي واللا إنساني للأمم المتحدة أمام الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة اليمنية، وكذا تخليها عن مسؤولياتها وسحب الدعم عن معظم القطاعات الحيوية
أطفال ضحايا العدوان
وأكدت منظمة “انتصاف” لحقوق المرأة والطفل أن عدد ضحايا العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي من الأطفال في اليمن، منذ بداية العدوان وحتى نهاية نوفمبر 2021م أكثر من 3825 شهيدا و4157 جريحا.
وأوضح تقرير صادرة عن المنظمة أن عدد الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة التي سببها العدوان بلغ 5,559 حالة، وسجلت الحالات المصابة بالأورام بين أوساط الأطفال 71 ألف إصابة منذ بدء العدوان تضاف إليها 9 آلاف حالة سنويا وأن أكثر من 3 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية فيما يموت أكثر من 300 طفل كل يوم، كما أن هناك أكثر من 3000 طفل يعانون من التشوهات الخلقية فيما يحتاج أكثر من 3000 طفل لعملية قلب مفتوح خارج اليمن.
ولفت التقرير إلى أن إغلاق مطار صنعاء الدولي منع أكثر من 30 ألف طفل مصابين بأمراض مزمنة مختلفة من السفر للعلاج في الخارج.. كما أن هناك 2 مليون طفل يمني خارج المدارس فيما نصف مليون آخرون تركوها تماما منذ بدء العدوان.
وحمل التقرير تحالف العدوان وكافة المنظمات الإنسانية سيما الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة تجاه ما يتعرض له اليمن عموما والأطفال خصوصا من استهداف ممنهج.. مطالبا بسرعة إيقاف العدوان ورفع الحصار وفتح المطارات أمام المرضى اليمنيين خصوصا الأطفال.
ومع تواصل العدوان السعودي الذي أصبح يتعمد استهداف المناطق المدنية والمنازل السكنية ملحقا المزيد من أطفال اليمن إلى سجل الضحايا، فإن «مستقبل الطفولة بات محفوفا بالأخطار» بحسب وصف منظمة رعاية الطفولة الأممية “يونيسف» فجرائم العدوان الكارثي للأطفال في اليمن لا تجد أي تفاعل أو اهتمام من قيادة العدوان ولأن تلك المنظمات لا تحمله مسؤولية ما يجري بصورة صريحة ومباشرة فإنه يستغل ذلك للإيغال في جرائمه بحق أطفال اليمن.
وتشير تقارير «اليونيسف» إلى أن العدوان على اليمن دمرت الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها الأطفال، وتحذر من أن «عدد القتلى قد يكون أعلى من الأرقام المعلنة».
ويوضح تقرير لليونيسف أن «أكثر من نصف مليون من النساء الحوامل موجودات في المناطق الأكثر تضررا وهن أكثر عرضة للولادة أو مضاعفات الحمل ولا يستطعن الوصول إلى المرافق الطبية.»
تقرير المنظمة الأممية للأمومة والطفولة يشدد على أن الأطفال يتحملون العبء الأكبر للصراع في اليمن حيث يتعرضون إما للقتل وإما للإصابة إضافة إلى خطر تعرضهم للأمراض وسوء التغذية والتشريد.
ويحذر التقرير من أن نحو 2.5 مليون طفل معرضون لتهديدات متزايدة من الأمراض وسوء التغذية هذا العام إضافة إلى مليون طفل أصيبوا بأمراض سوء التغذية العام الماضي.
ويقول مسئولون دوليون إن الأساليب الوحشية التي اتبعها التحالف في حربه على اليمن أدت إلى مقتل المئات من الأطفال الذين كانوا في المدرسة أو في الشارع أو في البيوت كما تسببت تلك الغارات الوحشية في حالات لا تحصى من قتل الأطفال وتشويههم.