تصعيدٌ عدوانيٌّ خطير.. السعوديةُ تُجاهر بالجرائم وتُضَللِّ العالَم
افتتاحية الثورة
يصعد تحالف العدوان – بدفع أمريكي – حربه العدوانية على الشعب اليمني، متساوقا بين القصف الجوي المباشر على المدنيين والأعيان المدنية، وبين الدفع بالمرتزقة إلى التصعيد في الميدان على سبيل المثال في “الساحل الغربي”، وبين تشديد الحصار بغية خنق الشعب اليمني ودفعه إلى معاناة أوسع.
ففي العاصمة صنعاء يواصل القصف بالطائرات على المنازل والأحياء والمنشآت وعلى سبل الحياة كافة ، حيث افتتح الأسبوع المنصرم تصعيده بقصف الأحياء السكنية في حي النهضة وحي الأعناب وذهبان وغيرها من الأحياء السكانية التي قام بقصفها مباشرة وفي وقت متأخر من الليل ، كما تعمد قصف وتدمير مؤسستي المياه والكهرباء وقصف مصانع ومعامل للبلاستيك ، ومخازن للأغذية تابعة للتجار، كما تعمد قصف وتدمير مطار صنعاء وإخراجه عن الجاهزية بعدد من الغارات ، ثم استمر في مسلسل الاستهداف ونفذ – ليلة أمس الأول- قصفا مباشرا على حي السبعين محدثا دمارا في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة مع إحداث فزع في أوساط الأطفال والنساء داخل المستشفى، كما تسبب في تدمير جزئي لمقر احتجاز الأسرى وإفزاعهم ليلا، أما في الليلة الثانية فقد أعلن عن نيته قصف ملعب الثورة، قبل أن يعيد القول بأنه راقب انتقال الأسلحة منه ثم قام بقصفها حين شن ثلاث غارات على شارع الزبيري المكتظ بالسكان، والمكتظ بالمنشآت الطبية، مدمرا مستشفيات العلياء والمغربي وعيادات طبية أخرى، إضافة إلى مدرسة بغداد ومنازل مجاورة أخرى. ويكرر هذا العدوان الأرعن والمارق عدوانه الجوي على الحديدة التي تعرضت لأكثر من 12 غارة جوية خلال اليومين الماضيين.. ما يؤكد أن العدوان قد ضرب باتفاق السويد عرض الحائط وأنه قد قرر إنهاء الاتفاق، فقد تواكب هذا العدوان مع تحريك تنظيماته الارتزاقية في الساحل الغربي التي صعدت في الأيام الأخيرة بزحوفات ميدانية مكثفة.
ويمتد هذا التصعيد العدواني السعودي الأمريكي إلى الحدود التي اشتعلت فيها المدفعية السعودية باستهداف متواصل ومكثف للقرى الحدودية، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى من المدنيين، يوم أمس.
ولم يكتف تحالف العدوان الأمريكي السعودي بقصف واستهداف المدنيين والمنشآت والأعيان المدنية وتدميرها بالغارات الجوية، بل زاد في ذلك بالمجاهرة الصريحة عن جرائمه تلك، تحت زعم وقول أنه يستهدف أهدافا عسكرية ومخازن أسلحة فيها، وأنه أسقط الحماية القانونية والإنسانية عنها.
وإذا كان السؤال المطروح حول من خوّل مملكة العدوان السعودية إسقاط الحماية عن مطار صنعاء ، وعن ملعب الثورة الرياضي ، وعن مستشفى السبعين للأمومة والطفولة ، فإن الجواب هو أن أمريكا التي تستبيح العالم كله تبيح اليمن للسعودية ولكل عملائها ووكلائها منذ سبعة أعوام يقتلون ويدمرون وينهبون ويحتلون ويفعلون كل الموبقات والجرائم في طول اليمن وعرضه ، وأن هذا التصعيد تديره أمريكا مباشرة وقد سبقه تحريض مكثف انطلق من مستويات وظيفية أمريكية متعددة، بدءاً بمتحدثي البيت الأبيض والخارجية والمبعوث الأمريكي وليس أخيرا بالسفير الأمريكي المتواجد في الرياض.
أما الأكاذيب المكررة بادعاءات تحالف العدوان أن قصفه موجه ضد أهداف عسكرية، فقد ثبت للعالم أجمع أن هذه الأكاذيب والتضليلات ما كانت إلا غطاء مفضوحا للجرائم البشعة والمروعة التي ارتكبها العدوان ، فقد زعم العدوان أن حافلة أطفال ضحيان يتواجد فيها خبراء صواريخ ، وأنه استهدف في سوق الهنود بالحديدة خبراء أجانب ، ولا يمكن أن تندرج أكاذيب العدوان الأمريكي السعودي تحت مسمى “الهذيان” أو الزهايمر السياسي بل ضمن سياق تضليلي اتبعه العدوان منذ بدء حربه على اليمن على قاعدة “أكذب.. أكذب حتى يصدقك العالم”، وأن ترويج هذه الأكاذيب الرخيصة وتصديرها للعالم الهدف منه شرعنة جرائم العدوان المروعة في قتل الشعب اليمني، وتدمير بناه التحتية.
قصف المدنيين أطفالا ونساء ورجالا في المنازل والأسواق والأحزان والأفراح وفي كل الظروف والأحوال، وتدمير البنى والمنشآت الخدمية كالمياه والكهرباء والمستشفيات والمضخات وغيرها، أصبحت علامات دامغة في سجل العربدة السعوأمريكية ضد الشعب اليمني، والمجاهرة بها يمثل إسقاطا لكل الأعراف والقوانين الدولية، وانتهاكا سافرا لكل المواثيق والقوانين المتعارف عليها.
حرب الغرور والغطرسة على الشعب اليمني تدخل اليوم مرحلة جديدة بالتبريرات والذرائع التضليلية، وبالمجاهرة بتعمد قصف الأحياء السكنية والمنشآت، والمخازن، ومصانع ومعامل البلاستيك، والمستشفيات، والطرق والجسور والمدارس، ومؤسسات المياه والكهرباء، ومراكز حجز الأسرى، وورش صيانة السيارات، ولكل سبل ومقومات الحياة والمعيشة والترفيه، وكل ما يريد العدوان قصفه وتدميره ما عليه إلا مجرد إعلان إسقاط الحماية عنه، كما فعل في مطار صنعاء.
سبعة أعوام من الحرب الأمريكية السعودية الأوروبية على اليمن، متخمة بالتضليل والتدمير والقتل والحصار والتجويع، وبتدمير كل سبل ومقومات الحياة بغية “قتل الناس جميعا”، لم تخلُ ساعة واحدة خلالها من الأكاذيب والفجور والتضليل الذي يمارسه تحالف العدوان بقيادة أمريكا عبر منصاته الإعلامية والدعائية والسياسية وحتى الدبلوماسية ، ومما يحرص عليه تحالف العدوان – المصاب بداء قادته المعروفين بجنون العظمة والهوس – ما يطلقه على جرائمه بين الحين والآخر من أسماء وبطاقات يحاول من خلالها التعريف بعربدته في المدن والقرى والأرياف بأنها أفعال مشروعة ، والحقيقة أن لجم هذا العدوان المريض لن يكون إلا بتوجيه ضربات ناجعة مثل ضربات “بقيق وخريص”، بغية وقف عربدته وغطرسته المجنونة وتجنيب شعبنا وبلادنا خطر عدوانيته وتصرفاته الهوجاء.