بعيدا عن المخططات والأساليب الهادفة لتجريف الهوية اليمنية والتراث اليمني والقيم الثقافية والوطنية والدينية لهذا الشعب، والتي يشتغل عليها تحالف العدوان منذ سنوات طويلة بهدف تفكيك وتفسيخ النسيج الممانع للمشاريع الخارجية في البلاد، يبقى استمرار توصيف الحرب وأطرافها ودوافعها بمصطلحات مغلوطة ومجافية تماما للواقع، عدوانا مضافا إلى العدوان العسكري والاقتصادي الحادث، بل يفوقه خبثا، في محاولة تمييع القضية والخيارات اليمنية وإبقاءها في دائرة السيطرة.
نتحدث هنا عن التوصيف الأممي لهذه الحرب، والذي يثبت بالشواهد مدى الانحياز إلى جانب رواية تحالف العدوان والتسويق لها في البيانات والإحاطات الصادرة عن منظماته وهيئاته ومبعوثيه.
فالحديث عن القضية بكونها أزمة يمنية -يمنية كذبة كبرى في تفاصيلها المزيد من الكذبات، مثل توصيف ثلة من المرتزقة المنبوذين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بكونهم الطرف الرسمي والحكومي في هذا الصراع وبكون الموقف الثوري الشعبي والعريض المناوئ يمثل حركة تمرد أو انقلاب، أو حتى قوة سياسية معارضة في احسن التوصيفات، وكلها توصيفات تتجنى على الحقيقة و تتعمد قتلها مع سبق الإصرار.
كما يبنى على هذا الزيف تأطير وتبرير للدور السعودي والإماراتي في هذه الحرب، وتغييب للدور الحقيقي الذي يؤديه الأمريكي والبريطاني، وغض للنظر على الممارسات والتحركات التي يقوم بها كلا مما سبق على الميدان اليمني خارج إطار هذه المفاهيم الزائفة أصلاً.
بالمقابل يبنى على ما سبق إدانة ردة الفعل اليمنية وتجريمها، واعتبار الخيارات اليمنية المشروعة سياسيا وعسكريا خروجا عن منطق المعركة الزائف الذي يلوكونه ويسعون إلى تلقينه الرأي العالمي، ليطبخوا من مكوناته الحلول التي لن تكون إلا بنكهة ومذاق مدخلاتها المغلوطة، ومع ذلك يسعون إلى فرضها علينا وإدانتنا إن رفضناها أو أبدينا اعتراضنا على مضامينها.
ورغم تعقيدات الملف السياسي في ظل هذا الواقع إلا أن الأداء اليمني في هذا الملف ينجح في كشف هذه المغالطات وتعرية هذه المفردات في المحافل الدولية، ويساهم الواقع المعاش في دعم الرواية الوطنية، وبات اليمنيون يرون في هذا الأداء رهانا مضافا لرهانات النصر، إلى جانب الانتصارات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية التي تتحقق للموقف الوطني في الميدان، وتداعياتها الكفيلة بفضح قوى الهيمنة ومنظومتها الأممية، وإفقادها ما بقي لها من سمعة وحضور.