علماء في الذكرى السنوية للشهيد لـ”الثورة “”: الشهداء وأسرهم مسؤوليتنا أمام الله وواجبنا الديني والإنساني
الشهداء هم العظماء الذين قدموا أرواحهم ليحيا غيرهم في عزة وكرامة، واسترخصوا دماءهم ليرفض أبناء اليمن كل مشاريع الوصاية والعبودية، وهم من تركوا الدنيا بما فيها ليعيشوا عند ربهم أحياء يرزقون، ومع كل ذكرى سنوية للشهيد نتذكر هؤلاء الرجال وعطاءهم وما بذلوا ونبادلهم قليلاً من الوفاء من خلال السير على نهجهم والاهتمام بأسرهم وذويهم وتلمس احتياجاتهم تقديرا لتضحياتهم العظيمة التي توجها الله عز وجل بالنصر والصمود خلال سبعة أعوام من العدوان.
علماء تحدثوا لـ”الثورة” في الذكرى السنوية للشهيد عن واجب المجتمع تجاه الشهداء العظماء وذويهم وإليكم الحصيلة:الثورة / أحمد السعيدي
في البداية تحدث العلاَّمة فؤاد ناجي -عضو رابطة علماء اليمن ونائب وزير الأوقاف والإرشاد وشؤون الحج والعمرة -عن الواجب الديني والإنساني تجاه الشهداء الأوفياء حيث قال ” يجب علينا تجاه الشهداء أن نستذكر تضحياتهم في سبيل رفعة وعزة اليمن واستقلاله وسيادته وسعيه للتخلص من الهيمنة الخارجية، وكذا مآثرهم التي يستفيد منها الجميع في تعزيز ثقافة الجهاد والاستشهاد، ولا ننسى الاهتمام بجميع أفراد أسر الشهداء الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصمود باستقبالهم الشهداء برباطة جأش وعزيمة وإصرار على الدفاع عن الوطن، ولذلك فإن المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء أولاً هي التوعية بثقافة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن وما أعده الله تعالى للشهداء من كرامات ومنازل عظيمة في الجنة، ومن واجباتنا أيضا تعليم أبنائنا أن الشهادة التي نالها هؤلاء العظماء معناها الحضور ومعنى ذلك أن الشهيد حي حاضر وهذا معنى قول الله تعالى ” وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ” أي أنهم حاضرون ولم يفنوا ولم يغيبوا، وهكذا معنى قول الله تعالى في وصفه لعالم الغيب والشهادة لأن الشهادة عكس الغيب فالشهيد يسمى شهيداً لأنه حاضر في الدنيا في المواقف التي لا بد أن يكون حاضراً فيها وحاضر عند الله سبحانه وتعالى في مقام الكرامة، ومسؤوليتنا أمام الله والشهداء العظماء أن نبين للناس أن الفرق بين شهداؤنا، وصرعى مليشيات المرتزقة هو القضية والمشروع الذي يحمله شهداؤنا، بينما أولئك المرتزقة ليسوا سوى أدوات بأيدي غيرهم وليس لهم هدف أو قضية أو مظلومية ولا استقلال لهم في قرارتهم، فهم تبع لمن يدفع الأموال، ناهيك عن أن شهداءنا في الجنة وصرعاهم في النار لأنهم لا يدافعون عن شعبهم وعن الغزاة، بل يسهلون للعدو الأجنبي أن يحتل أرضهم وبلدهم، وهم أداة وجزء من مشروع التطبيع والعمالة التي بدأت تظهر وتعلن صراحة كحركات التطبيع المتسارعة مع العدو الصهيوني من قبل البحرين والإمارات والأردن والمغرب وغيرها، أيضا هم يتلقون التوجيهات كما نرى في المناطق المحتلة والغزاة هم من يشكلون حكوماتهم ويسندوهم بالطيران، بل ويقصفونهم إذا خالفوا أوامرهم وبالتالي هم مرتزقة، وإذا كان ما يقومون به ليس خيانة فليس في الأرض خونة، أما شهداؤنا فهم شهداء القرآن الذي حملوه في سلوكهم وفي واقعهم، شهداء القدس، وما تم الاعتداء عليهم إلا لأنهم آمنوا بقضية فلسطين وكفروا بإسرائيل ولأنهم رفعوا شعار البراءة من إسرائيل ولم ينخرطوا في مشروع العمالة والخيانة وجعلوا قضية فلسطين قضيتهم المركزية وتبرأوا من أعداء الله”.
حقوق الشهداء على الأحياء
أما العلاَّمة صالح الخولاني -وكيل وزارة الإرشاد- فقد تحدث لـ”الثورة” فقال ” لا شك أن للشهداء الدور الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى في ما حققه الشعب اليمني خلال سنوات العدوان، وأيضا لا ننسى الجرحى فالشهداء قد قدموا أرواحهم من أجل أن يعيش الشعب اليمني في عزة وكرامة، ولكي تستمر الحياة كما هي في المناطق المحررة، ولولا دماء الشهداء لرأينا السحل والذبح يطال أبناء المجتمع كما يحدث في المناطق المحتلة والتدمير والشحناء فيما بينهم من أجل إرضاء الغزاة .. إن دماء الشهداء هي التي جعلتنا نعيش في أمن وأمان، ويكفي الشهيد قول الله تعالى ” وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ “فهم في حياة أبدية منذ استشهادهم وهذا هو الفوز العظيم”
تذكيرا للمجتمع بعظمة ما قدمه الشهداء وأسرهم، أقول: إن الاهتمام بأسر الشهداء مسؤولية الجميع مؤسسات ومنظمات ومجتمعاً ككل لأن الشهيد رحل مدافعا عن هذا الشعب، وفي الحقيقة أن كل ما تقدمه المؤسسة يعد قليلاً في حق أسر الشهداء التي ضحت وقدمت فلذات أكبادها من أجل عزة وكرامة أبناء الشعب اليمني، ورسالتنا لأبناء الشعب بجميع فئاته أن أسر الشهداء مسؤولية الجميع وليس مؤسسة الشهداء بعينها والتقصير في هذه المسؤولية هو تقصير في المبادئ والقيم والأخلاق فأقل واجب نقدمه للشهداء هو تكريم أسرهم التكريم الذي يليق بهم حتى الابتسامة لهم مطلوبة مع أنهم لا ينتظرون منا شيئاً لكن لا بد ان نقدم القليل الذي لن يصل إلى ما قدموا من عطاء وبذل لأرواحهم في سبيل الله والمستضعفين في الأرض”.
مواكب الشهداء
وبدوره تحدث العلاَّمة محمد الأهدل- عضو رابطة علماء اليمن- عن دور المجتمع تجاه الشهداء وأسرهم حيث قال “في الوقت الذي قام فيه بعض المرتزقة المحسوبين على الوطن بتجنيد أنفسهم لخدمة العدوان وتنفيذ مخططاته الرامية لتمزيق اليمن وقتل اليمنيين برز رجال يقفون بثبات في صف اليمن وحملوا على عاتقهم الدفاع عن تراب الوطن الغالي وكرامة أبنائه الأحرار في وجه تحالف عربي ودولي قذر، ومن هؤلاء الأبطال من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ومن سقطوا شهداء فقد اصطفاهم الله ليكونوا عظماء سعداء عند ربهم فرحين بما آتاهم ويحظون بعد رحيلهم بمواكب تشييع مهيبة حين يزفهم اليمنيون إلى مثواهم الأخير بالفرح والسرور والأهازيج والطبول في صورة صمود رائعة تليق بحجم وعظمة تضحياتهم..
وواجبنا تجاههم هو أن نواصل مسيرة جهادهم بالسير على دربهم وأن ننهج نهجهم من خلالِ اتباع أعلام الهدى، فهم سفينة النجاة التي من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك وهوى ، فنحنُ إن لم نستطع أن نواجه الباطل إلى حدِ الشهادة نستطيع أن نحمل رسالة الشهيد إلى حدِ الموت .
وواجبنا نحو جميع أفراد أسر الشهداء رعايتهم والاهتمام بهم والإحسان إليهم لأنهم بذلوا فلذاتِ أكبادهم في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الأرضِ والعرض وهم من بنوا لبنات العزة والحرية، فكل أسرة قدمت شهيدًا في سبيل الله بنت لبنة في صرح الإسلام العالي وبنيانه العظيم.
ومن واجباتنا أيضا المشاركة الفاعلة في مواكب تشييع الشهداء من خلال الحشود الكبيرة التي تؤكد عظمة الشهادة في قلوب اليمنيين الذين يقدمون التضحيات بسخاء ويؤكدون مع عون الله وأحقية القضية حتمية النصر القريب، وما ذلك على الله بعزيز، فكلما شيع اليمنيون شهيداً استعد عشرات المجاهدين للتعويض ومواصلة الجهاد في وجه الباغي والمعتدي والعميل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة اليمنيين الذين يشترون العزة والكرامة لهم ولغيرهم بدلاً من عيش الذل والخنوع للغزاة المحتلين.