الثورة /
يحل اليوم العيد الرابع والخمسون للاستقلال اليمني من الاحتلال البريطاني البغيض ، ففي مثل هذا اليوم طُرد آخر جندي بريطاني من الوطن الحبيب ورُفع علم الاستقلال بعدما أنزل الثوار علم الاحتلال البريطاني ، على أن هذا العيد المجيد يمر اليوم والجزء العزيز من وطننا -الذي حرره الأجداد المناضلون من الاحتلال قبل 54 عاماً- خاضع للاحتلال الجديد القديم ، على أن ما في الثلاثين من نوفمبر هو الدرس والمعنى الكبير ، فقد كان هذا اليوم عام 1967 محصلة لتضحيات غالية وجسيمة قدمها أبناء الشعب اليمني على دروب الحرية والاستقلال ، وهو اليوم يشكل قاعدة ارتكاز لا بد أن يستلهم شعبنا في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة المسار الصحيح وبواعث الثورة والتحرير، فما تعيشه الحبيبة عدن وسواها من المحافظات الجنوبية والشرقية من أوضاع بائسة وقاسية على المستوى المعيشي..ومن انفلات وفوضى أمنية ، ومن إذلال وإهانة يتعرض لها المواطنون هناك من قبل الاحتلال والمرتزقة كل ذلك يستدعي النهوض الشامل في ثورة تحرير ضد الغزاة والمحتلين ، تتآزر مع أبطال اليمن الميامين في جبهات الكرامة والقتال ، وتزيح هذا الكابوس الجاثم على عدن وحضرموت ولحج وغيرها. وفيما ترتفع أيادي النضال في المحافظات الحرة لمواجهة العدوان والغزو الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن ، يبدو عيد الاستقلال والكرامة في عدن مناسبة حزينة وبلا مناضلين ، لا لأن عدن الحبيبة وسواها من المحافظات المحتلة في الجنوب والشرق لم تعد تعيش الشعور بحالة الاعتزاز بما حققه الأجداد من إنجاز التحرير حينها فحسب ، بل لأن المحتل اليوم أحقر من وصفه بذلك ، ولأن هذا المستوى من الوضاعة ما كان لها أن تحل لولا حشد وطوابير العمالة والارتزاق ممن تجندوا في صفوف الإماراتيين والسعوديين كأدوات وبيادق بلا ثمن. حتى ونحن نتابع الوضع المأساوي في عدن وما صارت إليه من قسوة نتأكد أن تحريرها من الغزاة صار أقرب مما مضى ، فاليمنيون اليوم أشد عزيمة وقوة بشكل قد يفوق الأجداد المناضلين للاحتلال البريطاني ، ونحن اليوم نتحدث عن هذه المناسبة المجيدة وننطلق منها لما تشكله من حصانة تاريخية متجددة من شأنها توحيد الصفوف وفرز المواقف وترميم العلاقات التي أفرزها الغزاة والمحتلون والمرتزقة ، كما أن الاحتفال بهذه المناسبة -وما تحمله من معان وقيم تحررية عظيمة- يمثل إدانة أخلاقية للمرتزقة العملاء الذين يمارسون دور القواد للمحتلين ، وفي نفس الوقت فهذه المناسبة تقيّم وضعنا وتفرز حالات الخيانة عن الوطنية وبما يسهم في توجيه المواقف وتصويبها إزاء الأحداث التي نشهدها اليوم.
قد يعجبك ايضا