الأمم المتحدة تغلق مطار صنعاء أمامهم ورحلاتها تجاوزت 5 آلاف و500 رحلة
مرضى الفشل الكلوي.. رحلة استجداء الحياة
4 آلاف و850 مريضاً بالفشل الكلوي في المحافظات المحررة بحاجة للسفر إلى الخارج لإجراء عملية زرع الكلى
مطار صنعاء الدولي دخل الربع الثاني من العام السادس لإغلاقه
تتفاقم معاناة مرضى الكلى بسبب حصار مطار صنعاء والحيلولة دون السفر للحالات الخطيرة و تعذر الحصول على الأدوية، ومع دخول كثير من مراكز غسيل الكلى مرحلة الانهيار بسبب الحصار الجائر، فإن هذا المرض أصبح في كل يوم يفتك باليمنيين، وما زاد الطين بلة النقص الكبير في مراكز غسيل الكلى حيث يوجد في العاصمة صنعاء 4 مراكز حكومية لغسيل الكلى وخمسة مراكز خاصة وفي المحافظة صنعاء مركز وحيد وفي سائر المحافظات المحررة لا يوجد سوى 18 مركزا، ومع توقف البرنامج الوطني للإمداد الدوائي والمركز الوطني عن توزيع الأدوية المجانية للمرضى الذين لم يعد أمامهم سوى البحث عنها في السوق التجارية وأمام عجز الآلاف عن دفع ثمنها فإنهم يواجهون المصير المحتوم و عذاب الموت البطيء.. تفاصيل أكثر في السطور القادمة:
الثورة / حاشد مزقر
تلك مأساة كل مريض بالفشل الكلوي.. (عبدالكريم أبوطالب) واحد من هؤلاء يعرفه الناس بوجهه الشاحب وجسده النحيل الذي اثقل كاهله المرض وهو دائم التردد على مركز غسيل الكلى في أمانة العاصمة ..هو الذي قادته ظروف الحياة ليعيش واقعا مريرا مع الفشل الكلوي «عبدالكريم» وعمره اليوم 52 عاماً يعاني ويكابد أوجاع الألم مما جعل ابنه الأصغر (محمد) يتحمل مسؤولية 4 بنات بالإضافة إلى والديه (الأب والأم) وتكاليف العلاج باهظة الثمن والتي لم يعد قادرا على تأمينها بعد انقطاع الأدوية من القطاع العام وارتفاع أسعارها في الصيدليات حتى بعد أن اضطرته الظروف القاهرة للخروج من مدرسته إلى الشارع والقرية والمدينة «حاملاً أوجاع والده في قلبه».
لم يعد هناك قريب أو صديق لوالده إلا وطلب «ودود» منه المساعدة كما يقول، ويضيف : أصبحت ظروف الناس صعبة للغاية بسبب انقطاع الرواتب، وعدوان الآثمين على اليمن، وليس هناك خيار آخر سوى السفر للخارج لإجراء عملية زراعة كلى لوالده وفي ظل الظروف الراهنة وإغلاق مطار صنعاء ليس هناك من خيار سوى الانتظار واستمرار والدي في آلامه وأوجاعه.
مرارة المرض
بدر النعماني هو الآخر يعيش واقعا مريرا مع أوجاع الكلى وعمره اليوم 46 عاماً أصبح من المداومين أسبوعيا على مراكز الغسيل الكلوي الخاصة فهو يعاني المرض ويكابد أوجاع الألم خلال السنوات الأخيرة مما جعله متأكدا من انخفاض قدرة و فعالية الأدوية بسبب ضرورة إجراء عملية حاسمة في الخارج تنهي أوجاعه فلم تعد الأدوية سوى عامل مهدئ والتي أصبحت تكاليفها باهظة الثمن، كما أنه لم يعد قادرا على تأمينها بعد انقطاع الأدوية من القطاع العام وارتفاع أسعارها في الصيدليات ليتجرع دواء مشكوكاً في صلاحيته للأسف، وكل ذلك بسبب عدوان الآثمين على اليمن.
سمير هزام -تعرض لحادث مروري مؤلم تأثرت خلاله إحدى كليتيه وتقرر استئصالها وما أن غادر المستشفى بعد رفضه لقرار الطبيب المعالج بإجراء العملية بسبب انخفاض نسبة نجاح العملية- لا يزال الموت يترصده كما يترصد حياة آلاف اليمنيين نتيجة الحصار على مطار صنعاء ونتيجة لاستمرار أعمال الاختطاف والقتل في الطرق المؤديه إلى مطاري عدن وسيئون التي يسيطر عليها المرتزقة .
آلاف الحالات تحتاج للسفر
وزارة الصحة حذرت من كارثة بسبب المرضى اليمنيين جراء استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل قوى العدوان أمام المرضى المحتاجين للسفر للعلاج في الخارج بعد أن بلغ عدد المرضى بالفشل الكلوي في المحافظات الحرة أكثر من 4850 مريضاً معظمهم بحاجة للسفر إلى الخارج لإجراء عملية زرع الكلى.
وذكرت الوزارة أن هناك نقصاً كبيراً في مراكز غسيل الكلى حيث يوجد في العاصمة صنعاء 4 مراكز حكومية لغسيل الكلى وخمسة مراكز خاصة وفي المحافظة صنعاء مركز وحيد وفي سائر المحافظات الحرة لا يوجد سوى 18 مركزا.
5500 رحلة للأمم المتحدة
من جانبه قال مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، إن عدد المسافرين عبر مطار صنعاء الدولي قبل العدوان كان يبلغ مليوني مسافر سنويا وصولا ومغادرة وبمعدل 5 آلاف مسافر يوميا من وإلى أكثر من عشرين وجهة.
وأوضح أنه كان يعمل في مطار صنعاء قبل العدوان أكثر من 50 شركة طيران محلية وعربية ودولية وكان معظم المسافرين من المرضى للعلاج في الخارج.
وأشار إلى أن المطار كان يسير، قبل العدوان، 3 رحلات جوية يوميا إلى مصر والأردن للعلاج وعلى متنها متوسط ما بين 170 إلى 200 مريض للعلاج في الخارج.
ولفت إلى أن مطار صنعاء الدولي دخل الربع الثاني من العام السادس على إغلاقه فيما بلغ عدد رحلات المنظمات الأممية عبر المطار منذ بداية العدوان أكثر من 5500 رحلة.
هذه الأرقام المتصاعدة للمرضى توضح خطورة الحالة التي وصلت إليها الخدمات الصحية في بلادنا نتيجة للعدوان وحصاره المستمر ليصبح الموت عند هذه الحدود الكارثية هو الأقرب بل إنه صار رصاصة الرحمة لكل مريض أصبح غير قادر على السفر وغير قادر على شراء العلاج أو الوصول إليه بفعل شحة الدواء وغلاء ثمنه في السوق المحلية.