ارتفاع جنوني في أسعار المواد الاستهلاكية في عدن
التجار يوقفون البيع بالآجل ويعتمدون العملات الأجنبية في التعاملات التجارية بدلاً عن الريال اليمني
الثورة /
أشعلت الانهيارات المستمرة للعملة المحلية أسعار السلع الغذائية الأساسية والاستهلاكية في مدينة عدن وبقية المحافظات المحتلة، ودفعت التجار إلى إيقاف البيع بالآجل واستبدال الريال بالعملات الأجنبية في التعاملات التجارية.
وقال مواطنون في مدينة عدن، إن الانهيار المستمر للعملة أمام العملات الأجنبية انعكس على أسعار المواد الغذائية الأساسية التي تشهد ارتفاعات جنونية، مؤكدين أن كيس القمح سعة 50 كيلو وصل سعره –أمس الأول- إلى 45 ألف ريال، مشيرين إلى أن سعره زاد خلال الـ 24 ساعة الفائتة بمقدار 3 آلاف ريال.
وأكدوا أن مرتب الموظف أصبح بالكاد يغطي قيمة كيس ونصف الكيس من القمح، الذي بلغت نسبة الزيادة في أسعاره ما يقارب 700 % عما كانت عليه في العام 2015م.
ولفتوا إلى أن مختلف أنواع السلع والمواد الغذائية تشهد ارتفاعاً جنونياً في أسعارها، الأمر الذي جعل الكثير من المواطنين يعجزون عن شراء احتياجاتهم، منوهين إلى أن معاناتهم تنذر بتفجر ثورة ضد سياسات التجويع التي تستهدفهم وتحرم أطفالهم من القوت الضروري للحياة.
وأدت الانهيارات المستمرة للريال أمام العملات الأجنبية، وعدم استقراره في أسواق الصرف، إلى امتناع التجار عن البيع بالآجل واعتماد العملات الأجنبية في التعاملات التجارية بدلا عن الريال.
وقال اقتصاديون إن انهيار العملة المحلية وعدم استقرارها يعد أبرز الأسباب التي دفعت التجار في مدينة عدن المحتلة إلى الامتناع عن البيع بالآجل لفقدانهم الثقة في العملة المحلية، الأمر الذي زاد معاناة المواطنين تفاقما.
ولفتوا إلى أن لجوء التجار لاعتماد العملة الصعبة في التعاملات التجارية وعمليات البيع للسلع الغذائية والكماليات وغيرها من احتياجات المواطنين اليومية، يشير إلى أن انعدام الحلول وفشل حكومة المرتزقة وفقدان سيطرتها المالية بصورة يصعب إنقاذها.
وأكدوا أن انهيار المنظومة المالية والمصرفية في المحافظات المحتلة أدى إلى نتائج كارثية وأفقد العملة المحلية قيمتها الشرائية، ودفع التجار لإيقاف البيع الآجل بالريال للبقالات ومحلات التجزئة، وهو ما يعني تغيير نظام التجار وعدم قبول الريال واستبداله في التعامل بالعملات الأجنبية، لحماية رأس مالهم من الانهيار.
ونوه الاقتصاديون إلى أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون، وحرصهم على توفير احتياجات أسرهم تدفعهم لقبول احتساب قيمة مشترياتهم “الآجلة” بالعملات الصعبة، الأمر الذي ينتج عنه ارتفاع مديونياتهم للتجار بارتفاع أسعار الصرف، في ظل انقطاع الرواتب وعدم اكتراث حكومة المرتزقة لما يعانيه المواطنين.
يشار إلى أن مدينة عدن وبقية المحافظات المحتلة شهدت إضرابات شاملة وتظاهرات غاضبة منددة بتدني كافة القطاعات الحيوية وأبرزها القطاع الاقتصادي والخدمي والأمني وغيرها من القطاعات التي تساعد على توفير حياة مستقرة للمواطنين، إلا أن تلك الاحتجاجات قوبلت بالقمع من قِبل المليشيات التابعة لتحالف العدوان ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين الغاضبين.