فائض النفاق والعنتريات الأمريكية الفارغة
عادت الإدارة الامريكية إلى تصعيد الحرب على اليمن مجددا بعدما زعم الرئيس الأمريكي بايدن بأنه سيعمل على إنهائها وقطع وعودا مكررة بوقف تسليحها ، وبكل صلافة سمحت إدارة بايدن بصفقة أسلحة جديدة إلى السعودية ، ودفعت بالنظام السعودي إلى تصعيد القصف الجوي على المدن والمحافظات اليمنية ، وقام المبعوث الأمريكي بزيارات إلى فصائل المرتزقة في عدن والساحل لتصعيد الموقف الميداني عسكريا ، وما زالت الإدارة الأمريكية تقف حجر عثرة أمام مفاوضات السلام وجهود التسوية السياسية ، وما زالت إدارة بايدن تعتبر الحرب الإجرامية على اليمن حربا تتمول منها بملايين الدولارات ، ومازالت تقود هذه الحرب وتشرف عليها وتديرها ، وتمعن في حرب التجويع والحصار على الشعب اليمني الذي بات يتعرض لأسوأ ازمة إنسانية في العالم بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
لقاءات وزير الدفاع الأمريكي ومسؤولين من وزارة الدفاع الأمريكية مع قيادات المرتزقة في البحرين وما جرى فيها من نقاشات حول العدوان على اليمن كلها تؤشر إلى أن أمريكا تقود فصلا جديدا من التصعيد العسكري على اليمن ، على خلاف الأكاذيب والمزاعم التي رددها جو بايدن خلال حملته الانتخابية بأنه سيعمل على إنهاء الحرب على اليمن وتحقيق تسوية سياسية.
مجددا تُخرِج الإدارة الأمريكية ما في جعبتها من شرور وفتائل الحرب على اليمن لتشعل بها جبهات الساحل الغربي، ولتدفع بالنظام السعودي إلى التصعيد العسكري بالغارات والقصف الجوي على المدن والمحافظات اليمنية وفي إرسال مزيد من صواريخ جو-جو التي تستخدمها في قتل المدنيين وتدمير المنشآت المدنية في اليمن، مدفوعة بالأوهام المستفحلة والتورمات الناتجة عن الفشل المستمر منذ سبعة أعوام.
الإدارة الامريكية تكذب بما يفيض عن مقدرتها على تذكُّر ما تكذب به، وعندما تصدمها ذاكرة الشعوب التي يتوهمون غفلتها تتراكض خلف شعاراتها وتعيد تسويق عناوينها المضللة عن السلام والديمقراطيات والحريات وعن الإنسانية ، لكن عليها اليوم أن تعرف بأنها تواجه شعبا متسلحا بالوعي ويمتلك اليقين القطعي بأن لا شعار ولا عنوان بمقدوره أن يدلس ويخفي حقيقة أن أمريكا تقتل الشعب اليمني وتقود العدوان والحصار عليه ، وبمقدور المسؤولين الأمريكيين أن يشاهدوا الجماهير التي احتشدت يوم أمس في ساحات وميادين كثيرة تحرق العلم الأمريكي وتردد شعارات الموت لأمريكا.
ماذا يعني التصعيد العسكري الذي تقوده الإدارة الأمريكية على اليمن، بعدما قطع الرئيس الأمريكي جو بايدن وعودا كثيفة بأنه سيعمل على وقف هذه الحرب الإجرامية التي تتعرض لها اليمن وفي غضون أشهر وتعهد بإحلال السلام ، إلا أن بايدن لا يختلف عن ترامب يكذب ويضلل وينافق العالم.
ثم ماذا يعني أن يقوم بايدن عبر وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين بإعادة تصدير الأسلحة التي تستخدم في قتل الشعب اليمني بعدما تعهد بوقف صادرات السلاح وقال حينها –خلال خطاب التنصيب- انه أصدر قراراته بذلك!
لا يضيف التصعيد الأمريكي للحرب على اليمن شيئا جديدا بقدر ما يكشف الكذب والتضليل الذي يمضي به رئيس الإدارة الامريكية جو بايدن ، ولا تضيف صفقة الأسلحة الجديدة المتجهة إلى السعودية من وزارة الدفاع الأمريكية جديدا إلا أنها تكشف الوجه المنافق عن أمريكا وعن المسؤولين الأمريكيين ، ولا تدليس بمقدوره بعد الآن يمكن لبايدن ومسؤوليه أن يمرروه على الشعب اليمني بعدما بان من كذبهم ، وما انكشف من نفاقهم الفائض إلى حد كبير.
وبعيداً عن رسائل التهديد التي حاولت الإدارة الأمريكية إطلاقها باتجاهات مختلفة عبر وزير دفاعها من منصة البحرين، سواء ما كان يتعلق بشأن اليمن أو ما يتعلق بشأن المنطقة فإنها تهديدات فارغة تحاول أمريكا كسب تنازلات بها.
أمريكا اليوم في أضعف حالاتها على الإطلاق وهي تمر بضعف غير مسبوق منذ احتل الأوربيون القارة وطردوا السكان الأصليين الهنود الحمر منها، وسحق تهديداتها وأجنداتها سهل وبسيط إذا ما تحركت الشعوب بقوة وفاعلية لإسقاطها، وأمريكا اليوم في ذروة نفاقها وتضليلها منذ نشأ هذا الكيان، ولا يجب أن نصدق أي حديث يروّجه الأمريكيون عن السلام وما يشابه هذا العنوان.
ما تقوم به أمريكا وحلفاؤها في العدوان على اليمن هي محاولة أخيرة للي ذراع الشعب اليمني وتليين موقفه الصلب، وبالتأكيد لن يفضي إلى أي نتيجة تتطلع إليها أمريكا وعملاؤها في المنطقة داخل تحالف العدوان، ولو كانت الحرب والتصعيد العسكري تجدي مع الشعب اليمني لكان هذا مع ذروة الحرب التي تشن على اليمن، وما لم تحققه سبعة أعوام لا تحققه ما بعدها، وبالتأكيد تحتاج إلى وقفة شعبية يمنية شاملة انطلاقاً من أن السلام سيحصل بالقوة.
بقلم /رئيس التحرير: عبدالرحمن الأهنومي