40 ألف طن حصاد زراعة 8 آلاف هكتار من محصول الذرة الرفيعة في مديرية الصفراء - صعدة
خبرات يمنية تحسّن بذور قمح محلي بقدرة إنتاجية 150 حبة في السنبلة
الثورة /
أوضح مدير مكتب الزراعة والري في مديرية الصفراء محافظة صعدة المهندس محمد قاسم العيزور أن مديرية الصفراء تتميز وتشتهر بزراعة الحبوب من الذرة الرفيعة، والذرة الشامية، والقمح، والبقوليات والخضراء، وتعتمد في الري على مياه الأمطار، وحصاد مياه الآبار السطحية.
وأكد أن إجمالي المساحات المزروعة تزيد عن 8000 هكتار، تزرع في موسم الصيف ذرة بأنواعها، ويقدر إنتاج الهكتار الواحد من محصول الذرة بـ 4 – 5 أطنان، بإجمالي 40 ألف طن سنويا في أفضل أحوال هطول الأمطار، مضيفا “وفي فصل الشتاء يزرع القمح بنسبة 70-50 %”.
ونوه بأنه وزميليه المهندس زكريا المتوكل، والمهندس عبدالله الوادعي حققا نجاحا جيدا في انتخاب نوع جديد من بذور القمح عالية الجودة اطلقا عليها اسم مزارع ساعدهم في تهيئة مزرعته لتجارب الانتخاب هو “أبو حبيب”.
وأكد العيزور أن هذا النوع من البذور حقق- من واقع التجربة- إنتاجا بلغ 9-8 أطنان للهكتار الواحد، وبجودة عالية حققت رواجا في سوق البذور حيث وصل سعر كيس البذور عبوة 50 كجم إلى 50 ألف ريال يمني.
وفي رد له على سؤال الصحيفة عن أصول البذور التي تم الانتخاب منها، تطرق العيزور إلى أن مزارعي المنطقة قاموا بزراعة أصناف محلية متعددة في موسم من المواسم، فكان من أثر ذلك ظهور نوعين من السنابل، قصيرة وأخرى طويلة، وخلال الزيارات الإرشادية من قبل الفريق ومتابعة الحالة وتكثيف عملية الإرشاد للمزارع مع كل مرحلة من مراحل النمو جاء وقت انتخاب البذور ذات 150 حبة في السنبلة، ويتم بموجبها إجراء عملية الزراعة في أكثر من حقل تم خلالها إجراء عملية استنباط النقاوة العالية واستبعاد الأدنى حتى كتب للتجربة النجاح في تنقية هذا الصنف.
وحاليا تتم الزراعة بهذا الصنف الذي يتميز بأن زراعة بذرة واحدة منه تخرج عدداً يفوق 6 سنابل بساق يتجاوز في سمكه حجم قلم الرصاص.
وأكد المهندس العيزور أن المكتب قام بتدريب بعض من مزارعي المنطقة على عملية انتخاب بذور هذا الصنف من القمح، كما تم تزويد المزارعين بطرق وأساليب إكثار بذور هذا الصنف، والسعي لإنشاء بنك البذور لكل مزارع بما يحقق الاكتفاء الذاتي للمزارعين.
أما في يخص أهم المشكلات التي تعاني منها الزراعة في مديرية الصفراء، فيؤكد المهندس الغيزور أن اهم وأكبر إشكالية تعاني منها الزراعة هي اندثار الخبرات الزراعية القديمة بشكل عام، وعلى مستوى الري بشكل خاص.
وأشار إلى أن من شأن العودة إلى تفعيل الطرق والأساليب من خبرات الآباء والأجداد في حفر الآبار، وبناء وتشييد الحواجز والقنوات المائية جوار الجبال وحواف الوديان وفق أدق التصاميم الإنشائية والتوزيعات الكمية والزمنية في الري هو وحده الكفيل بإنعاش الزراعة في المديريات إلى أضعاف ما هي عليه الآن.
وفيما يخص أسباب ظهور أنواع من الأمراض والآفات الزراعية، ثم كوارث تصلب التربة وتملحها، وأخيرا ظهور ما يسمى بالنقز- وهو تجرثم جذور المحاصيل الذي يؤدي بمحاصيل الحبوب والخضروات وأشجار الفاكهة والقات إلى الاصفرار ومن ثم اليبس نهائيا- فيشير المهندس العيزور إلى أن الخالق الزارع سبحانه وتعالى قد وضع في الكون معالم ومواقيت زراعية وحدد لكل ميقات من المحاصيل والتربة والمناخ ما يناسب للزراعة فيه، وعلم الإنسان ما لم يعلم من كيفيات الاحتساب والاستغلال الأمثل لهذه المواقيت.
وأضاف “الإنسان بفعل ما في الكون من متغيرات وما يحصل من قفزات نوعية علمية بغرض مواكبة ما تطرأ من زيادة مضطردة في تعداد سكان الكرة الأرضية حاول أن يتجاوز هذه المعالم والمواقيت بغرض إحداث تسريع وزيادة في كميات الإنتاج لسد الحاجة المتزايدة على الغذاء من خلال منتجات التدخل الكيميائي من الأسمدة والمبيدات ولكن هذه المحاولات أثبتت في كثير من الحالات عدم جدواها لعدة أسباب أهمها عدم ملاءمتها للبيئة”.
وأهاب العيزور بالمزارعين العودة إلى العمليات الزراعية المتوارثة عن الآباء والأجداد، والتي حافظت لكل محصول على موسم زراعي له بداية ونهاية، بدءا من إضافة الذبل وحرث التربة بطرق مناسبة ووضع مسافات ذري محددة تضمن توفير أجواء تعقيم ومكافحة وبائية طبيعية هي التعرض لكمية أشعة الشمس والتهوية المناسبة بالإضافة إلى عمليات التقليم والتعفير بالتراب وتحديد كمية وزمن ري كفيلة بصيانة ونمو المحصول بصورة طبيعية.
ولفت إلى أن من شأن استخدام التدخل الكيميائي أن يحدث تسريعا وزيادة في التخصيب والحصول على كميات إنتاج أوفر لفترات معينة، مستدركا “لكن ذلك لا بد أن تكون له عواقب هي ما يشكو منه غالبية المزارعين، وخاصة في حالات الاستخدام الارتجالي والعشوائية المفرطة”.