جاء ذلك خلال استماع مجلس النواب في جلسته اليوم برئاسة نائب رئيس المجلس حمير بن عبدالله الأحمر إلى التقرير المقدم من رئيس مجلس الوزراء بشأن الأداء الحكومي لعام 2009م. حيث أستعرض رئيس الوزراء في سياق عرضه للتقرير إنجازات الحكومة خلال العام الماضي.. مشيرا الى أن أداء الحكومة عام 2009م كان استثنائياٍ سواء فيما يخص التحديات او المعوقات التي صاحبته بشكل متزايد عن غيره من الأعوام السابقة والمتمثلة في انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية وما قابله من انخفاض في الانتاجيه أو ازدياد أعباء نمو الإحتياجات المختلفة للمجتمع من السلع والخدمات أمام التحديات المتصلة بارتفاع معدل النمو السكاني والتشتت الجغرافي للتجمعات السكانية التي تزيد عن (130) ألف تجمع.
وبين الدكتور مجور ان التحديات تمثلت كذلك في بطء نمو معدلات الإلتحاق بالتعليم العام والنقص في المبنى المدرسي والإحتياجات المتزايدة للطاقة الكهربائية وأزمة الموارد المائية وكذا ارتفاع نسبة الأمية وتزايد معدلات البطالة وغيرها من التحديات والصعوبات التي شهدها عام 2009م في ظل محدودية الموارد والإمكانيات. وقال رئيس الوزراء” هذه المؤشرات لاتنبئ عن استحالة معالجة هذه التحديات والإستسلام لها ولا هو إعلان عن حالة الإحباط والتشاؤم لكنها نظرة إصرار وتفاؤل وعزيمة للتغلب على هذه التحديات بالإعتراف بها كمشاكل عامة وقضايا وطنية تشغل بال الرأي العام والسلطة معاٍ وهناك ما يثبت إمكانية حلحلتها ومعالجتها لشواهد حاصلة بدأت خطوات المعالجة لها بقرار القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية بوقف العمليات العسكرية في صعدة وتقليص الإنفاق العام قدر الإمكان خصوصاٍ في البنود غير الضرورية أو المؤثرة على عملية الإنتاج والتنمية والتحرك المشترك والتنسيق الدولي لمواجهة ظاهرة القرصنة البحرية في خليج عدن والبحر العربي التي لازالت مستمرة في التنفيذ “.
واستعرض ما حققته الحكومة خلال عام 2009م من إنجازات ملموسة ومؤشرات جيدة في التعامل مع هذه القضايا والتحديات وصولا لتحقيق معدلات نمو متفاوتة في معظم قطاعات الإقتصاد والإدارة . وأشار الى الإنجازات التي حققتها الحكومة على صعيد مكافحة الإرهاب من خلال تضييق الخناق على تنظيم القاعدة وموارده المالية والحد من عملياته الإرهابية وقتل عدد من أعضائه وإلقاء القبض على عدد آخر فضلاعن إغاثة النازحين جراء فتنة التخريب والتمرد بمحافظة صعدة وحرف سفيان من خلال تأمين 13 مخيم إيواء رسمي استوعبت ما يقارب (80) ألف نسمة من إجمالي النازحين البالغ عددهم حوالي (350) ألف نسمة واستكمال إعادة إعمار ما يقارب(9) ألاف منشأة خلال النصف الأول من العام 2009م بلغت تكلفتها 5ر1 مليار دولار. ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى الإهتمام المتزايد والملموس بتنفيذ منشآت خليجي (20) في محافظات (عدن لحج أبين) التي ستستضيفها اليمن في الأسبوع الأخير من الشهر القادم. وقال” الانجازات التي حققتها الحكومة على الصعيد الاقتصادي تمثلت في انخفاض معدل التراجع السنوي للنفط الخام إلى 4 بالمائة مقارنة بالمتوسط للأعوام 2006م – 2008م البالغ 8 بالمائة وذلك نتيجة لأعمال الحفر التطويري في عدد من الحقول النفطية واستكمال انشاء محطة مأرب الغازية الأولى لإنتاج الكهرباء بقدرة (341) ميجا وات وتشغيلها وإدخالها في الخدمة خلال النصف الأول من العام 2010م للحد قدر الإمكان من الإنقطاعات الكهربائية المتكررة الى جانب تشغيل مشروع انتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال الذي سيسهم في تنمية الإيرادات العامة للدولة لعام 2010م بحوالي (80) مليار ريال وتنفيذ عدد من الطرق الداخلية والدولية بطول (1235) كيلو متر لتصل إجمالي الطرق في الجمهورية الى ما يقارب (15) الف كيلو متر”. وأضاف ” كما تمكنت الحكومة من مواجهة تداعيات كارثة الأمطار والسيول في محافظتي حضرموت والمهرة وإنشاء مبنى في العاصمة صنعاء للمركز الإقليمي لمكافحة القرصنة بدعم الإتحاد الأوروبي والمنظمة البحرية الدولية وتجهيز المركز بالمعدات وأجهزة الإتصال.
وتطرق إلى جهود اليمن في مكافحة القرصنة البحرية في البحر العربي وخليج عدن والتي توجت بإحباط عدد من عمليات القرصنة والقبض على (14) قرصاناٍ وتسلم (30) قرصاناٍ ممن تم ضبطهم من قبل السفن الدوليةالتي تعمل على مكافحة القرصنة في البحر العربي . وقد عقب عدد من نواب الشعب على ما جاء في تقرير رئيس الوزراء مؤكدين ضرورة أن تعمل الحكومة على تقديم الحلول الناجعة لمسألة العجز في الموازنة والعمل بجدية على تخفيف حدة البطالة والفقر ومعالجة الإختلالات الأمنية التي تشهدها بعض محافظات الجمهورية.
واعربوا عن تقديرهم للحكومة لتقديمها تقرير أدائها للعام 2009م إلى المجلس في موعده المحدد . هذا وقد استعرض المجلس محضر جلسته السابق ووافق عليه وسيواصل أعماله صباح يوم غدُ الأحد بمشيئة الله تعالى . حضر الجلسة عدد من الوزراء والمختصين في الحكومة.