«المارد» سليمان فرنجية مدافعاً عن وزير الإعلام اللبناني: لم آتِ بقرداحي لأُقدّمه فدية لأحد
تضامن يمني واسع ودعوات لمقاطعة المنتجات السعودية في اليمن
• بعد الكويت والبحرين والإمارات.. قطر تصطف خلف السعودية
• معركة مارب .. كلمة السر في الانفعالات الهيستيرية لدول الخليج ضد لبنان
الثورة / عباس السيد ـ ساري نصر
تتواصل ردود الأفعال على خلفية موقف وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول الحرب السعودية على اليمن. وفي حين انقسم الشارع السياسي في لبنان بين مؤيد ومعارض، توحدت المواقف الخليجية بقيادة السعودية وزادت وتيرة الضغط والابتزاز للدولة والشعب اللبناني سياسيا واقتصاديا، فيما تشهد اليمن حملة تضامن واسعة رسميا وشعبيا وحزبيا مع لبنان والوزير اللبناني. لكن موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ودفاعه عaن الوزير قرداحي، يعد الأبرز على الصعيد اللبناني .
خليجيا، اصطفت الكويت والبحرين والإمارات خلف السعودية وأمهلت سفراء لبنان 48 ساعة للمغادرة، وكان لافتا انضمام إمارة قطر إلى الحلف السعودي الإماراتي، وإصدارها بيانا لا يختلف في لهجته الانفعالية عن بيانات دول الحلف الخليجي .
على الصعيد اليمني، توسعت حملات ومواقف التضامن مع لبنان وشعبه ومع الوزير قرداحي رسميا وشعبيا وحزبيا، وسط دعوات لمقاطعة المنتجات السعودية في اليمن، فيما يربط محللون بين ما يجري في مارب ولبنان . فإلى التفاصيل :
البداية من اليمن، حيث استنكرت الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان، حملة السعودية الظالمة ضد وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، بسبب موقفه من العدوان على اليمن .
وأشادت الأحزاب والقوى السياسية في بيان لها أمس – تلقته وكالة (سبأ)-بالموقف الشجاع والحر لوزير الإعلام اللبناني ، الذي صدع بالحق والصوت الحر مطالبا بوقف العدوان العبثي على اليمن .
وأكد البيان، على الوقوف إلى جانب الأحرار والشرفاء ذوي التوجهات الصادقة المناهضة لكل أشكال الطغيان والإرهاب السياسي والفكري .
ودعا كل القوى السياسية والشعبية الجماهيرية، بتشكيل تيار على مستوى الوطن العربي والإسلامي لكسر التنمر والاستعلاء والاستكبار الفارغ للسعودية والإمارات .
أحزاب المشترك
كما أدانت أحزاب اللقاء المشترك بأشد العبارات الحملة المسعورة والظالمة التي تقودها السعودية والإمارات والإعلام المأجور ضد وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، على خلفية موقفه المحق من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.
وأوضحت أحزاب اللقاء المشترك – في بيانها أمس، ونشرته “سبأ” – أن موقف الوزير والإعلامي قرداحي إلى جانب كونه شجاعاً وواضحاً، كان مهماً ومطلوباً في الساحة الإقليمية باعتباره يعكس الضمير الحي ويبعث الأمل لدى أحرار وشعوب الأمة العربية والإسلامية ويجسد الحقيقة مهما كانت التبعات.
وأكدت أحزاب المشترك تضامنها الكامل مع الوزير قرداحي ورفض الدعوات المشبوهة المطالبة بإقالته من الحكومة، وكذا رفضها القاطع للتدخل في شؤون لبنان الداخلية وانتهاك سيادته وحرية مواطنيه.
حملة لمقاطعة المنتجات السعودية
وردا على الخطوات العقابية السعودية بمنع الواردات من لبنان، قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ، إن تلك الخطوة تقتضي دعوة حكومة الإنقاذ في صنعاء إلى اجتماع طارئ لمناقشة قرار يقضي بمقاطعة المنتجات السعودية في اليمن ، حسب ما جاء في تغريدة على “تويتر”.
كما دعا ناشطون وإعلاميون يمنيون، أمس، للمشاركة في الحملة الإلكترونية الواسعة لمقاطعة المنتجات السعودية تضامنا مع لبنان، التي تتعرض لـ”هجمة شرسة” ومقاطعة الدبلوماسية الخليجية، وأوضح الناشطون أن الحملة ستنطلق مساء اليوم عند الثامنة مساء، داعين للمشاركة فيها على وسم موحّد “مقاطعة_المنتجات_السعودية” .
كما أن نطاق الأزمة فيما يبدو يتسع أكثر ليشمل المزيد من دول الخليج حيث طلبت البحرين والكويت من السفير اللبناني لديهما مغادرة البلاد بعد وقت قصير من قرار السعودية، كما قررت دولة الإمارات، مساء أمس، سحب دبلوماسييها من الجمهورية اللبنانية، تضامنا مع السعودية كما أعلن وزير الدولة خليفة شاهين المرر، سحب الدبلوماسيين الإماراتيين، مؤكدا استمرار العمل في القسم القنصلي ومركز التأشيرات في بعثة الإمارات لدى بيروت خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى منع مواطني الإمارات من السفر إلى لبنان.
فرنجية يتمسك بقرداحي
دافع رئيس تيار المردة في لبنان، سليمان فرنجية، عن الوزير قرداحي ـ الذي يعد من حصة التيار في الحكومة اللبنانية ـ وكشف فرنجية أنه رفض عرضا من قرداحي بالاستقالة، وقال «وزير الإعلام جورج قرداحي عرض عليّ أن يُقدّم استقالته من بكركي ومن بعبدا، وأنا رفضت، لأن ضميري لا يسمح لي أن أطلب ذلك من وزير لم يخطئ»، مؤكداً «إنني أقف إلى جانب قرداحي بكل قرار يتخذه، وأنا لم آت به لأقدّمه فدية لأحد».
واعتبر أنه لو قدّم قرداحي استقالته لرئيس الجمهورية، ميشال عون، «كان ليبيعها للسعودية»، مشدّداً على أنه إذا استقال، «لن نُسمّي بديلاً».
فرنجية الذي يحوز تياره على سبعة مقاعد في مجلس النواب اللبناني، ويتهيأ للمنافسة على رئاسة الجمهورية في انتخابات 2022، أضاف قائلا «نريد علاقات ممتازة مع الدول العربية وهذه قناعة راسخة لدينا وموقفنا واضح من السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول الخليج كافّةً، وهناك من يتملّق في الدفاع عنهم»، لافتاً إلى أنه «رأينا منذ يومين حفلة تزلّف، ونحن لسنا مِمَن يركض وراء المراكز، فنحن نريد أن نترك لأولادنا كرامتهم».
واعتبر فرنجية «الرعايا اللبنانيون يعطون الدول أكثر مما يأخذون، وهم يعملون بعرق جبينهم، ومش إعاشة، وهم ليسوا لاجئين، وإن كان الأمر كذلك، نحنا إلنا عالفليبين».
أمّا عن تأثير مواقفه الحالية على فرصه في الوصول إلى الرئاسة، فاعتبر أن «ما قاله جورج قرداحي نقطة ببحر ما قاله الرئيس الحالي عن السعودية والبترودولار وغيره»، لافتاً إلى أن «عون كان رمزاً للمشروع المسيحي في الشرقية، وعندما ضُرب ضربنا جميعاً، واليوم إذا تكرر السيناريو فسنخسر جميعاً أيضاً».
الموقف الشجاع الذي أعلنه فرنجيه يعد دفعة قوية ودعما فاعلا لقوى المقاومة في لبنان ومحور المقاومة بشكل عام .
أتباع السعودية في لبنان
في المقابل، تتواصل الضغوط التي يمارسها حلفاء السعودية في لبنان ضد الوزير قرداحي، وفي هذا السياق ، استنكر رؤساء الحكومات السابقون، فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام، ما وصفوها بـ «المواقف الخارجة عن الأصول والأعراف والمواثيق العربية والدبلوماسية والأخلاقية، التي صدرت عن وزير الإعلام في الحكومة جورج قرداحي، سواءٌ تلك التي أدلى بها قبل تشكيل الحكومة، أو بطبيعة التبريرات التي صدرت عنه بعد ذلك، لأنّها أصبحت تشكل ضربة قاصمة للعلاقات الأخوية والمواثيق والمصالح العربية المشتركة، التي تربط لبنان بالدول العربية الشقيقة، وتحديداً مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما مع المملكة العربية السعودية».
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، دعا إلى إقالة «هذا الوزير الذي سيدمّر علاقاتنا مع الخليج العربي قبل فوات الأوان»، في إشارة إلى وزير الإعلام جورج قرداحي
وقال جنبلاط في تغريدة له على تويتر «كفانا كوارث»، متسائلاً: «إلى متى سيستفحل الغباء والتآمر والعملاء بالسياسة الداخلية والخارجية اللبنانية».
الشارع العربي .. تضامن بلا حدود
عربيا ، وبعيدا عن المواقف الرسمية ،حظي موقف قرداحي بتأييد واسع كما يظهر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، واستغرب الكثير منهم المطالبة بمحاسبة الوزير اللبناني على ما سبق صفته الرسمية في الحكومة ، قائلين «ما صدر قبل ذلك مواقف شخصية يتحمّل مسؤوليتها كفرد وليس كعضو في الحكومة، ما دام ملتزماً بسياسة الدولة»، وطالب ناشطون من الوزير عدم الاعتذار من السعودية ولا الاستقالة من منصبه، مشيرين إلى أن «دونالد ترامب أهان المملكة بما فيه الكفاية ولم يتجرّأ أحد على الطلب من واشنطن تقديم الاعتذار» .
وعبّر آخرون عن سعادتهم بتمسّك الوزير اللبناني بمواقفه وإصراره على عدم الاعتذار، خصوصاً أنه لم يسئ إلى النظام السعودي بل انتقد الحرب على اليمن .
وعلق أحد الناشطين على طرد السفير اللبناني من السعودية، قائلا «إذا صح ما يقال عن أن السعودية طردت سفير لبنان لأن قرداحي وصف الحرب على اليمن بالعبثية، نتمنى أن يطردوا ممثل الأمم المتحدة، لأن الأمين العام قال إن الحرب على اليمن عبثية». ومن مصر واليمن وسوريا ولبنان ومعظم الدول العربية، أبدى ناشطون تضامنهم مع الوزير اللبناني جورج قرداحي في مواجهة ما وصفوه بـ « الترهيب و القمع السعودي» وأرفقوا تغريداتهم بوسم، جورج_قرداحي_يمثلني .
مارب “كلمة السر”
كثير من الكتاب والناشطين، اعتبروا ردود الأفعال السعودية والخليجية مبالغ فيها، واستغربوا أن يكون موقف الوزير اللبناني مبررا لكل تلك الإجراءات الانفعالية الهيستيرية ـ حد وصف البعض .
وفي تغريدة ساخرة لناشط لبناني في تويتر، قال “متعودين أن السعودية وجيشها يتراجعون ويهربون دائما حين يواجهون الجيش واللجان الشعبية اليمنية ، لكن أن يهرب السعوديون من مارب إلى لبنان مرة واحدة ، فهذا لم يكن متوقعا” .
تغريدة الناشط اللبناني تطابقت مع تحليلات كتاب وسياسيين عرب، بينهم الكاتب اللبناني ناصر قنديل، الذي كتب مقالا بعنوان “حبل السرة بين مارب ولبنان”، أكد فيه أن الإجراءات العقابية التي تمارسها السعودية ودول الخليج ضد لبنان، سببها التقدم الكبير للجيش واللجان الشعبية اليمنية في معركة تحرير مارب التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الحسم .. واعتبر قنديل الضغوط السياسية والاقتصادية على لبنان محاولة للبحث عن صفقة تنقذها في اليمن وفي معركة مارب بالتحديد .