حكاية القفزة التي افقدتني صوابي 

أزرق زمانك وزماني هل يستعيد مدينته الفاضلة¿
> عندما سجل يوسف ناصر هدف الكويت في مرمى قطر في ثاني مباريات دورة خليجي 20 قفزت من مقعدي مهللا بالهدف .
 > صحيح أن الكاميرات الرقمية والقديمة لم ترصد قفزتي التي ترشحني لامتهان قفز الحواجز إلا أنني التفت بعد القفزة ذات اليمين وذات الشمال خجلا وكسوفا من أصدقاء كانوا مشغولين بما يوزعه (النادل) من وجبات خفيفة تعيد الدفء للجسد.
> وبين (قفزتي) الأولمبية وهدف يوسف ناصر استعاد ذهني (الرائق) شريطا من الذكريات طالما بقيت في تلافيف الذاكرة منذ الطفولة :
 > كنت صغيرا عندما كان – والدي -رحمه الله -لا يستمع إلا إلى إذاعة الكويت .. ولأن التكرار يعلم الشطار فإنني التقطت خيط البداية .. وتعلقت بالإذاعة الكويتية وعن طريقها عرفت منتخب الكويت الذهبي .
 > كنت أتقلب على جمر النار في انتظار مباراة إذاعية للأزرق كنت ومازلت أحمل للمنتخب الكويتي معزة خاصة ترسخت مع مرور الزمن .
> ولأن العشق بلوة كما قال حسين المحضار وترجمها على لسان الفنان عبدالله الرويشد . فإن التعلق بالكويت وبكرة قدمها تحول إلى (إدمان).. المذياع لايفارقني .. وإذاعة الكويت سلوتي .
> كنت صغيرا عندما أبكاني المعلق المخضرم وفلتة التعليق الكويتي خالد الحربان .. ومازلنا نردد إلى اليوم مقولته الشهيرة الكويت تروح أسبانيا .. وكوريا تروح كوريا .
> مازلت اتذكر أنني أمتنعت عن الطعام ليوم كامل بعد أن سد فيصل الدخيل نفسي عن الطعام لاضاعته هدفا سهلا أمام العراق كان يمكن أن ينقل الأزرق إلى أولمبياد سيول عام 8891م.
> وعلى ما يبدو أن الدخيل (ملك) الكرة الكويتية علم بحالي ورأف بجسدي النحيل الذي يوازي طراوة عود القصب فقرر الاعتزال الدولي ولم يدر أن اعتزاله أفقدني صوابي وطير النوم من عيني فقط لأن (الدخيل) يومها كان آخر حبة  زمرد في السلالة الذهبية الكويتية .
> وصعقت وتغيبت عن الدراسة ليومين كاملين عندما قرأت أن المرعب جاسم يعقوب مصاب بشلل نصفي وأنه كاد يلقي حتفه في الحمام لولا عناية المولى عز وجل .. وتحول جاسم يعقوب إلى هاجس .. عرفت أنه سافر إلى الولايات المتحدة للعلاج وعندما عاد بالسلامة إلى الديار الكويتية كدت اعتصر المذياع ومقدم النشر ة الرياضية التي كان يعدها الرائع منصور الميل عندما أشار إلى استحالة عودة جاسم لمداعبة الكرة فكان الاعتزال القسري والقهري الذي تقبلته على مضض وطبعا بدون روح رياضية .
 > ومازلت -رغم تقادم السنين – استعير من الذاكرة لقطة الشهيد البطل الشيخ فهد الأحمد وهو يغادر المنصة الشرفية مهرولا باتجاه أرضية الملعب للاحتجاج على هدف فرنسي غير شرعي حين انطلقت صافرة من المدرجات الفرنسية فتوقف مدافعو الكويت على أساس أن الحكم أعلن تسلل .. ولأن الفهد لا يقبل الظلم والقهر فقد دخل في جدل مع الحكم الذي اذعن للاحتجاج الكويتي والغى الهدف وعاد الفهد إلى موقعه شامخا فقد وضع الاتحاد الدولي في ورطة وهو الاتحاد الذي يرى نفسه الخصم والحكم
> تحول عشقي بالإذاعة الكويتية إلى (عادة) قطعها (عداوة) لذا دأبت وما أزال على متابعة البرامج الرياضية لدرجة أنني أدمنت التعليق الإذاعي لمباريات الدوري المحلي رغم أن (الستالايت) يغريني بالاتجاه صوب (الريموت) لمشاهدة روائع القادسية والعربي وكاظمة والكويت .. إلا أن العشق بيني وبين الإذاعة الكويتية وصل إلى حد تبادل الأفكار والخواطر بالحواس الخمس التي اختزلت المسافات وجعلت الأذن تعشق قبل العين احيانا .
> وصحيح أن الكرة الكويتية بعد انفراط عقد النجوم الذهبي مرت بمجموعة منحدرات ومنحنيات ولم تعد كما كانت لسببين :
 الأول .. أن من كانوا يمثلون العمود الفقري للأزرق اعتزلوا تحت ضغط (سنة الحياة).
 والثاني .. أن الكرة الكويتية فقدت فارسها الأصيل الشهيد فهد الأحمد الذي كان يمثل روح الأزرق وجذوة الحماس التي تمد اللاعبين بحرارة رد الفعل .
> وصحيح أيضا أن الأزرق دخل في ثورة شك كلثومية مع تبديل جلد المنتخب إلا أن الأزرق كان يغفو فقط لأنه في مرات ( قليلة) استيقظ ووقع على الاوتوجرافات الخليجية كالعادة وبالتخصص.
> الأزرق الحالي لم يعد ( ازيرق) .. لقد بدأ يكبر مع الشيخ طلال الفهد .. وما فوزه ببطولة غرب آسيا إلا دليل لا يقبل الشك أنه قادم لزعزعة ثوابت كبار القارة الآسيوية .
> الأزرق قد يمرض أحيانا لكنه لا يموت بدليل أن (ماتشالا) أكتشف قبل عقد من الزمن كنزا من مواهب كادت تكرر وتستنسخ ما فعله رفاق المرعب .. أيام كان الأزرق يغرد وحيدا خارج السرب يزحف للأمام من دون أن يكون مالكا لديوان شعر .
> عاد الأزرق من جديد لدوامة .. التذبذب .. مرة فوق .. ومرات تحت .. وبقي يراوح في نتائجه ويمازح في البطولات من دون أن يقنع .. إلى أن تمخضت المرحلة الصعبة فولدت منتخبا شابا تتناغم خطوطه .. وتنسجم أفكار لاعبيه .. ويقرن الأداء اللاتيني السلس بالأهداف التي تخطف من حناجر عشاقه هتافات من وزن ( شوفو الأزرق) (يلعب في الساحة ) وحيو الأزرق حبيبي وبدأنا والبادي اسم الله توكل يا الأزرق على الله .
> وفي تصوري أن شعاع الأزرق قادر على الوصول إلى أبعد مدى في البطولات والاستحقاقات القادمة .. إذا استلهم رفاق بدر المطوع وفهد العنزي وخالد خالف .. حكاية نجاح جيل جاسم يعقوب .
> أزرق اليوم يتوافر على منتخب شاب  مثابر يلعب بانضباطية وحيوية .. ويزاوج بين روح لاعبيه الجماعية .. وحيوية تدل  دلالة قاطعة على أن (مستربلو) جائع بطولات .. فهل يعيدني الأزرق إلى أرض المدينة الفاضلة التي بناها الشهيد فهد الأحمد .
 سؤال .. أضعه باسم معجبي ومدمني الأزرق الكويتي على طاولة كل لاعب كويتي وشيلوها شيلة يا عيال الديرة .. خلوها فرحة تعم كل الديرة .
 
 
 

قد يعجبك ايضا