الثورة نت|
رفع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، برقية تهنئة إلى قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وإلى رئيس المجلس السياسي الأعلى- القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير الركن مهدي المشاط، وأعضاء المجلس السياسي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1443هـ، فيما يلي نصها:
ما أجملها من أيام تكسوها الروحانية والإيمان، يعيشها شعبنا اليمني العظيم بكل أطيافه وفئاته الوطنية في رحاب الاحتفال بذكرى مولد خير البريّة -عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم- مجسدين بذلك قول الله تعالى في كتابه العزيز: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، ومثبتين لكل من اصطنعوا البدع بأن شعب الإيمان والحكمة يتشرّف بإحياء هذه المناسبة الدينية التي تعتبر جزءا من إيمانه المتأصل الذي توارثه جيلا بعد جيل، وهو تعبير عن مدى المحبة والارتباط برسول هذه الأمة -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
وبهذه المناسبة الدينية المباركة، التي تتزامن مع احتفالات شعبنا اليمني بأعياده الوطنية سبتمبر وأكتوبر وتترافق معها انتصارات مؤزّرة في جبهات وميادين العزة والكرامة والشرف يسطرها المجاهدون من أبناء قواتنا المسلحة واللجان الشعبية على أعداء الله والدّين والحياة، يسعدنا ويشرفنا أن نرفع لمقامكم الكريم، باسم قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وكافة المرابطين في بحار وصحاري وجبال يمننا الحبيب من أبناء الجيش واللجان الشعبية، أسمى آيات التهاني وأصدق عبارات التقدير والاحترام، داعين المولى -جل في علاه- أن يديم عليكم نعيم الصحة والعافية، وأن يوفقكم في مهامكم ومسؤولياتكم الوطنية والجهادية في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها وطننا وشعبنا بسبب عدوان المعتدين .. ورغم التحدّيات والمحن، التي عاشها شعبنا خلال هذه المرحلة العصيبة من تاريخه، فأنتم -بفضل الله- قد أثبتم بما لا يدع مجالاً للشك بأنكم خير من يسير بسفينة الوطن إلى بر الأمان، وخير من جسّد أخلاق ورحمة سيد المرسلين محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وخير من يقود معركة الدفاع عن دين الله ومقدساته في ظل تكالب أعداء الله على ديننا ورسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إن المتأمل لواقع الأمة العربية والإسلامية، وما وصلت إليه من ذل وهوان، يدرك جيداً أن ذلك بسبب ابتعادها عن دين الله، وما جاء به رسول الرحمة، الذي وصفه الله تعالى في كتابه الحكيم بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، أما نحن -اليمانيين- كما استقبله أجدادنا في يثرب بالفرح والابتهاج، وناصروه في جهاده وفتوحاته في أصقاع الأرض، فإننا سنظل على العهد متمسكين بقيمه ونهجه ونهج أعلام الهدى من بعده، ومع مرور الأحداث والمحن، التي نواجهها في واقعنا اليوم، أصبح لدينا من الثقة واليقين بالله بأن هذا العدوان الهمجي الغاشم الذي شُن على بلدنا وشعبنا من قبل تحالف العدوان السعودي- الإماراتي -الأمريكي، وطغاة الأرض من دول الاستكبار والتسلّط، ما هو إلا بسبب سيرنا على نهج رسول الله وآل بيته الأخيار، ونحن -ومن منطلق الثقة بالله وقوة الإيمان والعقيدة والثبات على المبدأ- نقولها لهم إن عدوانهم وهمجيتهم لن تثنينا عن السير في طريق الحرية والاستقلال لبلدنا وشعبنا، وأن تمسكنا بهذا النهج القويم هو طريق العزة والكرامة والنصر -بإذن الله تعالى- ومهما حاول الأعداء ومرتزقتهم الكيد والتآمر فإن ذلك -بفضل الله- ينعكس عليهم في واقع الميدان وبالاً وحسرة، وما تلك الانتصارات العظيمة التي يحققها أبناؤكم وإخوانكم من منتسبي القوات المسلحة واللجان الشعبية وكل شرفاء الوطن في جميع الجبهات، وفي جبهة مارب على وجه الخصوص، إلا تأكيد لأولئك الراكبين موجة الباطل من الطغاة والمرتزقة بأن الحق سينتصر، وأن وعد الله لعباده المؤمنين سيتحقق، كما قال في كتابه العزيز: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ)، ومن يراهن على حبنا لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أو يسعى لتثبيط وتخذيل اليمنيين عن الاحتفال بذكرى مولد نبي الرحمة فهو يفضح نفسه بنفسه، فرسول الله خط أحمر لدى شعب الإيمان والحكمة، وهو فوق أي انتماءات أو مذاهب أو طوائف.
في الختام، نهنئكم وكافة أبناء شعبنا اليمني العظيم بهذه المناسبة الدينية المباركة، التي نعبّر فيها عن مدى ارتباطنا بخير البرية، مما يتوجّب علينا أن نكون أكثر الناس تمسكاً بقيمه وشجاعته وبسالته في مقارعة الظلم والظالمين، ونحن ومن منطلق المسؤولية الدينية والوطنية والعسكرية نعاهد الله ونعاهدكم وكل أبناء الوطن بأننا سنكون خير جند الله في أرضه، وجند رسوله، حتى ينتصر الحق وأهله، وأننا لن ننسى كل قطرة دم سالت بسبب هذا العدوان الغاشم، وسنعد العدة ونكون في أعلى مستوى من الجاهزية لكل مخططات الأعداء، ونعدكم ونعد شعبنا الصابر المحتسب بأن كل شبر من أرضنا سنحرره من الغزاة الطامعين ومرتزقتهم -بإذن الله تعالى- وكما تهاوت أوكارهم وتساقطت فإن مشاريعهم التآمرية ستسقط -بإذن الله تعالى- وسينتصر يمن الإيمان والحكمة رغم أنف الظالمين.
رحم الله شهداءنا الأبرار، والشفاء لجرحانا، والفرج لأسرانا، والثبات لأبطالنا في مواجهة العدوان، ومن نصر إلى نصر، وكل عام وأنتم والشعب اليمني بألف خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.