دموية الصالة الكبرى

 

 

الجريمة التي كشفت الكثير من الحقائق .حين يبدأ أكتوبر نتذكر فاجعته الأليمة .الذكرى الخامسة لأكبر مجزرة ارتكبها تحالف العدوان بحق اليمن !!ربما تكون مجزرة الصالة الكبرى يوم الـ 8 من أكتوبر 2016م هو الأكثر فداحة وجرماً بحق اليمن واليمنيين من حيث العدد والشخصيات وحتى المناسبة .الجمع كان كبيراً والمناسبة عزاء والد اللواء جلال الرويشان وزير الداخلية حينها والمكان الصالة الكبرى وفيها احتشد الكثير من رجالات اليمن العلماء والعسكريين والأمنيين والمشائخ والوزراء والمسئولين لعزاء اللواء الرويشان .مع خساسة العدو وسفالته لم يكن يتوقع أحد استهداف الصالة والتوقع كان خاطئاً فالعدو بلا قيم وكل شيء منه وارد .ففي لحظة غادرة وصلت طائرات العدوان مع سبق الإصرار والترصد لتحول العزاء إلى مأتم !!إنهالت صواريخ الموت على الصالة ومن بداخلها ليتحول المشهد إلى كارثة .تطايرت الأشلاء واحترقت الأجساد واختنقت النفوس وأُزهقت الأرواح وتبعثرت الدماء واشتعلت الحرائق وارتفع اللهب وتفشَّت الغازات وتكاثر الغبار واختلط الركام بالأجسام !!لكأنه مشهد من فيلم أكشن ليس للحقيقة فيه مكان لكنه لم يكن كذلك فالمشهد حقيقي والجاني وحش غادر تجرد من الإنسانية والضحايا من كل الأطياف والألوان .قضت الحادثة الأليمة على كل تخرصات وأوهام الذين كانوا يعتقدون أن العدو لا يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً فالغيمة التي كانت على قلوبهم تجلَّت بحقيقة تزيل الشك والإرتياب لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .لم يعد في اليمن بيت إلا وصل الوجع إليه بصديق أو قريب أو حبيب .كان يوماً أسود في تأريخ اليمن الحديث ولوثة في جبين العدوان ومرتزقته .يومها كنت في القاهرة عالقاً غير قادر على العودة اليمن بسبب إغلاق مطار صنعاء نهائياً فقد غادرت صنعاء في آخر طائرة وتفاجأت اليوم التالي بحظر الطيران وإغلاق المجال الجوي .كنت في الشهر الخامس من العلوق تقريباً وأصابتني الصدمة حين فتحت صفحة الفيسبوك عصراً لأتفاجأ بخبر (استهداف الصالة الكبرى واستشهاد أمين العاصمة عبدالقادر هلال) !!لم أستوعب فلم أكن أدري ماذا كان بالصالة ومن الذي استُشهد والعدد الكبير من الشهداء فأغلقت الفيسبوك مذهولاً معتقداً أنني في كابوس .بعد فترة من الذهول أعدت فتح الفيسبوك لأقرأ الصفحات والأخبار فجميعها تقريباً كانت تحكي الفاجعة وتنقل أسماء الشهداء وفي المقدمة أمين العاصمة صنعاء عبدالقادر هلال .كانت تربطني به علاقة قوية وحميمية وكان صاحب الفضل في سفرتي العلاجية وكان تواصله بي قبل الفاجعة بحوالي أسبوعين .كواحد من اليمنيين شعرت بحجم الفاجعة وإن كانت عندي كبيرة بخسارة الأمين الشهيد عبدالقادر هلال رضوان الله عليه ومن ليلتها كتبت الكثير من خواطر معرفتي بهلال والتي تم إخراجها في كتاب (هلال في ذكراي وذاكرتي) والذي تمت طباعته وتوزيعه في أربعينية الشهيد هلال .ظل هلال معي حتى بعد استشهاده فقد زارني نجله النبيل الحسن حفظه الله إلى القاهرة ورتَّب لي مسألة العودة للوطن وكان له الفضل في ذلك حيث استقبلني في مطار سيئون أصدقاء الشهيد من أبناء حضرموت الذين أكرموني وغمروني بوفائهم للشهيد وأُسرته ونزلت سيارة الشهيد لتقلني إلى صنعاء فجزاهم الله عني خير الجزاء وبارك فيهم جميعاً .
دموية الصالة الكبرى وجميع المجازر التي ارتكبها تحالف الشر بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأحذيتهم السعودية والإمارات وأحذية الأحذية الخونة والعملاء المرتزقة وصمة عار ولعنة في جبينهم لن تُنسى أو تمحى من ذاكرة الأجيال فقد دونها التأريخ والتأريخ لا يرحم .السلام على هلال الأمين وعلى جميع الشهداء والخزي والعار للقتلة السفاحين ولا نامت أعين الجبناء .

 

قد يعجبك ايضا