هلَّ الربيعُ بأثواب مُزركشة فالكونُ مُتألق بالطلعةِ الغراء
وأطلت علينا ذكرى مولدِ الحبيبِ المُجتبى والرسولِ المُصطفى لتُزهِرَ قلوبنا وتسمو أرواحنا وتتجددُ الفرحةَ بمولدِ النور وخاتمِ الرسالات السماوية.
وفي ربيعِ الأيام والشهور ولِدَ ربيعُ القلوب وعمَ الفرحُ والسرور
وأينّعت الشجرةُ المُباركة وأضاءت الثُريا بقدومِ المُصطفى العربي
وحلّت البُشرى علـى البشريةِ جمعاء، وتزينت الأرضُ بولادةِ أطهرَ مِنْ وطأ الثرى وهنَّأتها السماء، وولِدَ مِنْ أخجلَ الشمسَ والقمرَ ، وتزينت لقدومهِ المجرة وفُتحت الجنان وأغلقت النيران وخُمِدَّت نارُ فارس وازدانت الدُنيا بولادةِ سيدِ الكائنات، وأشرفِ المخلوقات محمد المحمود صاحبِ الحوضِ المورود واللواء المعقود؛ عليهِ من ربي أفضلُ الصلوات وأزكى التحيات المباركات وعلى آله الأتقياء وأصحابه النُجباء.
ولنا في حُبهِ والاحتفالِ بمولدهِ الكريم ما تعجزُ الألسن عن وصفه، فهوَ المُصطفى المحمود الذي بميلادهِ زالَ عنا البؤس والعناء،
ومن هُنا من اليمن، من أرضِ الحكمة والإيمان
من أصلِ العرب،
نشدو ونحتفل بميلادِ سيدِ الأنام
وتندمل جراحاتنا بذكره ونزودُ جندنا بوصيته عليهِ الصلاة والسلام، وبهِ نقوى رُغم الحصار
وبهِ ننهض أقوى من تحتِ الرُكام.
سيدي يا رسول الله لك في اليمن أنصار ما تراجعوا عن حُبك منذ بايعوك، ولكَ في اليمن أنصار ما زالوا علـى عهدك.. ما زلتَ معشوقهم.. وما زالَ ميلادك عيدهم، ولأن تراجع الأعراب عن عهدهم ونقضوا ودهم فلكَ في اليمن ما تُقر به عينك من أمتك ولك في اليمن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولك في اليمن رجال ما زال القرآن منهجهم ومدرستهم
وما زلت يا سيدي يا رسول الله قائدهم ومرشدهم
هم المجاهدون في سبيل الله
المدافعين عن حُرماتِ الله
المتمسكين بحبلِ الله المتين
غير الخائفين المذعنين لمن حاربَ الله ورسوله غير المُداهنين في قولِ الحق ورفضِ الظلم،
لكَ يا سيدي يا رسول الله في اليمن الميمون
أحفادُ الأنصار الذينَ قلت فيهم
لو سلكَ الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار.. اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار، لك في اليمن يا سيدي
الذي قلت فيه إني لأجد نفسُ الرحمن من قِبل اليمن، لكَ فيها أنفاس تعشقك
وتعشق مولدك وتعشق آل بيتك الكرام، لك في اليمن أسود الوغى الذينَ تكالبت عليهم الأمم لأنهم أعلنوا لك الولاء وأعلنوا لعدوك البراء،
وهم على عهدهم معك منذ آمنوا بك واتبعوك
فليسَ للعاشق إلا الانقياد والطاعة لمعشوقه وأنت يا سيدي معشوقنا الأزلي وحبنا الأبدي الذي لا يزول حبه ولا ينتهي عشقه.
ومن هنا من اليمن من تحتِ القصف من الجبهات الملتهبة من المطارات المُحاصرة من المستشفيات الممتلئة بالجرحى الخالية مِنْ الدواء من المنازل المُدمرة فوق ساكنيها من البطون الخاوية.
من مقابر الشهداء الأحياء من غصص الأوجاع في اليمن نحتفل بمولدك، ولن يثنينا عنك وعن مولدك سيدي والاحتفال به أي شيء.
يا سيدي.. إن لنا قلوباً أنت نبضها ولنا أجساداً أنت روحها ولنا مُقلا أنت ضياؤها،
فلكَ منا أزكى الصلاة والسلام ما تعاقب الليلُ والنهار وما سجعَ في أيكة الحمام
وما توالى النصر لنا، ولأعدائنا الانهزام، وعلى آلِ بيتك الأطهار وصحابتك المنتجبين الأخيار.