تواصل السخط الشعبي لمقتل الشاب السنباني

والد القتيل يكشف عن تعذيب وحشي تعرض له نجله.. والقتلة يرفضون تسليم الجثة

 

 

 

الثورة/ أحمد السعيدي

تتواصل موجات الغضب الشعبية الواسعة بين الأوساط اليمنية بمختلف أطيافها، تجاه حادثة مقتل الشاب عبد الملك السنباني (30 عاماً) على يد نقطة أمنية تتبع قوات “المجلس الانتقالي” في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، عقب ساعات من وصوله إلى مطار عدن، موجة الغضب هذه تحولت إلى قضية رأي عام تطالب بالانتصار للضحية، ووضع حد للانفلات الأمني الذي تعيشه المناطق المحتلة وعلى رأسها محافظة عدن القابعة تحت سلطة المحتل الإماراتي.
القضية عادت إلى الواجهة من جديد بعد رفض مرتزقة العدوان تسليم جثة الشاب السنباني بالإضافة إلى ظهور والد السنباني في مقطع فيديو يكشف عن التعذيب الكبير على جسد نجله الشهيد عبد الملك السنباني…
الجريمة التي أضحت حديث الشارع في الداخل والخارج دفعت المواطنين إلى رفع أصواتهم للمطالبة بفتح مطار صنعاء الدولي وضرورة فك الحصار السعوديّ الأمريكي عن المطار والموانئ حَيثُ تفاعل مئاتُ الآلاف من الناشطين والمواطنين والمغتربين مع هشتاق “فتح مطار صنعاء مطلب كل اليمنيين”، مؤكّـدين أن فتحَ المطار مطلب إنساني مُلِحٌّ لحماية المسافرين اليمنيين من الابتزاز والإهانة والقتل من قبل قوات المجلس الانتقالي التابع للإمارات..
كما أن هذه الجريمة نكأت جراح آلاف المغتربين خارج الوطن الذين نشروا تجاربهم المريرة مع نقاط التفتيش في المحافظات المحتلّة، داعين إلى فتحِ مطارِ صنعاءَ الدولي؛ للحدِّ من الجرائم وعمليات الابتزاز التي يتعرضون لها أثناء عودتهم من بلدان الاغتراب.
تفاصيل جديدة
وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مسجلاً لوالد الشهيد المغدور عبد الملك أنور السنباني. وقال أنور السنباني في أول تصريح له حول قضية مقتل ابنه عبد الملك، أن ابنه تعرض للعنف والضرب في الظهر وأن هناك آثار خنق على الرقبة ومدخلين لمقذوف ناري، وأن واحداً من مداخل المقذوف الناري في وسط أسفل الظهر وسكن في الرئة وبحسب تقرير الطبيب الشرعي، فقد كان هذا هو سبب الوفاة.
وأضاف أن تقرير الطبيب الشرعي بين أن هناك آثار قيود موجودة في الكفين وأن هناك ازرقاقاً سينوزياً بلون أظافر الكفين وأطراف الأنامل وأن ذلك بسبب الخنق وربما بسبب الرصاصة التي سكنت في الرئة وتسببت بنقص الأوكسجين.
وأشار والد الشهيد إلى أنه اضطر للتوضيح للناس بهذه الحقائق المبنية على تقارير طبية شرعية رسمية، لما لمسه من محاولة لتضليل الناس في مواقع التواصل الاجتماعي وطمس الحقائق، وأضاف أن كل هذه الأدلة الواضحة في الجريمة ورغم المطالبة المتكررة من قبلهم ومن قبل النيابة العامة، إلا أن الجناة لم يسلموا للقضاء وناشد السنباني جميع الناشطين للتصعيد والضغط لتسليم الجناة للعدالة.
رفض تسليم الجثة
سبق هذه المشاهد المؤلمة في جسد السنباني عدد من التصرفات غير المسؤولة من الجهات المعنية حيث قال المحامي أحمد فيصل محامي أولياء دم الشهيد عبدالملك السنباني في منشور على فيس بوك أن هناك تدخلات غير قانونية من النيابة العسكرية في قضية قتل عبدالملك السنباني، وقال المحامي فيصل أن النيابة العسكرية في المنطقة الرابعة وجهت إدارة أمن عدن بمنع تسليم جثمان القتيل السنباني إلى أولياء دمه.
وأكد المحامي أن النيابة الجزائية المتخصصة التي تنظر القضية كانت قد أصدرت يوم الخميس الماضي أوامرها بالسماح لأولياء دم القتيل عبدالملك السنباني بدفن جثمانه وهذا ما أكده ابن عم المغدور به السنباني عندما تحدث في وسائل التواصل الاجتماعي أن القتلة يحتفظون بجثة ابن عمه حتى يتم كتابة تنازل واعتراف أن الواقعة كانت عبارة عن حادث سير، حيث أوضح أن جثة الشهيد محتجزة في ثلاجة الموتى وأمه في العناية المركزة تصارع الموت دون أن يحرك القتلة ساكنا متسائلاً أين الشرفاء في المحافظات الجنوبية ليتحركوا للمطالبة بقتلة الشهيد عبد الملك السنباني.
اختطاف آخرين
وسلّطت جريمةُ مقتل السنباني الضوءَ على جرائمَ أُخرى يرتكبها ما يسمى المجلس الانتقالي الإجرامي بعد أن كانت غائبةً عن الإعلام والرأي العام، حَيثُ كشفت مصادر إعلامية، عن اعتقال مرتزِقة أبو ظبي 4 طلاب مبتعثين ينتمون إلى المحافظات الشمالية فور وصولهم إلى مطار عدن الدولي قبل أَيَّـام، ما يؤكّـد أن تلك الجرائم تأتي وفق مخطّط ممنهج لصالح تحالف العدوان؛ بهَدفِ نشر المناطقية وزرع الأحقاد بين أبناء البلد الواحد وتدمير النسيج الاجتماعي.
ووفقاً للمصادر، فقد قامت ميليشيا أبو ظبي المكلَّفة بحراسة مطار عدن الدولي خلال الأيّام الماضية باعتقال كُلٍّ من الطلاب “حسام طارق عبد الرحمن الشيباني، يحيى منصور العريقي، إبراهيم أحمد محمد الشهاري، أحمد معين أحمد عبد الرحمن” بطريقة مهينة وبدون مبرّر ووجه حق بعد وصولهما مطار عدن قادمين من ماليزيا.
وأشَارَت المصادرُ إلى أنه تم نقلُ الطلاب المعتقلين إلى سجنٍ تابعٍ لما يسمى الحزام الأمني في مدينة عدن المحتلّة ثم الإفراج عن بعضهم لاحقاً بعد ضغط كبير وأموال كثيرة ابتزها الخاطفون من أهالي الطلاب.
عشرات الضحايا
وليست قضية مقتل الشاب عبد الملك السنباني هي الأولى من نوعها فمدينة عدن تشهد موجة من العنف المستمر منذ خضوعها لسيطرة الإمارات، ويُعاني سكانها الخوف من شبح الاغتيال الذي اختلطت أوراقه، في ظل غموض لف مصير التحقيقات، وصمت من قبل الأجهزة المسؤولة عن الأمن في المدينة التي أصبحت تستيقظ وتنام في كثير من أيامها على أخبار جرائم القتل والاغتيال، الذي أخذ يطال الجميع والسكان يعيشون وسط “حالة من فقدان الأمن والأمان، ويواجهون خطر الموت العشوائي في حين تشير أرقام غير رسمية إلى نحو 400 عملية استهدفت عسكريين وشخصيات اجتماعية ودينية، خلال العامين الماضيين، وبحسب بيان صحفي صادر عن شباب عدن للحريات وحقوق الإنسان، أن الانتهاكات في حق أبناء الشمال بلغت 160 قتيلاً بينهم أطفال، وجرح أكثر من 450 شخصا، والذين تعرضوا للضرب والسحل والإهانات بينهم نساء وأطفال. كما تم ترحيل أكثر من 2400 شخص بشكل قسري، وتشريد أكثر من 1000 أسرة..
وبحسب الإحصاء أيضاً تم فرار أكثر من 600 أسرة من القتل.. والذين تركوا منازلهم وكل ما يملكون وفروا خارج مدينة عدن خوفاً من الموت وضماناً لسلامة أسرهم وأطفالهم.
كما تم منع أكثر من 6000 مواطن من دخول مدينة عدن، من المسافرين وزوار عدن القادمين من المحافظات الشمالية. ومصادرة ونهب عشرات الملايين من النقود، والآلاف من التلفونات، والممتلكات والمقتنيات الشخصية.

قد يعجبك ايضا