في ذكرى ثورة 21 سبتمبر : المرأة اليمنية .. بوابة العبور إلى الغد المنشود

 

الثورة تهدف إلى تمكين المرأة أقتصادياً وتوفير الخدمات لها وتحسين وضعها
العدوان أجبر المرأة على الخروج إلى سوق العمل للبحث عن سبل العيش وتحمُّل أعباء الأسرة

أدى العدوان على اليمن إلى أعباء كارثية على المرأة اليمنية التي تعتبر من أبرز الفئات المجتمعية المتأثرة بالعدوان فطالها الفقر والجوع وفقدان المعيل وتعطيل دورها السياسي أيضا ورغم ذلك فان المرأة اليمنية أثبتت أنها رقم صعب- في ثورة 21 سبتمبر العظيمة- ولا يستهان به وعامل مؤثر في المجتمع.

الثورة/ زهور عبدالله

فدعم الثورة والوقوف في وجه العدوان أثبت حقيقة الدور المنتظر من شريكة الرجل وما يعول عليها من مهام وواجبات عظيمة للاسهام في بناء اليمن وفي خوض غمار التنمية بكل ثقة واقتدار ولعل أبرز الشواهد على هذه الحقيقة المتجددة الحضور اللافت للمرأة في كافة المسيرات في مختلف المحافظات المناهضة للعدوان الذي يراه اليمنيون بمثابة بوابة العبور إلى الغد المنشود الذي لا شك ينتظر المرأة في المرحلة القادمة الحافلة بالكثير من الآمال والتطلعات ..
انجازات
وأكد تقرير صادر عن قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية في وزارة التخطيط والتعاون الدولي حصلت «الأسرة» على نسخة منه أن المرأة اليمنية تعتبر أكثر شرائح المجتمع تضررًا منذ بداية العدوان على اليمن وأدت الظروف إلى فرض واقع على المرأة أعادت فيها التخصيص في أدوارها وطرق حياتها المختلفة بحيث أصبحت المرأة اليمنية تواجه حياة صعبة وتحديات كبيرة في سبيل الحفاظ على أسرتها وعلى بقائها على قيد الحياة .
محاولات كبيرة
وتقول الناشطة ريحانة مطهر- مدبرة مشروع “الخياطة تمكين للمرأة “:
– حاولت المرأة اليمنية رغم العدوان والحصار ان تحقق بعض من طموحاتها وانجازاتها والانتصار لقضاياها وقد فعلت في العديد منها ، لابد أولا أن تؤمن بهذه القضايا إيمانا راسخا انها حق من حقوقها ، فثقتها في نفسها وإيمانها بقضيتها يجعلانها تشعر بأهمية أدوارها الاجتماعية هي من ستقنع الآخرين بمساعدتها في انتزاع حقوقها، لذا يجب ان تقف النساء جميعاً صفاً واحداً و الانتفال إلى مرحلة كيف تساند المرأة أختها التي تدافع عن قضاياها، ويجب الإيمان انه لا يمكن تحريك عجلة التنمية بدون تواجد واشراك المرأة بحسب قدراتها وإمكاناتها ومهاراتها في مختلف المجالات .
دور كبير
ومن ناحية التصدي للعدوان تقول الدكتورة زهراء القاسم مختصة بصحة المراة والطفل : أثر العدوان والحصار في اليمن على وضع النساء من خلال المعدلات المتزايدة لسوء الرعاية الصحية والتغذية وأصبحت النساء في سن الإنجاب ولا سيما الحوامل والمرضعات تحظى بإمكانية محدودة أو معدومة للحصول على خدمات الصحة الإنجابية بما في ذلك رعاية ما قبل الولادة والولادة الآمنة ورعاية ما بعد الولادة وتنظيم الأسرة والرعاية التوليدية الطارئة وحديثي الولادة.
وبسبب تدني المستوى المعيشي والاقتصادي الذي تسبب به العدوان أجبرت المرأة على الخروج إلى السوق والعمل والبحث عن سبل العيش وتحمل أعباء أبنائها وأسرتها وكذا تحملها لظروف قاسية ناتجة عن النزوح والمكافحة من أجل البقاء فاستمرار العدوان عادة ما تكون الوفيات غير المباشرة أكثر من المباشرة بين النساء والأطفال وهي الفئة الأضعف في المجتمع ، إذ إن العدوان قد يؤدي إلى ازدياد عدد الوفيات في أوساط النساء والأطفال.
وتضيف القاسم : المرأة اليمنية لم تتوان في دورها بل كانت في الطليعة في التصدي للعدوان وكان لدورها الريادي الأثر الكبير في دفع أخيها الرجل للنزول إلى جبهات العزة والكرامة ، ليشكلا معا مشهدا رائعا وفريدا في النضال الذي أبهر العالم في وقتنا المعاصر. كل هذا وذاك يقودنا إلى القول بأن المرأة اليمنية أضحت شريكا فاعلا في الحياة السياسية وفي بناء الدولة التي ضحت واستشهدت في سبيل تحقيقها.
وأن المرأة اليمنية لم تعد تقف عند تبني قضاياها فحسب بل تجاوزت ذلك بتبنيها لقضايا المجتمع المحورية، والولوج كطرف فاعل في عملية التنمية بكل أبعادها، على الرغم من معوقات التهميش والثقافة المجتمعية وارتفاع نسبة الأمية في أوساطها خلال الحقبة الماضية، الأمر الذي يحتم احقيتها وجدارتها في الحصول على مساحة واسعة وكافية للمشاركة اسريا ومجتمعيا وسياسيا، تمكنها من توظيف طاقاتها وقدراتها
صمام امان
وتزداد أهمية الدور الذي تضطلع به النساء لإعالة أسرهن، بحسب ما يشير تقرير وزارة التخطيط والتعاون الدولي، فلم يعد الأمر هنا مقتصراً على المساهمة في التنمية الاقتصادية بقدر ارتباطه بضمان أدنى مستويات العيش الكريم للأسر الفقيرة التي يزداد عددها يومًا بعد يوم مع استمرار العدوان، فالمرأة تمثل صمام الأمان لاستقرار المجتمع وضمان التماسك الاجتماعي بين أفراده، وأي تدخل يوجه نحو النساء يعود أثره الإيجابي على المجتمع ككل. حيث تعتبر السياسات والتدخلات في مجال تمكين النساء اقتصاديًّا، ذات أهمية بالغة، وتترتب عليها آثار إيجابية على نطاق واسع يشمل جميع أفراد المجتمع.
وضع كارثي
ويعاني اليمنيون من أوضاع كارثية إذ يحتاج أكثر من 76 % إلى مساعدات إنسانية بسبب الأزمة التي تعيشها اليمن الناتجة عن العدوان والحصار وتحتاج 4.8 مليون امرأة و5.5 مليون فتاة إلى مساعدة إذ أدى العدوان على اليمن إلى تدهور وضع اليمن في التنمية البشرية..
وتشير وثيقة النظرة العامة للاحتياجات الإنسانية في اليمن إلى أن تدمير أو إغلاق المرافق الصحية وتناقص العاملين في المجال الطبي، خاصة من النساء، أدى إلى معاناة حوالي 9.9 مليون من النساء والفتيات في الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، والتي تعتبر من أكثر الفئات السكانية المتضررة حيث تشمل الفئاتُ الضعيفة الأسرَ التي تعولها نساء والنساء الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى الأسر الأكثر فقرًا والأطفال دون الخامسة من العمر وكبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو خطيرة والناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتحتاج ما يقارب 5 ملايين امرأة إلى المساعدة الصحية.
وتمكين المرأة هي قدرتها على اتخاذ قراراتها بنفسها وحرية السيطرة على حياتها وحقها في الحصول على الفرص والموارد والعمل والتمكين الاقتصادي للمرأة يهدف إلى توفير الخدمات للمرأة وتحسين وضعها بهدف تمكينها اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا والوصول بها إلى المشاركة في صنع القرار.

قد يعجبك ايضا