طلائع شباب الجيش التنموي يؤكدون في أول أسبوع بحثي:
تهامة بيئة خصبة لزراعة محاصيل الحبوب من القمح والذرة الشامية والذرة الرفيعة
الثورة/ يحيى الربيعي
وفي السياق قامت طلائع شباب الجيش التنموي “المهاجر التنموي، المتفكرون”؛ بنزول ميداني طبقت قواعد البحث السريع بالمشاركة ضمن خطة المرحلة الثانية للثورة التنموية (زرع في اليمن) التي دشنتها مؤسسة بينان التنموية وشركاء التنمية في الحكومة ومؤسسات وهيئات القطاعين العام والخاص والسلطات المحلية في (9) مديريات نموذجية من بين (50) مديرية.
وبالمناسبة أوضح رئيس هيئة البحوث الزراعية د. عبدالله العلفي أن الباحثين سينقلون للمزارعين ما تلقوه من معارف علمية، وبالمقابل سيأخذون منهم المعارف التقليدية، منوها بأن هذا المزيج سيصبح مادة خام قابلة للتحليل والدراسة بغرض إعادة إنتاجه في قالب جديد مقنن ووفق نتائج تنتقي أفضل العمليات وانجعها في الحفاظ على خصوبة الأرض، والارتقاء بجودة وكمية الإنتاج.
ولفت العلفي في تصريح لـ “الثورة” إلى أن نزول طلاب السنة أولى كلية زراعة والذين تم اختيارهم من مختلف الجامعات اليمنية يعد فكرة خارجة عن السائد والمألوف في واقع التعليم الجامعي الذي يجعل التزول في المراحل الأخيرة من الدراسة الجامعية.. أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل فضلت أن يرتبط الطالب الجامعي بالبحث العلمي والميداني منذ بدايات التلقي كي تترافق الخبرة العملية مع العلم النظري كي تتفتح مدارك الطلاب وتنمو معهم الخبرة والممارسة وتنكسر الحواجز الكثيرة التي تمنع الإنسان من استغلال ملكاته الإبداعية بالتزامن مع التحصيل العلمي.
وعوَّل العلفي على التجربة في التسريع بالتغيير وتحقيق الأهداف المرجوة من الثورة الزراعية في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في وقت قياسي، خاصة وأن البلاد تتعرض لأفتك عدوان وأبشع حصار عرفه التاريخ تديره القوى الاستعمارية الكبرى المتمثلة في أمريكا وحلفائها في التنفيذ تحالف الشر السعواماراتي، هذا التكتل العدواني اللإ انساني واللا أخلاقي الذي ما كان ليكون لولا المعرفة المسبقة بأن هذا الشعب فيما إذا استرد قوته وعزته واستقلاله وحريته فلن يكون أمامه من عائق في تحقيق النهوض الحضاري والتفوق على كافة المستويات العلمية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن هذا العدوان الشرس وعلى مدى سبع سنوات من الاستبسال والصمود لم ولن يلق من اليمنيين سوى تحويل التحديات إلى فرص إبداع وصناعة المستحيل وفي أزمنة قياسية.
المدير التنفيذي لجمعية اكتفاء التعاونية الزراعية متعددة الأغراض جعفر الأهدل بدوره أكد ان دور الباحثين في هذه المرحلة يتمثل في العمل على إعداد رصد احصائي بالأراضي الصالبة والتي بالإمكان استغلالها في تنفيذ عقود زراعة الذرة الشامية، وتعديد الآفات الزراعية التي تفتك بالمحاصيل الزراعية، وتدوين الأساليب التقليدية التي كان آباؤنا واجدادنا الأوائل يستخدمونها في مكافحة تلك الآفات والتنسيق مع إدارة النباتات لتعيين المكافح الكيميائي المناسب لكل آفة، وتعيين المناطق التي تحتاج إلى شق قنوات ري في المناطق التي لا تصل إليها سيول الامطار من الجبال والوديان المجاورة لها.
وأشار الأهدل إلى أن الباحثين لهم دور أساسي في تعيين المناطق المناسبة لزراعة كل محصول، وتعيين المناطق لزراعة أي محاصيل جديدة، مشيرا إلى نجاح تجربة زراعة القمح في تهامة، وكانت الأبحاث والدراسات التي قامت بها منظمة الفاو قد اقنعت السلطات المعنية في النظام السابق أن اليمن بما فيها تهامة غير صالحة للزراعة بصورة عامة.
ونوه الأهدل بأن فريق الباحثين من طلائع الجيش التنموي (متفكرون) تواصلوا إلى أبرز المشكلات التي تعاني منها الزراعة في المراوعة هي غور المياه، حيث بدأت الآبار الجوفية في الغور والتملح في بعض المناطق بسبب عدم وجود التغذية الكافية، بالإضافة إلى مشكلة عدم القدرة على التسويق البعيد، والاكتفاء بالتسويق المحلي لاسيما وأن لدى المزارع التهامي عقدة مفادها: إذا زرعت تهامة انخفض السعر وبوَّرت المحاصيل، وهذه العقدة هي ما تعكف الجمعية على إزالتها من نفوس المزارع من خلال التسريع في تفعيل الزراعة التعاقدية وتعميمها على مستوى كافة المحاصيل بحيث لا يزرع المزارع إلا ما يضمن تسويقه مسبقا وفق آلية توزيع محكمة.
من جهته أكد منسق بيت المبادرات في المراوعة محمود عريج أن فرسان المديرية أعدوا برنامج استقبال مسبقاً من تنسيق وتمكين فريق طلائع الجيش التنموي من الباحثين (متفكرون) من الالتقاء بالمزارعين وتذليل كافة المعوقات وحشد المزارعين وارشاد بالعزل والقرى وسهولة الوصول إلى الأراضي الزراعية والتعرف على مناطق المهام البحثية، هدف الأسبوع البحثي.
المهاجر التنموي طارق الفضلي، طالب في كلية الزراعة جامعة صنعاء، بدوره أوضح قائلاً: “نحن طلاب كلية الزراعة سنة أولى من جميع محافظات الجمهورية تم اختيارنا من قبل مؤسسة بنيان التنموية للتدرب على مهام البحث السريع بالمشاركة، وقد تدربنا في أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل لمدة (15) يوما، تلقينا خلالها محاضرات عن أساليب البحث السريع بالمشاركة والعديد من المعارف العلمية والحاسوب بالإضافة إلى برنامج ثقافي مكثف للتعرف على هدى الله، وكيف يجب أن يكون الإنسان واثقاً من نفسه، ومن قدراته على صناعة التغيير من خلال التعرف على مكامن الخطأ والعمل على معالجتها بالطرق والأساليب التي تربينا عليها في ظل الثقافة القرآنية، وعلى هدي الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي – رضوان الله عليه – وموجهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي – حفظه الله – وفي درب المسيرة القرآنية التي أتت لإحياء ما حاولت قوى الضلال والتحريف طمره واستبداله بمفاهيم وسلوكيات من أنزل بها من سلطان”.
وأشار الفضلي إلى أن الفريق قام بمهام التطبيق العملي خلال أسبوع بحثي في عدد 9 من المديريات النموذجية من مختلف محافظات الجمهورية، وبإدارة مباشرة من قبل الجمعيات التعاونية في المديريات كل في نطاق محيطه الجغرافي انطلاقاً من أهمية إلمام وفهم وتطبيق أطراف العملية الزراعية من مزارعين وباحثين وجمعيات تعاونية ومجمل الفعاليات الرسمية والشعبية ذات العلاقة بالجانب الزراعي في سبيل بلوغ الهدف الأسمى في تحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب وخاصة القمح والذرة الشامية والبقوليات والتي تستنزف البلاد من العملات الصعبة بما يقدر بـ 5 مليارات دولار سنويا.
المهاجر التنموي مصلح علي حمود عوض، طالب في كلية الزراعة جامعة صنعاء، بدوره أشار إلى أن نزولهم الميداني يأتي في خدمة الجبهة الزراعية، وأنهم سيولون جل تركيزهم على محصول الذرة الشامية لاسيما وأنهم بدأوا في تنفيذ الدراسة الميدانية لاستكشاف نقاط القوة التي تتمتع بها المديريات النموذجية من ناحية البيئة المناسبة لزراعة محاصيل الذرة الشامية.
وأكد عوض وجود موارد متاحة في أراضي مديريات الساحل القريبة من الحازة الجبلية والوديان لزراعة جميع محاصيل الحبوب، مشيرا إلى أنهم وجدوا شهادات من أعيان تلك المنطقة بأنها كانت تزرع جميع محاصيل الحبوب من القمح والذرة الشامية والذرة الرفيعة، حيث أكد المزارعون الذين تم إجراء المقابلات البحثية معهم في مديرية المراوعة أن المنطقة غنية بالمياه الجوفية التي بالإمكان استخراجها على أبعاد تتراوح ما بين 8 – 10 أمتار، بالإضافة في مرور وادي سهام، كما توجد نسبة كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة لا يستغل منها سوى 50 %.
ولفت الباحث عوض إلى أبرز المشكلات التي تواجه المزارع التهامي تتحدد بشكل أساسي في ارتفاع كلفة المدخلات الزراعية من بذور وأسمدة ومبيدات ومعدات الحراثة والحصاد، والمشتقات النفطية، وضعف القدرة المادية في عمل قنوات تحويلية لمياه الوديان إلى المزارع، وهناك شكوى من القروض التي تمنح لهم من قبل البنوك منها ما هو ربوي مركب، ومنها ما هو ربوي معلوم إلى درجة أن البعض يضطر لبيع أرضه كي يسدد ما عليه من قروض وفوائد.
وتطرق الباحث إلى أن المزارع التهامي وقع ضحية لمؤامرة الكثير من المنظمات التي قسمت تهامة فيما بينها إلى اقطاعيات، كل منظمة عملت لها لوحة في منطقة تدخلها، منوها بأن المؤامرة تركزت في التدخل في توزيع البذور المحسنة والتي غالبا ما تكون عبارة عن تجريبية أو فاسدة أو مخصي من الإبذار أو مصابة بأمراض وآفات زراعية، وفي أحسن الحالات بذور ينبت لمرة واحدة، والأفظع من ذلك ما يستخدم لها من أسمدة ومبيدات تدمر التربة.
وأكد الباحثون أن المشكلة في ذلك ترجع إلى غياب التوعية الارشادية والرقابة من قبل الجهات المسؤولة عن الجانب الزراعي في الفترات السابقة، مما جعل الأمر سائبا والأبواب مفتوحة على مصراعيها أمام تلك المنظمات، وأمام الاستخدامات الارتجالية والعشوائية للأسمدة والمبيدات، واستخدام طريقة الغمر على نطاق واسع مما أثر سلبا على جودة التربة ومنسوب المياه الجوفية لاسيما مع غياب القنوات التحويلية لمياه الوديان وقلة الأمطار.
وأرجع الباحثون سبب تجاهل المزارع التهامي إلى المؤسسات المجتمعية ذات الطابع الوطني والتي تتمحور مهامها في مد يد العون بالتوعية والإرشاد بمنهجية التحفيز والتمكين ومساعدة الفرد عبر التدريب والتأهيل على كيفية الاعتماد على الذات واستغلال الموارد المتاحة، وترسيخ الإيمان بأن الحلول غالبا ما تكون متواجدة، والجري خلف المنظمات الدولية التي تعمل على الإغراءات التي تغدقها من المساعدات المالية والعينية على المزارع استغلالا لميل النفس البشرية لرغبات البعض في الاتكالية على الغير.
وأكد الباحثون أنهم أثناء مقابلتهم الكثير من المزارعين في المراوعة اتضح لهم أن لديهم عزائم قوية، ولا يركنون إلى جهة في مسائل كثير تتعلق بالعمليات الزراعية كانتخاب البذور، وتصنيع الأسمدة من المخلفات الحيوانية وأوراق أشجار ومخلفات الموز والخضروات والفواكه، وصناعة المبيدات من أشجار المريرة وأوراق التبغ والبسباس، والتربة، وبالتالي فإن أراضيهم خالية من الإصابة بالآفات والأمراض الزراعية التي تجلبها التدخلات الكيمياوية في تحسين البذور، وصناعة الأسمدة والمبيدات.