حين أشاهد هذه الأيام برامج مطعَّمة بالتغريب لفضائيات تحمل طابعا يمينيا وليس فيها ما تيسر من اليسار الثوري أكفر بتلك الفضائيات التي تصدر منها ريحة كريهة منبعها إمبرالية الناتو حتى وإن كان شكلها غربيا أو عربيا هذا ما يجعلني أحدِّث ذاتي وأضع علامة استفهام حول موضوع خطاب الكراهية؟!
ترويج تلك المكنات لمشاريع الخطاب وكيفية توظيفه من الباطن لخدمة الكوكتيل الغربي ومشاريعه المتوحشة هو جزء من الاستهداف الناعم لدول المعمورة الشرق أوسطية وللبركس .
لفت انتباهي برنامج “للقصة بقية” في قناة الجزيرة التي تعده الإعلامية فيروز زياني وضمن حلقاته بعض عناوين لهذا الخطاب.
من خلال تلك العناوين التي سلطت الأضواء عليه أختنا فيروز وتناولت الإشارة إلى تناقضات الدساتير والقوانين الغربية بما يجري في الغرب من تعميق للخطاب ربطت الموضوع بالديمقراطيات وحرية الرأي والتعبير والإعلام واستدلت بما قام به ترامب ضد بعض النساء فتزامن طرح هذا الموضوع من قبل القناة مع آخر مستجدات أفغانستان واهتمام الجزيرة بالحركة الطلبانية الوهابية وتغيير نغمة الإعلام الغربي الذي كان في الأمس القريب يصنِّف طالبان إرهابية وهو من صنعها وهي فعلا إرهابية، واليوم سلَّمت إدارة البيت الأبيض أفغانستان وترسانات كبيرة من الأسلحة لطالبان بعد استلام بايدن وتقول البيت الأبيض إن هذه الحركة ليست إرهابية وإن رموزها وأعضاءها ملائكة هطلت من السماء!!
إبراز البرنامج لهذا الخطاب وترجمة جزء منه عبر منابر إعلامية يعد مقبولا أو جيدا، لكن لم يتم تناوله من عدة زوايا بقناة الجزيرة بحيث تكون الصورة أوضح ويتسنى للعامة معرفة ما بين السطور على أن يتوافق مع ضمير وشرف المهنية لسلك الإعلام ويصب نحو خدمة الإنسانية والانتصار لعدالة قضايا الشعوب المقهورة والابتعاد عن التوظيف غير المباشر لطرف تغريبي وفصيل داعشي فعملت بذلك على توسيع رقعة التضليل وتشوية الوعي الجمعي وتلميع سياسة الحزب الديمقراطي في أمريكا الذي تربطه علاقة النديم أو كأس عبلة بكافة تيارات الوهابية التدعيشية من الماضي وحتى الحاضر .
الأسئلة التي تطرح ذاتها: هل خطاب الكراهية المصنَّع في واشنطن يخدم مشاريع التطبيع مع كيان صهيون ؟ أم كيف ؟ وهل تناول هذا الموضوع من الزاوية الإعلامية يعد مشاركة للناتو في التهيئة لتنفيذ مشاريع استهدافية بشكل آخر ضد الأطراف الدولية والإقليمية المضادة للإمبريالية وعلى رأس القائمة محور المقاومة وتحت غطاء هذا الخطاب ؟
البعض يتأثر بما يأتي من هذا الإعلام بينما هناك أشخاص لديهم القدرة على قراءة ما بين السطور فيستنتجون أشياء كثيرة ويفرقون بين الغث والسمين ولكل شخص وجهة نظر تصيب أو تخيب .
هنا أحببت أن أطرح وجهة نظري باختصار عن بعض ما ورد في عناوين برنامج فيروز سواء كانت تصيب أو تخيب، بغض النظر عن أميتي السياسية والثقافية لأنني متأثر باليسار الثوري وأقف اليوم بأسطول ٢١ سبتمبر الذي أنا مؤمن به من القاع للنخاع كأسطول ثوري تحرري واثق بقائده الزاهد والمجاهد عبدالملك الحوثي حفظه ربي .
وجهة نظري تتلخص في أن تسليط الأضواء على هذا الموضوع من قبل القناة في اعتقادي أنه لم يأت من فراغ، وهذا ما جعلني أكتب هذه السطور خصوصا حين تزامن البرنامج مع مجرى الأحداث في الساحة الأفغانية وعودة الجماعات الوهابية لطالبان وانسحاب الأمريكان بل يعد جزءا من توظيف الخطاب الإعلامي لصالح طالبان بشكل غير مباشر بما يتماشى مع خطاب الحزب الديمقراطي في أمريكا، وهنا فإن توجه القناة وسياستها تخدم الديمقراطي الأمريكي بشكل حصري، أي مثلما انتقلت السلطة في واشنطن من الجمهوري للديمقراطي ترتب عليها انتقال المهام الاستهدافية لواشنطن في البلدان المستهدفة للأجندات التابعة للديمقراطي في العديد من البلدان أيضا مع أن تلك الأجندات متعددة إعلاميا وثقافيا وغيره ومؤسسة الجزيرة محسوبة على الديمقراطي ولهذا من تابع خطاب ترامب قبل بايدن كان يلمع ويدعم الأجندات الحصرية على حزبه في البلدان المستهدفة حيث كان يتهم طالبان بأنها إرهابية وأمريكا هي من أسستها، وبعد انتقال كرسي البيت الأبيض إلى بايدن أصبح يقول طالبان ليست إرهابية فيتجلى التناقض الغربي وهنا لكل حزب خططه السياسية وأجنداته الحصرية ومؤسساته الإعلامية أي لكل حزب استراتيجياته وأدواته المخصصة للتنفيذ والالتزام بعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي تحددها الصهيونية .
ما ينبغي أن يدركه الجميع أن من هندس مشروع خطاب الكراهية كسلاح ناعم للإمبريالية ومشاريع أخرى هو الغرب بذاته برئاسة أمريكا، ولا غرابة أن يستثمر سماسرته وأجنداته للتنفيذ في كل الاتجاهات وفي مختلف البلدان، حيث أن أجنداته الداعشية هي حصريا على الديمقراطي كما أسلفت تتولى جزءا من التنفيذ الاستهدافي ضد الأطراف المضادة للغرب، وتجد سماسرة التغريب ينفذون المخطط عبر النافذة الأممية كما حدث من قبل غوتيريش وأجندات التكفير راهنا تتولى التنفيذ عسكريا وأمنيا وإعلاميا وغيره وفي مجملها تصب لخدمة الإمبريالية المتوحشة لتحقيق الأهداف الخفية للغرب .
ينبغي أن ندرك أن مشروع خطاب الكراهية يحمل ماركة أمريكية جزء من أهدافه اتخاذ ذلك وسيلة لإسكات المؤسسات الإعلامية التي تفضح السياسة الإمبريالية برمتها وكذا النخب الأكثر إدراكا لخطر وأهداف هذا الخطاب سواء كانوا مفكرين أو مثقفين أو حزبيين أو غيرهم ولنعتبر أن ضمن بنك الاستهداف الأمريكي مؤسسات إعلامية وثقافية وعلمية محسوبة على محور المقاومة إضافة لرجال الفكر وغيرهم ممن يقولون لا للإمبريالية ويتخذ الكوكتيل الغربي هذا المشروع غطاء لاغتيال واختطاف مزيد من العلماء والمفكرين واستثمار سماسرته في الهيئات الأممية لانتزاع قرارات تخول له تنفيذ الاستهداف بكل الوسائل وعبر كل الأجندات ليفضي لصناعة وعي جمعي مشوه، ولو أخذنا دور المؤسسات الإعلامية ذات الطابع اليميني ممن تسبح للناتو فسوف نلمس عمليات الاستهداف ضد كل من يساهم بفضح السياسية الغربية المتوحشة وعلى سبيل المثال تعطيل مواقع الإعلام الإلكتروني التابع لمحور المقاومة خلال الفترة الماضية كان تحت ذريعة خطاب الكراهية بينما الغرب وإعلامه، وكل أزلامه يوجهون مؤسساتهم لتعميق ثقافة الكراهية ضد محور المقاومة ويكفي الاستدلال باستهداف العديد من المخرجات التابعة للمحور في الشركات الإلكترونية التابعة للناتو على الويب العالمي منها جوجل ويوتيوب وفيسبوك وغيرها، ليتمكن من خلالها عن نشر مشاريع التطبيع مع كيان صهيون وقمع وقتل وعزل الطرف المضاد واستهداف الأدمغة التي تدرك خطر مثل هذه المشاريع الاستهدافية .
لنأخذ في الحسبان أن خطاب الكراهية يحمل ماركة أمريكية بل هو مشروع للسحل التدعيشي الناعم ضد البلدان والشعوب المستهدفة – كما أسلفت الإشارة إليه – ومن الطبيعي أن تكون هناك تغطية تدعيشية ناعمة من بعض المؤسسات الإعلامية الموامركة سواء كانت باللون الديمقراطي أو الجمهوري وتندرج ضمن مشاريع الحرب الناعمة التي ينفذها الكوكتيل الغربي .
هنا فهم المشكلة جزء من الحل لكن ينبغي أن تترجم هذه القضايا بعين العقل بعيدا عن السطحية، وما تطرق إليه الشهيد القائد حسين الحوثي رضوان الله عليه هو حجر الأساس لفضح هذه المشاريع الخطيرة وما نصح وينصح به قائد الثورة بصفة مستمرة السيد عبدالملك الحوثي عن هذا الخطر هو خارطة طريق لتصويبها وتندرج ضمن مشاريع الحرب الناعمة ويفترض أن تنقل تلك النصائح إلى حيز التنفيذ، ونؤكد أن الإمام الخميني أدرك خطر هذه المشاريع في وقت مبكر وكذلك سماحة السيد حسن نصر الله سلام الله عليهم .
على هذا الأساس فإن تنامي خطر هذه المشاريع يتطلب تصعيد هذه القضايا من قبل الأطراف المستهدفة، والاستمرار في فضحها عبر كل المنابر جزء من التصدي للخطر سواء من خلال إقامة ورش مشتركة لدراسة هذه المشاريع البالغة الخطورة على أن تكون تلك الورش في إطار محور المقاومة + البركس وغيرها حتى وإن كانت المشاركة عبر النوافذ الإلكترونية لأن الصمت عار والخوف عار والخروج بمصفوفة من الحلول هو المطلوب، وليكن ختام هذه السطور الصرخة في وجه المؤمركين .
الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.
نائب وزير الإعلام.