تجنيد أمريكي من جامعة تعز.. القائمة بأعمال السفارة الأمريكية تدشن «نقطة ماب» لاستقطاب مجندين وعملاء
المسؤولة الأمريكية «نقطة ماب» تمثل حضورا أمريكيا في اليمن بطريقة لم تكن ممكنة منذ إغلاق سفارتنا في 2015
الثورة / تقرير/خاص
افتتحت القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن كاثي ويستلي ، يوم الأربعاء الفائت، مشروعا أسمته بـ[نقطة ماب] في المكتبة المركزية في جامعة تعز ، قالت إن المشروع يهدف إلى بناء قدرات عشرين شابا من جميع أنحاء اليمن.
نقطة “ماب” حسب القائمة في السفارة الأمريكية، هي مساحة آمنة للتواصل مع الناشطين من كل مناطق اليمن، وستكون مساحة آمنة مفتوحة للمشاركة والتواصل ، أي أنها نقطة اتصال أمريكية مع العملاء والمجندين ، وضعت السفارة الأمريكية مقرها جامعة تعز وتحت يافطة أكاديمية ثقافية.
ولفتت القائمة بأعمال السفير الأمريكي – التي حضرت إلى جامعة تعز – إلى أن المشاركين تلقوا تدريباً في مجال اللغة الإنجليزية وكتابة المقترحات وإدارة المشاريع ، وأوضح الخبر الذي نشره موقع السفارة الأمريكية أنه في ختام البرنامج التدريبي طلب من المشاركين تقديم مقترحات للحصول على التمويل، وقد اختير مقترح [نقطة ماب] لتلقي التمويل ، الذي وفر [لنقطة ماب] كمبيوترات مكتبية ، وجهاز كمبيوتر محمول ، ومشغل DVD ، وتلفزيون، وإنترنت عالي السرعة ، بالإضافة إلى كتب علمية وأكاديمية طلبتها الجامعة، وستوفر [نقطة ماب] بنية تحتية ومصادر يحتاجها 30000 طالب في جامعة تعز، كما ستشكل [نقطة ماب] منصة لاستضافة فعاليات افتراضية مفتوحة للشباب في جميع أنحاء اليمن وخارجها.
المشروع الذي جاء بمبادرة للدبلوماسية العامة الأمريكية وتم الاحتفال بافتتاحه -الأربعاء الفائت- في المكتبة المركزية بجامعة تعز، يستهدف 30 ألف شاب يمني تحت عناوين وشعارات براقة تخفي في طياتها الكثير من الأهداف التي تسعى السفارة الأمريكية لتحقيقها في اليمن.
ووفقا لمصادر إعلامية، قامت السفارة الأمريكية بتدريب وتأهيل 20 شابا لإدارة وتسيير نشاط الزاوية وتزويدهم بالأجهزة والمعدات التي تمكنهم من التواصل مع الشباب اليمني في محافظة تعز وبقية المحافظات واستضافتهم وتفعيل مشاركاتهم في فعالياتها الافتراضية المفتوحة للشباب في جميع أنحاء اليمن وخارجها.
ويأتي افتتاح هذه الزاوية في إطار المساعي الأمريكية لإعادة نشاطها إلى اليمن الذي توقف بعد إغلاق سفارتها في العام 2015م، وهو ما عبرت عنه القائمة بأعمال رئيس البعثة الأمريكية لدى اليمن كاثرين ويستلي التي أكدت – أثناء مشاركتها في حفل التدشين عبر الاتصال المرئي – التزام بلادها بدعم الطلاب والشباب وتسهيل إنشاء مساحات آمنة مثل ((MAP Point من أجل توسيع مشاركتهم وتفاعلهم مع أنشطتها على المستوى العالمي، مشيرة إلى أن هذا المشروع مقدمة لمشاريع أمريكية قادمة.
وأكد متابعون أن افتتاح الزاوية الأمريكية في جامعة تعز هدفه إيجاد مركز استقطاب وتجنيد للشباب والأكاديميين والطلاب ، ووصفوه بالتجنيد الرخيص، إذ أن المشروع الذي فعلته أمريكا لم تتجاوز تكلفته 24 ألف دولار لكن القائمة بأعمال السفارة الأمريكية اعتبرت نقطة ماب مساحة آمنة للتواصل مع الشباب – حد وصفها ، بل قالت إن [نقطة ماب] تمثل حضورا للولايات المتحدة في اليمن بطريقة لم تكن ممكنة منذ إغلاق سفارتنا في 2015م.
وأشاروا إلى أن تعز في مثل هذا الوقت لا تحتاج لافتتاح زوايا ثقافية بقدر ما تحتاج لوضع حد للانفلات الأمني وإيقاف عبث مليشيات العدوان واستهدافها للمواطنين، وإعادة إعمار ما دمرته آلة العدوان العسكرية ومعارك وصراعات المرتزقة التي حولت المدينة إلى أطلال ، لكنهم يرون أن الفوضى وانعدام الأمن هي البيئة الحاضنة للمشاريع الأمريكية.
وبحسب مراقبين، فإن الدبلوماسية الأمريكية تسعى لتجميل صورتها وقبح سياساتها ومشاركتها ودعمها لقوى العدوان على اليمن ، من خلال إيجاد نقاط استقطاب وتجنيد للشباب ودفعهم إلى تبني مواقف لصالحها ، ويرون أن تمويل مثل هذه المشاريع الرخيصة تستهدف الطلاب والشباب بشكل عام كما هو واضح من تصريحات المسؤولة الأمريكية.
القائمة بأعمال السفارة الأمريكية كاثي ويستلي، قالت «ستمثل [نقطة ماب] حضورا للولايات المتحدة في اليمن بطريقة لم تكن ممكنة منذ إغلاق سفارتنا في 2015م، ونأمل أن تكون [نقطة ماب] منصة لتعزيز تواصلنا معكم ومع طلاب جامعة تعز، وبحث إمكانية التواصل افتراضيا مع شباب اليمن خارج تعز، إلى أن نتمكن مرة أخرى من الالتقاء شخصيًا»
وأضافت «أود أن أبدأ كلمتي بأن أبعث برسالة إلى شباب اليمن، حيثما كانوا، سواء في المكتبة المركزية في جامعة تعز، أو في مكان آخر في اليمن، أو خارج البلاد، مفادها : إن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بتسهيل إنشاء مساحات آمنة [كنقطة ماب]، وهي مساحات حيث يمكنكم تطوير مهاراتكم لتصبحوا مواطنين منتجين؛ فأنتم مستقبل اليمن».
واختتمت «أود أن أشكر مسؤولي جامعة تعز لمنحهم [نقطة ماب] مكانا خاصا بها، ولتشجيعهم ودعمهم لهذه المبادرة. كما أود أن أشكر شباب ماب وشركاءنا المنفذين في مؤسسة وثاق. فإذا كانت نقطة ماب مؤشرا لإمكانات شباب اليمن، فإن مستقبل اليمن سيكون مشرقا حقا».
مراقبون اعتبروا الحضور الأمريكي المباشر من خلال القائمة بالسفارة الأمريكية في تعز ، يعكس مدى التواجد الأمريكي في تعز ، والعلاقة التي تجمع بين هذا التواجد وبين الفوضى والاغتيالات والقتل والجرائم المتفشية في مدينة تعز ، واعتبروا زيارة المسؤولة الأمريكية لأول مرة أمراً يعكس خطورة المشروع الأمريكي الذي يتم عبره تحويل جامعة تعز إلى نقطة استقطاب وتجنيد ، ومدينة تعز إلى بيئة حاضنة للمجرمين الذين تجندهم أمريكا.
ويتساءلون: هل مدينة تعز التي يتفشى فيها القتل والتصفيات والاغتيالات والجرائم اليومية بحاجة لمشروع ثقافي أمريكي!؟
ويعتبر متابعون أن ما أعلنته السفارة الأمريكية هو تدشين لنقاط استقطاب وتجنيد وغزو فكري وأكاديمي تعمل عليه الإدارة الأمريكية انطلاقا من تعز ، ومن خلال افتتاح (نقطة ماب) أو ما تسميها الزاوية الثقافية الأمريكية في جامعة تعز.
وكانت 15 منظمة حقوقية أدانت استمرار أعمال الفوضى في تعز والناجمة عن حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المدينة والتي تؤدي إلى إزهاق مستمر لأرواح المدنيين بما فيهم النساء والأطفال.
وأشارت -في بيان- إلى استمرار الاعتداءات المتكررة على المنشآت والمرافق الصحية وتنفيذ عمليات إعدام خارج إطار القانون من قبل أفراد محسوبين على بعض الألوية والوحدات العسكرية التابعة لحكومة المرتزقة دون أن تحرك السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية ساكنا في ضبط المتسببين وإحالتهم للعدالة لما من شأنه حماية المدنيين وتحقيق الأمن والاستقرار.