الثورة / وديع العبسي
يحتفل اليمنيون كل عام بذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام الثائر زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام، بمسيرات جماهيرية حاشدة يشارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، مؤكدين من خلالها سيرهم على نهج آل البيت في الثبات على الحق وانتصارا لدين الله، والتمسك بمبادئ ثورة الإمام زيد وارتباط الشعب اليمني بهذه المبادئ التي زلزلت الظالمين، وقارن فيها بين طغاة الماضي وطغاة العصر الحالي، رافعين اللافتات المنددة بجرائم العدوان والحصار على الشعب اليمني الممتد لسنوات، مرددين الهتافات المستنكرة لاستمرار العدو في انتهاكاته ضد أبناء اليمن الذين رفضوا واقع الوصاية وسلب القرار (لن نقبل هذا الحصار تسقط دول الاستكبار)، (من زيد أبو الأحرار.. أعلن شعبي الاستنفار)، (نقل البنك مع الحصار لن تركع يمن الأحرار)، (زيد حليف القرآن للعزة أنت العنوان)، و (لن نقبل فينا خائن بان مهما تم ومهما صار).
ويجعل اليمنيون من هذه المناسبات المرتبطة بالله وبدينه فرصة لتجديد إيمانهم وولائهم لآل البيت عليهم السلام، ولكل تلك القيم والمثل التي عملوا على نشرها وترسيخها والعمل بها لإحياء الأمة حياة العزة والكرامة.
ولعل في الصمود العظيم خلال سنوات العدوان ما يؤكد السير على هذا الخط والاتجاه، الأمر الذي حيّر العالم، فالدولة الفقيرة رغم العدوان الدولي عليها ورغم الحصار، تصمد في وجه كل ذلك لسنوات ثم تنهض لتبني واقعها على قاعدة “يد تحمي ويد تبني”. فلله درك من شعب، لله درك من أمة.