عاشوراء.. منهجاً وقيادة (القيادة الحسينية)

امل عباس الحملي

 

 

الإمام الحسين ( ع) منهج بحد ذاته قيادة وفناً ومهارات سيادة بروح وتفان لنيل الكرامة والحرية والاستقلال ..
إن طريق الوصول إلى المكانة العظيمة التي نالها الإمام الحسين – كقائد في قلوب الرعية وحيازة محبتهم إلى تخوم التضحية والصمود والفداء في زمن الجمود والأعداء – طريق طويل ومفعم بمتطلبات عدة كرَّسها الإمام الحسين-سليل أهل الكساء المرموق بالعطاء الموصوف بالسخاء وربيب القران الكريم – منهجا وسلوكا واقعيا في سيرته وتعامله مع أنصاره وكل إنسان بعلم وإنارة..
فكان مثالا في الرحمة المهداة للعالمين على طريق جده المصطفى ( عليه وآله الصلاة والسلام ) حتى بلغت رحمته مبلغا يعجز وصفه ولا يطيقه القصد حتى سلك طريق المد بمتارس العد.
فمن ذا الذي يبكي على أعدائه الذين احتشدوا لقتله لسوء عاقبة أمرهم بعد مقتله كما فعل الحسين عليه السلام؟!! ومن ذا الذي يأبى أن يشرب الماء وهو القائد المقاتل الذي قتله العطش قبل أن يشرب حصانه ومن معه؟!!
لقد تحلى الإمام الحسين بعقلية القيادة التاريخية وروحية القائد المغوار أن يثبت على وجه الزمان وسفره التاريخي ليكون دليلاً وبرهاناً للأمم في مواصلة المشوار
ذلك الدرس القيادي الذي أوجز فيه الغاية السامية والعبرة الخالدة من خروجه المشرِّف من الحياة بهذا الشكل المأساوي مناديا ” إن كان دين جدي لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني” فكان عليه السلام بحق بمثابة القلب الكبير الذي استوعب هموم وماسي الأمة الإسلامية وحاول إصلاح أحوالها لكي لا تقع في أهوالها وعندما استحال ذلك فداها بروحه وكل ما يملك من وحي النبوة الرسالية..
لذا ينبغي التأكيد على نقطة محورية مفادها أن الإمام الحسين ((ع)) لم يكن باحثا عن السلطة والمجد والمال كما لم يطلب الحرب أو حتى يبدؤها بل جعلها آخر الخيارات وليس أدل على هذا المقصد من إجابته على رسالة معاوية برسالة مفادها ” ما أريد لك حربا ولا عليك خلافا وأيم الله إني لخائف الله في ترك ذلك وما أظن الله راضيا بترك ذلك وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشيطان ”
فأي قائد هذا الذي يخير جنوده بين النجاة بالهروب أو الموت بالصمود دون النصر غير الحسين.
وهي الواقعية التي عودتنا عليها القيادة الحسينية المطهرة..
ختاما:
كان منهج الإمام الحسين ع في القيادة امتدادا صميمياً لمنهج جده وأبيه وأخيه متجاوزا إلى حد بعيد كل مقولات وتوصيفات الأنماط البشرية التقليدية والمعاصرة للقيادة إذ تجلت فيها ( أي القيادة الحسينية ) كل معالم العظمة واتسعت بفضائها ألقيمي لتكتسب طابعا من الشمولية تخطت بامتداداتها وعبرها كل حواجز الزمان مكتسبة بذلك طابع الخلود.

قد يعجبك ايضا