في يوم الجمعة العاشر من شهر محرم الحرام من العام 61 للهجرة تعرض الإسلام والمسلمون لنكبة كبرى ومأساة لا مثيل لها في التاريخ الإسلامي، فاجعة بكل المقاييس، تعرض لها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وآل بيته وكوكبة من أصحابه هناك في كربلاء العراق، على يد طواغيت الإجرام والتوحش اليزيدي الأموي، معركة خرج إليها الإمام الحسين نصرة لدين الله وإحياء لسنة جده رسول الله التي عاث فيها وأفسد معاوية ويزيد وجلاوقته من المنافقين.
خرج الإمام الحسين لرفع الظلم الذي يمارسه يزيد بن معاوية وعصابته الإجرامية التي سلطها على رقاب المسلمين في مختلف البقاع والأمصار التابعة للدولة الإسلامية التي أفرغوها من محتواها وحولوها إلى غنيمة لهم، لم يخرج باحثا عن جاه ولا سلطة ولا خلافة، ولكنه خرج لمناهضة الطاغوت الأموي اليزيدي الذي وصل إلى مستوى يغضب الله ورسوله، وبات السكوت عليه جريمة ومعصية كبرى، فخرج آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، في قرابة السبعين من أهل بيته وأصحابه، وهناك باشر جيش عبيد الله بن زياد في منطقة كربلاء بالعراق في أكثر من 4 آلاف منافق، بالهجوم عليهم، حاصروهم ومنعوا عنهم الماء، ومن ثم أغاروا عليهم بالقتل والسحل في مذبحة بشرية تقشعر من هولها الأبدان.
الإمام الحسين سقط شهيدا بعد أن فتكت بجسده الطاهر النبال والرماح، قبل أن يقدم السفاح اللعين الشمر بن ذي الجوشن على حز رأسه وفصله عن جسده ليبعث به إلى عبيد الله بن زياد الذي بدوره سارع لنقله إلى السكير يزيد بن معاوية في بلاد الشام، والذي احتفل بهذا الإنجاز، ومنح العطايا والمكرمات لكل المشاركين في الجريمة البشعة، ولم يكتف يزيد بذلك ولكنه ذهب لتكسير ثنايا الإمام الحسين في مشهد يعكس الحقد والإجرام والتوحش الأموي اليزيدي الذي لا يمت للإسلام بأدنى صلة.
هذه الفاجعة الكبرى التي نعيش ذكراها هذه الأيام في يمن الحكمة والإيمان، ونحن تحت العدوان والحصار من قبل أحفاد يزيد من صهاينة العرب الذين ينفثون سموم حقدهم وإجرامهم على أبناء اليمن الميمون، لمجرد رفضهم للوصاية السعودية والارتهان للأمريكان والتطبيع مع الصهاينة، والمتاجرة بقضايا الأمة وثوابتها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وها نحن في العام السابع وما يزال الأعداء على غيهم وغطرستهم وإجرامهم وتوحشهم الذي يمثل امتدادا للتوحش والإجرام الأموي اليزيدي الذي بات مضرب المثل في الإجرام والتوحش على مر العصور، رغم محاولات حاخامات الوهابية السعودية الأموية الولاء والانتماء تحسين صورتهم وتلميعهم وتقديمهم بخلاف ما هم عليه من قبح وزندقة وتوحش وإجرام.
بالمختصر المفيد، ما كان لمأساة كربلاء أن تحدث لولا تمكين المجرمين والفاسقين والفاسدين من تولي زمام الحكم والتسلط على رقاب المسلمين وإدارة شؤون الأمة، لذلك كانت معركة كربلاء بمثابة الامتداد المباشر والعميق لمعركة بدر الكبرى، معركة بين الحق والباطل، معركة بين الخير والشر، معركة بين الطهر والنقاء والخسة والنذالة، معركة انتصر فيها الدم الحسيني المحمدي على السيف والإجرام والتوحش الأموي اليزيدي الذي يتمثل اليوم في عدوان وحصار آل سعود وآل نهيان والصهاينة والأمريكان على يمن الحكمة والإيمان.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.