تطورات الأحداث في أفغانستان طالبان تطلق سراح المعتقلين السياسيين و”تعفو عن جميع الموظفين” وتُجري مشاورات لتشكيل الحكومة القادمة
الثورة / متابعات
في خطوة مفاجئة لزرع الطمأنينة لدى جميع الأفغان، وخصوصا المناهضين للحركة وخصومها ، الذين يبحثون عن فرصة أمل ومخرج لمغادرة البلاد ، قررت حركة طالبان أمس إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في مختلف ولايات البلاد، وبدأت في الوقت ذاته مشاورات مع ساسة ومسؤولين سابقين من أجل تشكيل نظام يقود أفغانستان في الفترة المقبلة.
كما أعلنت الحركة عفوا عاما عن كل موظفي الدولة، داعية إياهم إلى العودة للعمل وحياتهم الطبيعية بثقة تامة، ودعت الأفغان لمواصلة أنشطتهم الاقتصادية الطبيعية.
وجاء في بيان للحركة على تويتر “بناء على قرار العفو العام الصادر من قبل زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده، فإنه يُحكم بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من جميع سجون البلد”.
وأضاف البيان “لذا على جميع حكام الولايات –بدءا من اليوم الخميس- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين (كبارا وصغارا) من دون أي قيد أو شرط، وتسليمهم إلى أسرهم”.
وفي إطار المساعي الرامية لتشكيل حكومة تقود البلاد، يعقد رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبد الغني برادر اجتماعات مع زعماء القبائل وعلماء الدين في قندهار جنوبي أفغانستان، بعد أن وصلها الثلاثاء قادما من الدوحة، وقال مسؤول بالحركة إن قادة طالبان لن يظلوا خلف جدار من السرية والتخفي، وأشار إلى أنهم يتحاورون مع مسؤولي الحكومة السابقين لضمان شعورهم بالأمان.
ونقلت الجزيرة عن مصادر في قندهار، أن برادر وقادة آخرين من طالبان يبحثون مع شيوخ قبائل تشكيل نظام شامل، حسب قولهم.
وأشارت إلى اجتماعات غير رسمية تعقدها طالبان مع مسؤولين سابقين في حكومة الرئيس السابق أشرف غني. وفي ذات السياق، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول في طالبان قوله إن المسؤول في الحركة والقيادي البارز في شبكة حقاني أنس حقاني، التقى الرئيس السابق حامد كرزاي..
وأجرى معه محادثات في سياق سعي طالبان لتشكيل حكومة.
وأضاف أن رئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله كان حاضرا هذه المحادثات، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وتعد شبكة حقاني، التي تتمركز على الحدود مع باكستان، فصيلاً مهماً في طالبان، وقد واجهت اتهامات السنوات الماضية بتنفيذ بعض أعنف الهجمات في البلاد.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في طالبان قوله إن قادة الحركة سيشاركون في حوار مع مسؤولي الحكومة السابقين لضمان شعورهم بالأمان، وأضاف أن العالم سيرى بالتدريج كل قادة طالبان ولن يكون هناك أي تخف أو سرية.
وأوضح أن أي شكاوى يتقدم بها مدنيون ضد أي عضو من أعضاء طالبان سيتم التحقيق فيها سريعا، داعيا أعضاء الحركة إلى عدم الاحتفال لإثبات تفوقهم، لأن النصر ملك لأفغانستان، على حد تعبيره.
وفي أول ظهور علني له أمام وسائل الإعلام، تعهد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد -في مؤتمر صحفي بكابول أمس- بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية ضد الآخرين، وبمنح المرأة حقوقها الكاملة وفقا للشريعة -حسب قوله- والسماح لوسائل الإعلام بممارسة عملها بحرية واستقلال.
وقال مجاهد إن أفغانستان كانت وما زالت دولة إسلامية “سواء قبل 20 عاما أو الآن، لكن هناك اختلافاً هائلاً بين ما نحن عليه الآن وما كنا عليه قبل 20 عاما”.
ودعا الناطق باسم الحركة السياسيين المعارضين إلى عدم مغادرة البلاد، مشددا على أنه لا مبرر لسفرهم لأن أفغانستان تسع الجميع. وأكد أن الحركة ستبقى على صلة مع وسائل الإعلام “التي ستعمل بحرية”.
وعلى الصعيد الميداني لا تزال الفوضى تسود الجزء العسكري من مطار كابول، حيث تجمع الآلاف من الأفغان على أمل دخول المطار والحصول على مقعد لمغادرة البلاد، في وقت تمكنت طالبان من السيطرة على الجزء المدني من المطار.
وقال مجاهد -خلال مؤتمره الصحفي أمس – “اعتبارا من اليوم نعلن انتهاء عدائنا مع كل من وقف ضدنا في أفغانستان”، وأضاف “أصدرنا عفوا عن كل من وقف ضدنا ولا نريد استمرار الحرب بل نسعى لإزالة كل أسبابها”.
وشدد على أن طالبان لا تريد تصفية الحسابات مع أي أحد في البلاد. وقال “نعفو عن آلاف الجنود الذين حاربونا 20 عاما”.
وأعلن العفو عن المترجمين أو المتعاقدين الذين عملوا لصالح السلطات الأجنبية، مؤكدا أنه لن يكون هناك انتقام منهم.
وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة طالبان على العاصمة كابول الأحد الماضي، وفرار الحكومة التي كانت تتلقى الدعم من الولايات المتحدة ومختلف الدول الغربية.
من ناحية ثانية، أفادت مصادر أمنية أفغانية بمقتل شخصين وجرح 10 آخرين إثر إطلاق مسلحي طالبان النار على مظاهرة في مدينة جلال آباد شرقي البلاد.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن مئات من المحتجين تظاهروا في جلال آباد دعما للعلم الوطني للبلاد ورفضا لتغيير الهوية.
وأفادت منصات محلية على مواقع التواصل، أن مسلحي طالبان أطلقوا الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين.
إلى ذلك خرجت مظاهرة نسائية أمس في العاصمة الأفغانية كابول للمرة الأولى منذ سيطرة طالبان على المدينة والبلاد.
وخرجت أفغانيات في مظاهرة يرددن -أمام مسلحي الحركة- هتافات تطالب بالحصول على حقوقهن في التعليم والعمل في مختلف القطاعات.
وكانت طالبان تعهدت في مؤتمر صحفي عقدته الثلاثاء بمعاملة المرأة وتأمين حقوقها، حسب الشريعة الإسلامية.
من جهة ثانية، قال مسؤول أمني في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن 17 شخصا أصيبوا أمس في تدافع عند إحدى بوابات مطار العاصمة الأفغانية كابول، مع تكثيف الدول الغربية عمليات إجلاء دبلوماسييها وآخرين من هناك.
وقال المسؤول -الذي كان يعمل في المطار- إن المدنيين الأفغان الذين يسعون لمغادرة البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة يوم الأحد طُلب منهم عدم التجمع حول المطار ما لم يكن بحوزتهم جواز سفر وتأشيرة.