سبع سنوات كانت كافية لإثبات أن التحالف السعودي الأمريكي حصد الخزي والفشل في المواجهة العسكرية أمام اليمنيين، غير أن هذه النتيجة لا تعني أن العدو سيراجع قراراته لجهة وقف الحرب والعدوان قدر ما سيبحث عن وسائل جديدة للضغط ومحاولة كسر إرادتهم والانتقام من صبرهم وثباتهم.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي توقف في كلمته بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة مع طبيعة التحول في مسار العدوان الذي لجأ إلى تكتيكات إضافية ضاغطة تهدف إلى خلخلة الجبهة الداخلية وإيجاد مناخات تساعد التحالف على تجاوز الانكسار والإمساك بزمام المبادرة من جديد.
تتلخص مسارات الحرب المستجدة (إلى جانب الخيار العسكري) في ثلاثة أمور.
الأول اقتصادي ، تشديد الحصار وزيادة الحرمان والمعاناة لتطال اكبر نسبة ممكنة بغية الوصول بالمزاج الشعبي إلى حالة من الجزع واليأس كمقدمة لظهور دعوات للاستسلام وإلقاء السلاح أملاً في بريق وعود التحالف الزائفة برفع المعاناة ووقف الحصار تمهيدا لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
الثاني مسار إعلامي يقوم على تكثيف عمليات التضليل وتضخيم الإشكالات ومظاهر المعاناة أو الاختلالات الحاصلة في المحافظات الحرة لرسم صورة سوداوية للتأثير سلبا على معنويات المواطنين وتغيير قناعاتهم على الضد من متطلبات الصمود والتحرك الجاد لمواجهة العدوان.
المسار الثالث سياسي بتكثيف الضغوط الدولية والإقليمية على القوى الوطنية لتقديم تنازلات والرضوخ أمام اشتراطات دول تحالف السعودي الأمريكي .
السيد عبد الملك أكد على أهمية إدراك أساليب العدو المخادعة حتى لا يقع الناس ضحية المراوغة وذر الرماد في العيون، فواشنطن ولندن تعملان على الظهور في صورة من يسعى لوقف الحرب وإحلال السلام، والحقيقة بخلاف ذلك فاستمرار الحرب والحصار هو قرار امريكي بريطاني ولا يمكن للسعودية الاستمرار في العدوان يوماً واحداً دون إسناد وغطاء من هاتين الدولتين.
من خلال التأمل في مضامين خطاب قائد الثورة يظهر الحرص الشديد لرفع مستوى الوعي في مواجهة تسونامي التضليل لآلة العدو الإعلامية الواسعة داعيا في نهاية الخطاب إلى استمرار التحرك الفاعل والجاد والمسؤول لمواجهة العدوان ورفد الجبهات، فذلك هو السبيل المضمون والأكيد للحصول على السلام الحقيقي وليس الاستسلام الذي يغلف بالشعارات التي ظاهرها جميل وباطنها من قبله العذاب .