كانت قبائل يثرب على موعد مع المشيئة الإلهية التي اختارها الله دون سواها لتكون حاضنة للرسالة المحمدية وأرضها مقرا للدولة الإسلامية الأولى، ولكن لكل شيء أسبابه ومقدماته، فقد كان لتحركات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة وما حولها وبالأخص في مواسم زيارة القبائل للكعبة لما تخطى به من مكانة في قلوبهم استطاع رسول الله الحصول على مؤيدين ومناصرين ودعاة لتبليغ رسالة الإسلام وكان لقبائل الأوس والخزرج شرف الالتقاء بالرسول والسماع منه ولما يتمتعون به من سمو نفس وطهارة قلب آمنوا به وكانت نتيجة هذا الإيمان والتسليم للحق الذي جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن أحرزت هذه القبائل شرف البيعة الأولى والبيعة الثانية المعروفة ببيعة العقبة التي على إثرها هاجر الرسول إلى يثرب تاركا مسقط رأسه وأرض عشيرته وقبيلته مكة لشدة عداوة أهلها للدعوة الإسلامية، فما إن استقر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في يثرب حتى عمها الخير والبركة وأطلق عليها اسم المدينة المنورة وكذالك أطلق على قبائل الأوس والخزرج المتناحرة اسم الأنصار الذين ضربوا أروع الأمثال في الأخوة في الدين مع من هاجر إليهم استجابة وتسليما لتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبهذا المجتمع الأنصاري استطاع الرسول صلوات الله علية وآلهتنظيم الشؤون الداخلية وأرسل رسله إلى ملوك وأمراء الدول من حوله وعقد المعاهدات ووثق أسس ومبادئ الدستور وأعلن المدينة المنورة مقراً للدولة الإسلامية، فكان للقبائل اليمنية شرف احتضان الرسالة الإسلامية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهاهو التاريخ اليوم يعيد نفسه وتعود القبيلة اليمنية إلى مجدها السابق حاضنة للإسلام المحمدي العلوي الأصيل ببركة المسيرة القرآنية وقيادتها الربانية ممثلة بالسيد القائد العلم المجاهد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، حفظه الله.
*مدير عام محكمة استئناف ذمار
Prev Post