مفكرون غربيون يشهدون بقداسة الإمام علي «عليه السلام» وعظمته الإنسانية المتميزة
المسلمون في أكثر من 30 بلدا يحتفلون اليوم بعيد الغدير الأغر
الثورة / وديع العبسي
فيما يحاول البعض تصوير أن الاحتفاء بعيد الغدير غائب إلا في عدد من البلدان الإسلامية في المنطقة العربية، تشهد العديد من مناطق العالم احتفاء بالمناسبة، وهذا ما شهد به مسلمون من نيوزلندا وإسكتلندا والصين، الذين يؤكدون «إن موالاة الإمام علي بن أبي طالب أحد مبادئ الدين التي لا يقوم كمال الإيمان إلا بها، ولذلك لا غرابة في أن تجد له حضور في مناطق مختلفة من العالم.
أما في الدول الإسلامية فيمكن الإشارة إلى احتفالات المسلمين اليوم في العراق بهذه المناسبة، حيث تحيي الحشود المؤمنة هناك احتفالات عيد الغدير الأغر في المحافظات العراقية وهي تبتهل بالدعاء، وتتميز احتفالات هذا العام بيوم الغدير الأغر في العراق بكونها تأتي بالتزامن مع الانتصارات التي حققها الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية علي خلايا داعش.
بهذه المناسبة، تشهد العراق تدفقا بشريا نحو النجف يبدأ من صباح اليوم ويصل ذروته مساء ليصل العدد الكلي أحيانا إلى الملايين من الزوار لمرقد علي بن أبي طالب، أو العتبة العلوية المقدسة.
فيما تعم أرجاء العتبة العباسية المقدسة بذكرى حلول عيد الله الأكبر عيد الغدير، مظاهر الفرح والسرور بالمناسبة، حيث تعلق على جدرانها قطع خُطت عليها عبارات الولاء الدائم لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، كما تشهد تركيب مصابيح الإنارة الملونة، ونشر أكثر من (5) آلاف مصباح بألوان مختلفة في الصحن العلوي المطهر، تعبيراً عن الفرحة الكبيرة التي تملأ قلوب أتباع أهل البيت عليهم السلام في ذكرى تنصيبه أميراً على المؤمنين، وخليفة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
كما تستعد للمناسبة العظيمة ببرنامج ولائي خاص يتضمن محافل ومهرجانات، فضلاً عن المجالس الاحتفالية.
وفي لبنان وسوريا وفي دول المغرب العربي، تقام فعاليات احتفائية اليوم بمناسبة عيد الغدير ، وفي مصر كذلك ، كما تقام فعاليات مماثلة في تركيا وإيران وفي ماليزيا وإندونيسيا وبلدان إسلامية أخرى.
الإمام علي قائد إنساني.. إقرار عالمي بالمكانة المتميزة لولي الأمة
مكانة الإمام علي والاحتفال بيوم الغدير في كثير من الدول حول العالم، مسألة سبقها ويوازيها إقرار العديد من المفكرين الغربيين بالمكانة الإنسانية المتميزة للإمام علي عليه السلام، فهذا المؤرخ البريطاني إدوارد جيبون، يقول «الإمام علي شخصية فريدة متألقة، شاعر ومؤمن ونبيل وقديس، حكمته كالنسيم الذي يتنفسه كل إنسان، فهي أخلاقية وإنسانية، منذ مولده وإلى وفاته، كان حكيما جمع تلاميذه وناداهم بإخوتي وأحبائي، حقا كان هارون المتجدد صدّيق النبي موسى، كما وصفه النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم».
والطبيب والمفكر البريطاني هنري ستوب، يصف ما كان عليه الإمام علي من زهد، فيقول «ازدرى الإمام علي العالم المادي ومجده الخادع، خشي الله وكان محسنا جوادا إلى الخير، الأول والسابق إلى كل فعل إلهِي، وحكمه كان اجتماعيا، ويملك إبداعا وذكاء حادا، ولذا بدا غريبا على مجتمعه، لأن الإبداع لم يكن شائعا، لم يمتلك تلك العلوم التي تنتهي على اللسان، ولكن تلك العلوم والحكمة الخفية التي تمتد ولا تنتهي أو تموت».
فيما يؤكد كاتب السير والمؤرخ والدبلوماسي الأمريكي واشنطن إيرفنغ، إن الإمام علي «كان من أنبل عائلة من قبيلة قريش، لديه ثلاث صفات يعتز بها العرب : الشجاعة والبلاغة، والسخاء. روحه الباسلة استحقت لقبا خالدا من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم «أسد الله». نماذج بلاغته لا زالت مؤثرة على كل لسان عربي، وعلى كل تفسير قرآني، وعلى كل مثل وقول ساد الأمة العربية إلى يومنا هذا. في كل جمعة كان يلقنهم حكمته وما أنزل على النبي محمد (ص)، ليذكرهم بما وعاه صدره، وفيه خزائن العلوم الإلهية، وهذا دليل على سخائه وتواضعه وحبه، دون شرط مسبق».
من جانبه أكد المستشرق الفرنسي، كرا دي فو، البارونان الإمام علي «كان فارسا غالبا، ولكنه فارس صوفي، أي أن فروسيته نهلت من معين المعارف الإلهية حتى الارتواء. فهو لا يرفع سيفه النبيل، ويهوي به إلا ليقتل شيطانا من طواغيت الاستكبار المشرك، والطبيعة الجاهلية البطرة، ليعز كلمة الله، ويجعل الناس يعيشون تحت ظلالها جنات الإخاء والمحبة، وسلامة الصدور من الأحقاد والبغضاء والمفاسد التي اتخذ منها إبليس جنودا ليحجب الإنسان عن ربه وإنسانيته. إن علياً يحمل فكرا اجتماعيا ثوريا فاعلا يرقى في تطوير المجتمع إلى تحقيق ما تحلم به الإنسانية من حياة فاضلة وكريمة. وأنه استشهد في سبيل ما كان يريد أن يجعله واقعا حيا. لذلك فهو إمام شهيد، صاحب نفس وضيئة تختزن سرا إلهياً قدوسياً، هو سر قبول تحمل العذاب حتى الموت لإنقاذ الإنسان من الظلمات إلى النور».
وفي ما يلي خلاصات لمقولات مفكرين غربيين:
جيرارد اوبنز: سيظل علي بن أبي طالب فارس الإسلام والنبيل الشهم
إدوارد جيبون: شخصية فريدة متألقة شاعر ومؤمن ونبيل وقديس, حكمته كالنسيم الذي يتنفسه كل إنسان، فهي أخلاقية وإنسانية, منذ ولادته والى وفاته كان حكيما جمع تلاميذه وناداهم بإخوتي وأحبائي, حقا كان هارون المتجدد صدّيق النبي موسى، كما وصفه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
سير ويليام موير: بذكائه المتألق, وعطفه, وتأثيره الساحر في حياة من خالطه وجالسه كونه موضع ثقة صحبه ومجتمعه, مذ كان فتى صغير السن وهو يبذل ويجود بروحه وحبه للدفاع عن النبي محمد ورسالته السمحاء, متواضع وبسيط, يوما حكم نصف العالم الإسلامي بالخير لا بالسوط.
هكذا أظهرت هذه الكلمات التأثير الذي أوجده الإمام علي بشخصيته، يقول أحد الباحثين انه «بإشارة الرسول إليه على أنه باب مدينة العلم النبوي، فإن إحدى أكثر الخصائص المميزة لميراثه في العصور الإسلامية الوسيطة هي فعلاً مجموع المعارف، ابتداء من العلم الإلهي والتفسير إلى فن الكتابة وعلم الأعداد. ومن الشرع والتصوف إلى قواعد النحو وفن الخطابة التي تعتبر أن الإمام علي قد أشار إليها.»