قبل عدة سنوات طرحت في أحد الأعمدة موضوع قضية للنقاش، تتمحور حول فصل الرياضة عن الشباب وذلك بإنشاء وزارة للرياضة ومجلس أعلى للشباب أو العكس، المهم أن يكون هناك فصل تام بين القطاعين لخدمة الرياضة والشباب كأحد الحلول لمشاكل الشباب والرياضة في اليمن والتي تتفاقم بشكل كبير إلى درجة أنه أصبح من الصعب السيطرة عليها ووضع الحلول الناجعة لها ووزارة الشباب والرياضة لا تدري من أين تبدأ؟ وكيف تعمل؟ أيهما أولى بالحل مشاكل الرياضة أم مشاكل الشباب؟.
لو نظرنا إلى تجارب بعض البلدان التي فصلت الرياضة عن الشباب، سنجد أنها نجحت إلى حد كبير في الارتقاء بالرياضة كون الجهد تركز على الرياضة وكيفية تطويرها، فعندما نجمع الرياضة والشباب في وزارة واحدة تزيد الأعباء، لأن الوزارة تحمل هموم الشباب والرياضة، وكل له مشاكله والتزاماته، أضف إلى ذلك أننا في اليمن إمكانياتنا وبنيتنا التحتية الرياضية ضعيفة جداً وهذا يحتم علينا ضرورة فصل القطاعين.
مازال الوضع كما هو ومازالت الوزارة كما قالت جدتي هي وزارة للشباب والرياضة وكل من يأتي إليها يخاف من عملية الفصل كما أن البعض منهم يبقي الوضع كما هو عليه من باب حب المسؤولية وجمع كل الخيوط والأطراف في يده وهو لا يدري أنه بذلك يسير في طريق استمرار الفشل، فهل سيأتي الوزير أو المسؤول الشجاع الذي يعمل على فصل قطاع الرياضة عن قطاع الشباب؟.
أتمنى أن نعمل جميعاً من أجل الوصول إلى الرؤية الصحيحة لتطوير الرياضة في اليمن وأيضاً الاهتمام بالشباب من خلال تقديم مشروع علمي يواكب التطورات الهائلة في الرياضة، فالعالم يعيش الآن ثورة رياضية ونحن مازلنا في أسفل السلم الرياضي ومازلنا نتخبط بين الرياضة والشباب وهل من الأفضل فصل الرياضة عن الشباب أم يبقيان في كيان واحد؟
ألم يحن الوقت لأن تنظر الدولة والحكومة إلى هذا القطاع الهام وتركز جهدها على انتشاله من الأوضاع المأساوية التي يعيشها الرياضيون والشباب وتعرف الحكومة أن هؤلاء يقعون تحت مسؤوليتها وأن اهتمامها بالشباب والرياضة من شأنه أن يسهم في تطور البلد وتقدمه، فالشباب هم مستقبل الوطن وعنوان تقدمه؟
أجدِّد الدعوة من هنا للمسؤولين في الحكومة والمكتب التنفيذي للرؤية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة وكذا الإعلاميين والمهتمين بالشأن الرياضي والشبابي، لطرح آرائهم ووجهة نظر كل منهم في هذه القضية لنصل في الأخير إلى رؤية سليمة تنطلق من الواقع وتلبي احتياجات وطموحات الرياضيين والشباب وتنطلق بالرياضة اليمنية إلى مستقبل أفضل يليق بمكانة اليمن.