وسط مخاوف عالمية من تأثير التغيرات المناخية فيضانات تجتاح الصين والهند والفلبين وغرب أوروبا والضحايا بالملايين
الثورة /عواصم/ وكالات
تعرضت عدة مناطق على مستوى العالم أخيراً لأحوال طقس سيئة، حيث اجتاحت الفيضانات الهند والصين والفلبين وغرب أوروبا، وهبت موجات حارة على أمريكا الشمالية، ما زاد من المخاوف حيال تأثير تغير المناخ.
الهند
وفي هذا الصدد أوضحت وزارة الدفاع الهندية أنه مع تعرض أجزاء كبيرة من ولايات ماهاراشترا وكارناتاكا وجوا، لفيضانات واسعة النطاق في كل من المناطق الحضرية والريفية، بسبب الأمطار المتواصلة والفيضان اللاحق في ضفاف الأنهار والسدود خلال الأيام القليلة الماضية، حشدت القيادة البحرية الغربية التابعة للبحرية الهندية موارد كبيرة من أجل تقديم المساعدة لإدارات الولايات والمقاطعات في المناطق المتضررة.
ولفتت إلى أنه تم نشر سبع فرق إنقاذ من الفيضانات البحرية في عدد من المناطق في ولاية ماهاراشترا الغربية في 22 يوليو.
وأشارت إلى أنه تم تعبئة طائرة هليكوبتر من طراز “سيكنغ 24سي” للاستطلاع الجوي.
واستقبلت ولاية كارناتاكا الجنوبية الغربية يوم 23 يوليو فريق الاستجابة للطوارئ البحرية الهندية، الذي يتألف من 17 غواصًا.
وقام الفريق بإجلاء أكثر من 100 شخص تقطعت بهم السبل في قريتي سينغودا وبهير.
وأكدت أن جميع الفرق في حالة تأهب قصوى في مومباي في حالة الحاجة إلى النشر الفوري.
وضربت الأمطار الغزيرة العديد من الولايات الغربية في الهند، مما تسبب في فيضانات هائلة، ففي ولاية ماهاراشترا، لقي ما لا يقل عن 112 شخصًا حتفهم، بسبب تلك الفيضانات.
ووفقا لـ”رويترز”، فإن فرق الإنقاذ في الهند واجهت صعوبات، أمس السبت، للوصول إلى عشرات المنازل التي غمرتها المياه، حيث الوحل والركام بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة في البلاد، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 125.
وبحسب خبراء، تشهد ولاية مهاراشترا أشد هطول للأمطار في هذه الأثناء منذ أربعين عاما، إضافة لوجود مخاطر من فيضان مياه أنهار كبرى عن ضفافها.
الصين
وتسببت الأمطار في سيول غزيرة في مقاطعة هينان الصينية وعانت مدينة تشنغتشو مركز المقاطعة، أكثر من غيرها جراء الفيضانات.
وأسفرت الفيضانات عن تضرر 1.5 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، وخسائر اقتصادية تقدر بـ 5.9 مليارات دولار.
كما أجلت السلطات الصينية أكثر من 875 ألف شخص إلى مناطق آمنة”.
وفي وقت سابق، اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ أن بلاده تواجه فيضانات “خطيرة للغاية”
وقال شي إن “سدود بعض الخزانات انفجرت مما تسبب بإصابات خطيرة وبخسائر في الأرواح وبأضرار في الممتلكات. السيطرة على الفيضانات في وضع خطير جدا”، مضيفا أن الأحداث بلغت “مرحلة دقيقة”.
وأتى تحذير الرئيس الصيني بعدما أعلنت السلطات مصرع 12 شخصا بسبب سيول غمرت مترو أنفاق في تشنغتشو، فيما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور مروعة لركاب عالقين في عربة قطار وقد غمرتهم المياه حتى أكتافهم.
وقال مسؤولون في بلدية تشنغتشو في منشور على موقع “ويبو” للتواصل الاجتماعي، إن المدينة البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة “شهدت سلسلة عواصف مطرية نادرة وغزيرة، مما تسبب بتراكم المياه في مترو تشنغتشو”، مشيرين إلى أن الكارثة أسفرت عن مصرع 12 شخصا وإصابة 5 آخرين.
وكانت السلطات الصينية أصدرت أعلى مستوى من التحذير من الأحوال الجوية في مقاطعة خنان وعاصمتها تشنغتشو، التي اجتاحتها فيضانات قياسية.
وذكرت القيادة الإقليمية للجيش الصيني في بيان، أن صدعا بطول 20 مترا ظهر في سد بمدينة لويانغ التي يبلغ عدد سكانها نحو 7 ملايين نسمة في مقاطعة خنان، وحذرت من أن “السد قد ينهار في أي لحظة”.
وأعلن الجيش الصيني أنه أرسل جنوداً للقيام بأعمال طارئة، من بينها تحويل مسار الفيضانات.
الفلبين
وفي الفلبين قامت السلطات ، أمس السبت، بإجلاء الآلاف من سكان العاصمة مانيلا من مناطقهم المنخفضة بعد أن أدت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى غمر العاصمة والأقاليم المجاورة بالمياه بعد تفاقمها بسبب عاصفة مدارية.
ووفقا للوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث في الفلبين، فقد “تم نقل 14023 شخصا معظمهم من ضاحية معرضة للفيضانات في مانيلا إلى مراكز إجلاء”.
كما أصدرت الرئاسة الفلبينية بيانا، طالبت فيه سكان المناطق المتضررة البقاء في حالة تأهب ويقظة واتخاذ إجراءات احترازية والتعاون مع السلطات المحلية.
ونقلت “رويترز”، عن خبراء الأرصاد الجوية، قولهم إن “الفلبين التي تضم أكثر من 7600 جزيرة تشهد نحو 20 عاصفة مدارية سنويا، لكن المحيط الهادي الأكثر دفئا سيجعل العواصف أقوى ويتسبب في هطول أمطار أكثر غزارة”.
يذكر أنه في الأسابيع الأخيرة، اجتاحت أجواء قاسية عدة مناطق من العالم، ما أدى إلى حدوث فيضانات في الصين والهند وأوروبا الغربية وموجات حر في أمريكا الشمالية وأثار مخاوف جديدة بشأن تأثير تغير المناخ.
ألمانيا
على صعيد متصل شكا مواطنون في البلدات التي ضربتها الفيضانات في ألمانيا من تأخر التنبيهات الحكومية بوجود خطر الفيضان، ما تسبب – وفقا لهم – في ارتفاع عدد الضحايا والخسائر.
وبحسب إي بي نيوز، فمع تجاوز عدد القتلى المؤكد من فيضانات الأسبوع الماضي في ألمانيا والدول المجاورة 210، ومع الخسائر الاقتصادية المتوقع أن تصل إلى المليارات، تساءل الكثيرون في ألمانيا ، عن سبب عدم نجاح أنظمة الطوارئ المصممة لتحذير الناس من الكارثة الوشيكة.
ونقلت “إي بي نيوز” شهادات بعض المواطنين عما عايشوه في تلك الكارثة، حيث أكد ولفينج هوست البالغ من العمر 66 عاما، أن التحذير الجاد الأول للإخلاء أو الانتقال إلى طوابق أعلى من المباني القريبة من نهر أهرا، جاء متأخراً.
وأكد هوست: “ما كان يجب على الدولة فعله، لم تفعله، على الأقل إلى الآن”.
ووصف الموقف بأنه كان مخيفا، قائلا: “كما في فيلم رعب”، مؤكدا أنه هرع لإنقاذ سيارته من مرآب تحت الأرض.
وأشار هوست الذي يعمل بائعا للكتب القديمة إلى أنه وبعد خمس دقائق، رأى سيارته تطفو في الشارع، وعلم لاحقًا أنه فقد أيضًا كتبًا تعود إلى أوائل القرن السادس عشر ويقدر خسائره الإجمالية بأكثر من 200000 يورو (235000 دولار).
أما هايكو ليمكي المقيم في بلدة سترينغ، فيتذكر كيف طرق رجال الإطفاء الأبواب في الساعة 2 صباحًا، بعد فترة طويلة من تسبب الفيضانات في أضرار جسيمة في منبع النهر في أهرويلر.
وقال ليمكي إنه على الرغم من فيضان في عام 2016، لم يكن أحد يتوقع أن ترتفع مياه نهر أهرا بنفس مستوى الارتفاع الذي حدث الأسبوع الماضي.
قال: “كانوا يقومون بإجلاء الناس، لقد كنا مرتبكين تمامًا لأننا اعتقدنا أن ذلك غير ممكن”، مؤكدا أنه “في غضون 20 دقيقة غمرت المياه الطابق الأرضي من منزل عائلته، لكنهم قرروا أن الخروج من المنزل أمر خطير للغاية”.
المسؤولون المحليون الذين كان يفترض أن يطلقوا أجهزة الإنذار بالكوارث في وادي أهرا في الليلة الأولى للفيضانات، ظلوا بعيدين عن الأنظار في الأيام التي تلت الطوفان.
واعترف رئيس وكالة الكوارث الفيدرالية الألمانية “بي كيه كيه”، أرمين شوستر، لمحطة “إيه آر دي” العامة . أن “الأمور لم تعمل بالشكل المطلوب”.
وأكد أن وكالته تحاول تحديد عدد صفارات الإنذار التي تمت إزالتها بعد نهاية الحرب الباردة، وتخطط لاعتماد نظام يُعرف باسم “البث الخلوي” يمكنه إرسال تنبيهات إلى جميع الهواتف المحمولة في منطقة معينة.
يشار إلى أن خبراء أكدوا أن مثل هذه الفيضانات ستصبح أكثر تواتراً وشدة بسبب تغير المناخ، وستحتاج البلدان إلى التكيف معها، عن طريق مراجعة الحسابات حول مخاطر الفيضانات المستقبلية، وتحسين أنظمة الإنذار، وإعداد السكان لكوارث مماثلة.