الأديب عبدالرحمن مراد -رئيس الهيئة العامة للكتاب لـ”الثورة”: أنجزنا كل الجوانب الفنية اللازمة لطباعة أعمال الشاعر حسن الشرفي وفي انتظار تعزيزنا بالموازنة اللازمة
كشف الأديب عبدالرحمن مراد -رئيس الهيئة العامة للكتاب عن اكتمال كل الجوانب الفنية اللازمة لطباعة أعمال الشاعر الكبير حسن الشرفي، مشيراً إلى أن طباعة هذه الأعمال تأتي تنفيذاً لتوجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى لوزارة الثقافة تزامناً مع الاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى لرحيله، وتعتبر بادرة وفاء من القيادة السياسية تجاه الأدباء والمبدعين وتقديراً وعرفاناً بدورهم الوظيفي في المجتمع.
وأكد في لقاء أجرته معه “الثورة” أن طباعة هذه الأعمال ستمثل حالة نوعية وإضافة متميزة للمشهد الثقافي والأدبي، فالشاعر الكبير حسن الشرفي يعتبر قامة إبداعية كبيرة وله موقف شعري واضح، وكاد شعره أن يكون تاريخا لسنوات العدوان على اليمن.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالمؤسسات الثقافية، فالمعركة التي يخوضها وطننا مع دول العدوان ومع المستعمر الجديد متعددة الأهداف والمستويات، مشيراً إلى أن البنية الثقافية من ضمن الأهداف المعلنة للعدوان لأنها تعمل على مساعدة المستعمر على فرض ثنائية الهيمنة والخضوع من خلال تعويم المفاهيم وتفكيك الهويات الجزئية والكلية للأفراد والجماعات.
واستعرض مراد في اللقاء المهام التي تقوم بها الهيئة، والمشاريع والبرامج الثقافية التي تم إعدادها، على الرغم من وضعها الحالي في ظل الظروف الحالية.. فإلى التفاصيل:لقاء/
خليل المعلمي
حدثنا في البداية عن مهام الهيئة العامة للكتاب؟
في الحقيقة أن مهام الهيئة قد حددها قانون إنشاء الهيئة رقم “90” لسنة 1995م وتتمثل في المشاركة في تنفيذ السياسة الثقافية للدولة في مجالات الكتاب والتوثيق والتأليف والترجمة والطباعة والنشر والتوزيع والمكتبات، والمشاركة في تنمية الثقافة الوطنية ونشر التراث الفكري والإنساني وتيسير الاطلاع عليه والإفادة منه وفتح المكتبات العامة في أمانة العاصمة وعموم المحافظات.
والهيئة وفق طبيعتها الوظيفية تقدم الخدمات المكتبية والمعلوماتية لكل فئات الشعب بمختلف أعمارهم ومن منطلق تأكيد الدور الثقافي التي تنتهجه المؤسسات الثقافية، ونحن في الهيئة نسعى إلى بلورة برنامج طموح يلبي احتياجات المشهد الثقافي الوطني ويسد فراغاته، والهيئة منذ نشأتها تساهم بجهود دائمة في نشر رسالة التنوير من خلال منظومة متكاملة للتأليف والنشر، وتدور أعمال الهيئة في المحاور التالية: التأليف، الترجمة، النشر وإصدار وطبع المجلات، الطباعة، التسويق، فضلا عن الخدمات المكتبية والمعلوماتية.
– ماهي طموحاتكم في الحاضر والمستقبل ؟
نحن نطمح إلى إثراء المكتبة الوطنية بالكتب المترجمة لما لها من أثر فاعل في نقل التراث الإنساني العالمي في العلوم والفنون والآداب، ولما يمثل ذلك من رافد معرفي مهم تحتاجه الأمة في هذه المرحلة وفي كل المراحل التاريخية لتنمية وعيها، ولكي تعرف أيضا – وهذا مهم – كيف يتصرف العالم من حولها؟ وكيف يفكر؟ وآفاق وحدود معرفته؟ ومبلغ اهتماماته؟ مع العناية على وجه الخصوص بالكتب التي تتناول اليمن والعرب والإسلام، ولدينا طموح في إصدار كتب باللغات الأجنبية تعريفا باليمن وبثقافتها وآدابها وتاريخها.
– ماذا عن وضع الهيئة الحالي؟
وضع الهيئة منذ حركة الاضطراب واختلال النظام العام والطبيعي في الوطن لا يسر، ونحن اليوم كما تعرف في ظروف العدوان على اليمن .
لقد استهدف تحالف العدوان على اليمن كل مقدراتنا الحضارية ومآثرنا التاريخية والثقافية واشتغل دمارا وخرابا وتفكيكا على كل المستويات وهذا أمر ليس خافياً، فالبنية الثقافية والحضارية والتاريخية من ضمن الأهداف المعلنة للعدوان لأنه يعلم أن تدمير هذه البنية من العوامل التي تساعده على فرض ثنائية الهيمنة والخضوع, ونحن نعلم أنه اشتغل على تعويم المفاهيم، فالتحرير لصنعاء وهي بيد أبنائها, وعدن تم تحريرها وهي بيد المستعمر، كما نلاحظ في الخطاب السياسي والإعلامي, وتفكيك الهويات الجزئية والكلية للأفراد والجماعات ونحن نلاحظ اليمن الجنوبي لم يعد يمنا بل جنوبا عربيا وهو المصطلح الذي اشتغل عليه المستعمر في حربه مع الامام يحيى في مطلع القرن العشرين كذلك الهويات الجزئية مثل شيوع مصطلح القرية والمدينة وأصحاب منزل ومطلع والتهامي والجبلي وغيرها ، ولذلك فنحن في المؤسسات الثقافية في مواجهة حقيقية مع العدوان، قد لا تكون بصورة مباشرة لكنها مواجهة حقيقية وحيوية وفاعلة وهي معلنة من قبل تحالف العدوان وقد أعلنوا عن مشاريع كبيرة ورصدوا المبالغ الكبيرة لإدارة حربهم الثقافية ضدنا، وهذه الحرب تحت لافتات إنسانية مثل مشروع رياح السلام والرياح الباردة.
نحن في الهيئة ندرك خطورة المرحلة ونعمل على رصد التطورات ورصد المسارات التي ينتهجها العدوان ونستشعر مسؤولياتنا الأخلاقية والوطنية ونحاول تقديم المادة الثقافية والخدمات المتطورة لتنمية الوعي الجمعي ونسعى إلى تلبية حاجة الجمهور من القراء والباحثين وقد تقدمنا بعدد من المشاريع وهي قيد الدراسة لدى القيادة السياسية والقيادة الثورية ويقيننا أنه سيتم التفاعل معها بشكل إيحابي.
كيف جاءت فكرة طباعة أعمال الشاعر الكبير حسن الشرفي؟
في الحقيقة إن فكرة طباعة أعمال الشاعر الكبير حسن الشرفي تعود لرئيس المجلس السياسي الأعلى الذي أصدر توجيهاته إلى وزارة الثقافة على إثر الاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر الكبير حسن الشرفي وهي بادرة وفاء من القيادة السياسية تجاه الأدباء والمبدعين وتقديرا وعرفانا بدورهم الوظيفي في المجتمع.
وقد سارعنا إلى تنفيذ التوجيه وأنجزنا كل الجوانب الفنية اللازمة وفي انتظار تعزيزنا بالموازنة اللازمة، ونأمل إنجاز المهمة في أقرب وقت، فالشاعر الشرفي قامة إبداعية كبيرة وله موقف شعري واضح، وكاد شعره أن يكون تاريخا لسنوات العدوان على اليمن.
ماذا ستمثل طباعة سبعة أعمال جديدة للشرفي؟
بالتأكيد ان طباعة هذه الأعمال سوف تمثل حالة نوعية وإضافة متميزة للمشهد الثقافي والأدبي، فالشاعر الكبير حسن الشرفي كان غزير الإنتاج، والأعمال التي نحن بصدد طباعتها كان الشاعر قد أعدها بنفسه للطباعة واختار عناوينها ولديه قصائد متناثرة ما تزال مخطوطة ريثما تتيسر لنا طباعتها مستقبلا.
هل بالإمكان اطلاعنا على عناوين المجموعات؟
لدى الشاعر أربع مجموعات بعنوان تجليات النفس الطويل تحمل أرقاماً متسلسلة من “1” إلى “4”، ومجموعة سماها “قصائد البركان” ومجموعة بعنوان “بقية السيف” وأخرى بعنوان “بألوان الكيف” هذه المجموعات تتجاوز ألف صفحة، ونحن نفكر في إصدارها في مجلدين اثنين.
هل سترافق هذه الإصدارات إصدارات لمؤلفين ومبدعين آخرين؟
لدينا فكرة مشروع إصدارات متنوعة ومتعددة تتسق وظروف المرحلة التي يمر بها الوطن، ونحن نبذل جهداً مضاعفاً في توفير الإمكانات اللازمة، وهناك اهتمام كبير من قبل القيادتين السياسية والثورية بمعالجة وضع الهيئة وتفعيل دورها الوظيفي في هذه المرحلة رغم شحة الموارد والإمكانات بسبب الحصار والعدوان.
ما هي المجالات التي سيتم التعامل معها؟
كل المجالات سيتم التعامل معها، لدى الهيئة أكثر من ثلاثين عنواناً في كل المجالات، ولا يعيقنا سوى عدم توفر الإمكانات.
هل هناك معايير في هذه المرحلة؟
المعيار الوحيد هو جودة ورصانة المادة المعرفية ومدى حاجة المجتمع لها، أما حرية الرأي فنحترمها، لكن هناك أولويات تفرضها ظروف المرحلة وظروف العدوان على اليمن.
هل يمكن اعتبار هذه المبادرة بداية أو خطوة لاستمرار قيام الهيئة بطباعة أعمال المبدعين كما كانت عليه في السابق؟
القيادتان الثورية والسياسية تولياننا اهتماماً كبيراً للأمانة، وقد طرحنا عليهما عدداً من المشاريع، وقد لمست تفاعلا كبيرا منهما من خلال عدد من اللقاءات جمعتني بهما لمناقشة أوضاع الهيئة وإعادة إنعاشها.
هل هناك جهود تبذلونها لإعادة الهيئة لسابق عهدها؟
في الحقيقة تسلمت العمل في الهيئة في مارس من هذا العام وفوجئت بأن البنية التشريعية للهيئة ناقصة، فالهيئة منذ قرار الإنشاء رقم “90” لسنة 1995م بدون لائحة تنظيمية، كما أن قرار الإنشاء يحتاج إلى تحديث حتى يستوعب المستجدات الحضارية والتقنية الحديثة، وخلال ثلاثة أشهر أنجزنا لائحة الإبداع القانوني، وأنجزنا مشروع التعديل على القرار الجمهوري للإنشاء حتى يستوعب المستجدات الحضارية والتقنية ويتفاعل معها في إطار مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، ونحن نشتغل حالياً على الهيكل العام للهيئة وعلى اللائحة وقد وصلنا إلى استكمال ذلك، كما أنجزنا اللائحة المالية واعتقد أن ذلك يشكل إنجازاً كبيراً في ظل الظروف التي نمر بها ولدينا خطة عمل نحاول إنجازها خلال الأيام القادمة بناء على توجيهات من مكتب رئاسة الجمهورية الذي يتابعنا بشكل مستمر ويحاول تذليل الصعاب أمامنا.
وماذا عن الوزارة؟
الحقيقة وضع الوزارة غير سار وإمكاناتها ضعيفة جداً لكن الوزير يحاول أن يبذل جهداً كبيرا وهو متعاون مع الهيئة ويحاول أن يترك أثرا طيبا وجهوده ملموسة ومشكورة وهو يتابعنا بشكل مستمر.
كلمة أخيرة تود قولها؟
أشكركم على تفاعلكم مع الهيئة العامة للكتاب ونشاطها وأود التأكيد أن الاهتمام بالمؤسسات الثقافية أصبح ضرورة، فالمعركة التي يخوضها وطننا مع دول العدوان ومع المستعمر الجديد متعددة الأهداف والمستويات، ودور المؤسسات الثقافية في هذه المرحلة لا يقل أهمية عن غيرها ولذلك يصبح الاهتمام بها من ضرورات المرحلة…
تصوير/ حامد فؤاد