من أكبر أسباب الانهيار الاقتصادي وانعدام البركة التعامل بالربا

الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي:الله سبحانه وتعالى سمى المرابين بأنهم أصحاب النار
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي:نحتاج إلى مكافحة هذه الجريمة، وعلى الدولة أن تتخذ إجراءات حاسمة وجادة

تترتّب على الربا العديد من الأضرار سواءً على الأفراد أو الجماعات يقول سبحانه وتعالى :
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) الرباء خطره عظيم ولهذا يقول : الله تعالى ((الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)) ويقول : الشهيد القائد عليه رضوان الله
((يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ )) تقدم في الآيات الأولى مثال : أن الله يربي الصدقات ، أي ينميها ويكثرها ، ويجعل لها أثراً كبيراً في نفسك ، وفي أجرك ، وأثرها في واقع الحياة عندما قال هناك {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} إذاً سمى المرابين أنهم أصحاب النار ، وأنما هم عليه سيمحقه ، وأنهم كما قال هنا: {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } وأما السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله فيقول عن هذا الموضوع
المشاكل تتعلق بنا نحن البشر في وعينا، نحتاج إلى تقوى لله، نحتاج إلى التزام بتعليمات الله، احترام للحلال واحترام للحرام، بالانتهاء عن الحرام والعناية بالحلال، نحتاج إلى معالجة مشكلة من أخطر المشاكل وأسوء المشاكل الاقتصادية: الربا، الربا وهو فظيع جدًّا وكارثي ومدمر، ومن أكبر الجرائم على الإطلاق، ولا يتصور ولا يستوعب الكثير من المرابين خطورة هذه المسألة أنه بحسب الشرع الإسلامي وعند الله -سبحانه وتعالى- هذا المرابي مجرم من أسوء المجرمين، من أكبر المجرمين في هذا العالم، ومن المرتكبين لأكبر وأفظع الجرائم: جريمة رهيبة جدًّا جريمة أكل الربا، الوعيد من الله -سبحانه وتعالى- بجهنم والخلود فيها للذين يأكلون الربا ويتعاملون بالربا، وعيد مؤكَّد في سورة البقرة: {وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: من الآية275]، وعيد بالحرب من الله إن لم ينته الناس عن الربا: {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: من الآية279]، وعيد شديد ولعن جاء عن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- للذين يتعاملون بالربا، ووعيد شديد وإعلان حرب ومقاطعة تامة: (آكل الربا ومانع الزكاة حرباي في الدنيا والآخرة)، في الحديث الذي روي عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- في معناه ما يؤكد على هذا، وهكذا نجد تحذيراً ووعيداً شديداً، ونجد تأثيرات كبيرة جدًّا؛ لأن الربا يساهم في عملية الفقر، تنمو أرصدة وتجارة قلة قليلة من الناس، تكبر تجارتهم، في المقابل ينتشر الفقر بشكل كبير جدًّا في أوساط أكبر فئة من الناس، تكبر شريحة الفقراء، وتتسع دائرة الفقر في أوساط المجتمع؛ لصالح أن تنمو تجارة قلة قليلة من الناس، تكبر تجارتهم، ويكبر مع ذلك البؤس والحرمان والعناء والفقر على الباقين وعلى الآخرين.
نحتاج إلى مكافحة هذه الجريمة، وعلى الدولة أن تتخذ إجراءات حاسمة وجادة أولاً تجاه مؤسساتها هي التي تتعامل بالربا، المؤسسات التي هي ضمن قطاعات الدولة وتتعامل بالربا يجب منعها- نهائياً- من التعامل بالربا، ثم كذلك التجار عليهم أن يتقوا الله، وإذا لم يتقوا الله يجب أن يعاقبوا، أن يمنعوا رغماً عنهم، من لم يتق الله، من لم يحترم هذا الدين الإسلامي، من لم يحترم الشريعة الإسلامية الذي ينص دستور هذا البلد على أنها المصدر الأساسي للتشريع؛ فيجب أن يعلِّمه الناس كيف يحترم رغماً عنه ذلك، فإذا اتجهنا إلى تقوى الله -سبحانه وتعالى-؛ فالله هو الرزاق، هذا جانب.
في أن نعي كيف نعمل بواقعنا، نحن كشعب يمني، الأمة بشكلٍ عام، كيف نعالج مشاكلنا التي هي بشكل تصرفات خاطئة، سياسات خاطئة، إهمال لأشياء مهمة، إغفال لأشياء مهمة تساعد على تحسين الاقتصاد، وعلى معالجة مشكلة الفقر، وعلى تقوية الإنتاج المحلي، وعلى النمو الاقتصادي بوعيٍ صحيح.
لاحظوا، كثيرٌ من الأشياء التي يعملها الناس، وسيعملونها على أي حال، إنما هم يعملونها بشكل غير مخطط، ولا منظم، ولا مدروس، ولا واعٍ، وبشكلٍ عشوائي، هذه العشوائية هي آفة كبيرة في واقعنا العربي وفي واقعنا اليمني، المشكلة الرئيسية لنا هي العشوائية، العمل غير المخطط، ولا المنظم، ولا المدروس، ولا المحسوب، كل يشتغل على ما في رأسه، وهذه مشكلة كبيرة جدًّا.

قد يعجبك ايضا