انتفاضة الشعب الفلسطيني كشفت الأقنعة وفرزت المواقف وأسقطت رهانات التطبيع والمطبعين الجدد وأعادت بوصلة الشعب العربي والأمة الإسلامية نحو القدس وفلسطين ووحدت قبل الجميع الموقف الفلسطيني الذي تنازعته المواقف السياسية.
شعوب العالم وفي مقدمتها الشعب اليمني خرجت في مسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وتداعت الدول والحكومات لتحديد خياراتها تجاه القضية الفلسطينية كل منها حسب توجهها ورؤيتها والزاوية التي تحفظ ماء وجهها بما يتوافق مع ما تراه من حقوق الإنسان والمدنيين والأطفال والنساء والمسنين وانطلاقا مما تسمى مواثيق وقرارات الأمم المتحدة والبعض منها حددت خياراتها ومواقفها إيجابا أو سلبا، فمن الدول العربية من تقف الموقف الحق مع الشعب الفلسطيني إلا أنها مازالت تحسب لاتفاقيات التطبيع القديمة حسابا إلا أن مواقفها واضحة إلى حد ما كالأردن ومصر وعمان بينما المطبعون الجدد كالإمارات والبحرين والسودان مواقفها تتماهى مع العدو الصهيوني وترى في الشعب الفلسطيني عدوا لها على اعتبار عدائه لإسرائيل فهي -أي تلك الحثالات المحسوبة على العروبة والعرب- ترى في المقاومة الفلسطينية سبباً لمعاناة الشعب الفلسطيني لا لشيء إلا لأنها تقصف تل أبيب وغيرها من المدن المغتصبة المحتلة والقواعد والمنشآت الإسرائيلية وتنكل بالجيش الصهيوني وتجبر الصهاينة على أن يقبعوا في الملاجئ وفرضت على من جرج منهم أن يتحسس رأسه.
دول التطبيع كانت قد فتحت النار والحملة الإعلامية التحريضية على المقاومة الفلسطينية مبكرا وقبل الانتفاضة وقبل العدوان الصهيوني على غزة والأقصى وحي الشيخ جراح واتخذت منذ إعلان التطبيع على التحريض ضد حركات المقاومة في محاولة لشيطنتها وإضعاف موقفها في الأوساط الشعبية والمحافل الدولية حتى وصل الحال بمملكة بني مردخاي إلى اعتقال عناصر وأعضاء وقيادات حركة حماس المتواجدين في بلاد الحرمين الشريفين، واليوم تقف تلك الكنتونات المارقة في صف العدوان الصهيوني وتشعل حملة إعلامية مرافقة للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الذي يتصدر معركة تحرير المقدسات وحركات المقاومة التي تمرغ أنوف الصهاينة وجيشهم الوحل وتنزع أسطورة الجيش الذي لا يقهر، الحملة التي تتبناها وسائل إعلام تابعة لدول المطبعين الجدد تستجلب المحللين من خونة الدين والأرض وتهرف بما لا تعرف لإرضاء محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ونظام خليفة وتكثف من هجومها على ايران الداعم الأول لحركات المقاومة الفلسطينية، شخصيات مبتذلة هدفها النيل من الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة بل النيل من محور المقاومة الذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ويرى في فلسطين قضيته المركزية، والتصدي للاحتلال الصهيوني واجب مقدس على عاتق كل عربي مسلم شريف، أما محور النفاق والتطبيع فقد سقط سقوطا مدويا فلا يختلف موقفه عن موقف أمريكا أو الدنمارك أو تل أبيب ذاتها.
موقف أكثر من مخجل يتلبسه الشعب العربي الخانع لأنظمة التطبيع في انحراف غير مسبوق وصمت ووجوم لم تفعله شعوب تطبيع كامب ديفد واوسلوا ووادي عربة.
مواطنو دول المطبعين الجدد مازالوا محسوبين على أنهم شعوب عربية، فهل مازالت لديهم حمية ضد تماهي أنظمتهم مع الصهيونية والعدوان على الشعب الفلسطيني المجاهد الصابر المقاوم.
الشعب اليمني شعب المدد وبوصلته القدس وفلسطين.
الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام.